-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أفخر بالعباءة ومواقفي تنبع من قوميتي

مستغانمي: لم أتلقَ مالاً نظير إلغاء ندوتي

جواهر الشروق
  • 6440
  • 10
مستغانمي: لم أتلقَ مالاً نظير إلغاء ندوتي
ح.م
تهافت منقطع النظير على أحلام في الكويت

لم تُلق الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي محاضرتها التي كانت مبرمجة ليلة الجمعة في معرض الكويت للكتاب. وفيما قال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إن سبب إلغاء المحاضرة يعود الى رغبة الأديبة في ذلك، تناقل مثقفون همسا بأن صاحبة رائعة «ذاكرة الجسد» قد تلقت مبلغا ماليا من المجلس، نظير الغاء النشاط ،الذي قد يكون المجلس منعه لتجنب أي ردة فعل على تويتر او على بعض وسائل الإعلام المحلية، التي شنت هجوما على مستغانمي، حتى قبل أن تطأ قدماها الكويت.

القبس التقت مستغانمي بعد ساعات قضتها في توقيع رواياتها لكويتيين وكويتيات من فئات عمرية مختلفة، اصطفوا جميعهم في طوابير، لم يشهد معرض الكتاب مثيلا لها منذ سنوات، وسألتها عن حقيقة الأمر، وعن الجدل الذي أثير حولها بشأن ما كتبته عن صدام حسين وحقيبة سفرها وما تحمله من عباءات.

● هل صحيح أنك تلقيت مبلغ 12 الف دينار كويتي، مثلما يردد مثقفون هنا، من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، من اجل الغاء محاضرتك، تفاديا لأي مشاكل قد يتسبب فيها من يرفضون زيارتك للكويت؟

– هذا نوع من النكتة، ومزحة لتقزيم كاتب كبير. الموضوع كله سياسي، وكان يمكن ان اتقاضى الكثير لو ترددت على المربد في العراق، حيث كانت توزع الهبات، بامكاني أن أكسب الكثير من دون ان أغادر بيتي، فكيف انحني لهذا المبلغ، وهو اقل بكثير مما أتصدق به، ولعلمك نصف ما اكسبه يذهب للفقراء، وأنا افرش بيتا في الدنيا وآخر في الاخرة، وهذا كلام فراغ لانهم يعرفون بأن تقزيم الانسان يكون بالمال، وتاريخي يشهد بأن لا أحد اشتراني.

الأسباب الحقيقية

● ولكن ماذا عن الاسباب الحقيقية التي أدت الى إلغاء المحاضرة؟

– لا يوجد اي سبب، أنا جئت للقاء القراء، وليس الاعلاميين، والقاعة صغيرة جدا مقارنة بالقاعة التي حاضرت فيها في معرض الشارقة للكتاب، حيث كانت تتسع لـ3000 شخص وحضر 2700 قارئ وقعت كتبا لهم على مدى 6 ساعات أغمي علي بعدها. أما هنا فقيل لي بأن القاعة تتسع لـ100 شخص، ولا يمكن ان أوقع لـ100 شخص فقط، بالنظر الى عدد جمهوري.

● شهدنا اليوم تهافت الجمهور عليك بالرغم من الهجوم الذي استهدفك، ما تعليقك؟

– انا لا أعلق وأعطي الكلمة لقرائي. أنا سعيدة بهذا الجمهور العربي الذي انا ملكه، وجمهوري هو الذي يحتفي بي، وانا جئت من أجله، وجئت أيضا لان الكويت عزيزة علي، وهي والمملكة العربية السعودية من الدول القليلة التي لم ازرها. تمنيت لو ان الزيارة برمجت العام المقبل وليس هذه السنة لاني مرهقة من معرض الشارقة، ولكن مسؤولي المعرض ألحّوا علي، فجئت، ولكن كما ترين هناك اشغال في المعرض وهو غير جاهز لمحاضرة ضخمة، وقلت بدل ان اتحدث لمئة شخص، وزعت محاضرتي للصحافة وخصصت وقتي الكامل للقراء، وها هو المعرض قد اغلق وما ازال اوقع رواياتي. والحاجات الهامشية لا تحتاج الى تبرير.

قصة العباءة

● ماذا عن قضية العباية وكيف تحولت إلى اهانة لدى البعض؟

– أصبحت العباية رمزا بالنسبة لي، ومنذ سنوات أرتديها، وتعجبت من ردة الفعل، فقد كتبت تغريدة قلت فيها في ساعة متأخرة من الليل بأن لا وقت لدي، وأحمد الله لاني سأضع عباءات، واي دولة كنت ساسافر اليها كنت سألبس عباءة، وكنت سأسافر بالحقيبة ذاتها التي سافرت بها للشارقة.

ولقد ارتبطت صورتي بالعباءة حتى أن مصممات أزياء اقترحن علي تصميم مجموعة احلام مستغانمي لعباءات «الاسود يليق بك»، والعباءة التي ارتديها وتحمل عنوان اخر رواياتي «عليك اللهفة» هدية من مصممة ازياء سورية، وفي الشارقة ارتديت عباية أنا اشتريتها، وكانت قصيدة محمود درويش «احن الى خبز امي وقهوة امي» مكتوبة عليها، وهذا التزام مني، وأيضا في اخر تكريم لي في بيروت في مهرجان بياف ارتديت عباءة جزائرية.. لقد توقعت كل شيء الا ان يثار هذا الموضوع.

● هوجمت أيضا بسبب مزاعم عن تعاطفك مع صدام حسين ما قولك؟

– أعتقد ان الكاتب لا يدافع عن نفسه، نحن نكتب كتبا لتدافع عنا، وليس لندافع عنها، انا آرائي واضحة وخطي السياسي واضح انا امراة عربية وقومية، لم ازر العراق في ايام صدام عن مبدأ، وقلت انذاك وكان اسمي صغيرا في الثمانينات، لا يجب أن امنحه لطاغية.

لقد دعيت لزيارة العراق واحتفظ بخمس دعوات للمربد. وفي الوقت الذي كان الناس يلهثون فيه، ويقفون في طوابير الذل للفوز بغنيمة، قلت لا، لاني منذ جئت للعالم وانا ادرك بأن علي حسابا اقدمه للتاريخ، وبالتالي كنت ادرك ان الاسم سيكبر وسأحاسب على كل شيء. هذه تربية ابي وموقف كان لي من السلطة كلها.

كنت أتساءل حينها على اي اساس يكرمون كاتبة صغيرة، وان كانت نواياهم طيبة، لم لا يكرمون ادباءهم المنفيين كالجواهري والبياتي ومحمد سعيد الصقار وسعدي يوسف وغيرهم من المحكوم عليهم بالاعدام؟ ولم يكرمون كاتبة صغيرة بذريعة اني اتعاطف مع الاطفال الجياع؟

صدق مع النفس

وتابعت مستغانمي:

– في لحظة معينة يجب ان نكون صادقين مع انفسنا، هناك مطربات ذهبن وصنعن ثرواتهن في اخر لحظة من الحفلات التي كانت تنظم في العراق والقنابل تسقط، ولم يحاسبهن احد.لكنهن مطربات وليس لهن حساب للتاريخ، ولكن انا لي حساب وارفض ان يحاسبني احد غير التاريخ وابي، وحسابي لا اقدمه للاحياء لان الاحياء لا اعرفهم وليس من حقهم محاسبتي وهذا الموضوع انتهى.

لكن حين أعدم صدام حسين، كانت لي ردة فعل كمسلمة وكعربية، وكنت أشعر بأن شيئا ما سيحدث حتما، وان الامر بداية انهيار كبير. انا عربية وقومية وهذا اللباس الذي ارتديه هو لباس العروبة وسأظل ادافع عن العروبة. وأنا عربية من الجزائر أضع عروبتي في المرتبة الاولى وقد لا اكون في الحقيقة، عربية تماما، وقد اكون امازيغية لان الاعراق متداخلة في الجزائر، لكني عربية وهذا خيار قومي ولغوي وديني، أنا انتمي للقرآن الكريم وادافع عنه وعن اللغة العربية مثلما ادافع عن قبر والدي، كما اسعى جاهدة لاحبّب الناس في اللغة العربية وهذا نوع من الجهاد.

انا زرت العراق في عام 1976 قبل ان يتولى صدام حسين الرئاسة وعلاقتي عاطفية بهذا البلد، مثلما هي علاقتي عاطفية بالكويت من خلال مجلة العربي.

لقد دخلت مجلة العربي البيوت العربية منذ نصف قرن، وثمة فضائيات صنعت شهرة بعض الدول، ولكن مجلة العربي صنعت شهرة الكويت ومن دون مقابل، لان الكويت كانت تطمح لبناء الانسان العربي المستقبلي بالمعرفة، الكويت راهنت على المعرفة واستثمرت في معرفة العرب من دون مقابل، لان المجلات التي تصدرها، تصدرها بالخسارة ،حيث تباع المجلة بدولار بينما تكلف دولة الكويت 3 دولارات. هذا استثمار لا بد ان نعترف به وسلاح المعرفة هو السلاح الوحيد الذي رفعته الكويت.

لماذا أنتِ؟

● لكن لماذا استهدفت أحلام مستغانمي بالذات في الكويت؟

– لا ادري، النفس البشرية معقدة والله زرع فيها الاحاسيس بما في ذلك الغيرة والحسد، ونحن لا نعرف لم نحب هذا الشخص ولم لا نحبه وانا لا يعنيني سوى من يحبونني وينتظرونني بصدق، من يهمونني هم اولئك الذين بكوا اثناء احتضاني اليوم، الناس الجميلون الذين جاؤوا وبعضهم من مكفوفين وغيرهم كانت اياديهم مضمدة في «الجبس»، هؤلاء الذين اكتب من اجلهم. وانا ليس لي حساب اقدمه لاحد ومن لا يحبني ليس مشكلتي، لست مرشحة انتخابية انا كاتبة فقط ولا يعنيني ان اكسب اصواتا خاصمتها، أنا اكتب للعرب والحمد لله الشارع العربي يرد، وقوتي استمدها من الناس، ولو كانت المحبة تشترى لكانوا قد سلبوها مني منذ زمن. وفي النهاية انا لا اكتب كتبا مقدسة، انا اخربش في بيتي وأكتب كتبا.

● ماذا عن مسلسل «الأسود يليق بك»؟

– وقعت مؤخرا عقدا مع أكبر مؤسسة انتاج في ابو ظبي، وسيكون عملا ضخما علينا ان نعمل ليكون المسلسل بمستوى الكتاب لاني في الحقيقة لست راضية تماما على المستوى الذي ظهر به مسلسل «ذاكرة الجسد».

● ماذا عن جديدك الأدبي؟

– أمامي خياران؛ إما ان اكتب الجزء الثاني من «الأسود يليق بك» او الجزء الثاني «نسيان كوم». الاثنان منتظران.

 

لقطات من حفل توقيع رواياتها

●حضر حفل التوقيع مغرد شهير هاجم احلام مستغانمي على تويتر وعيّرها بالتعاطف مع الطاغية صدام حسين، لكنه رغم ذلك مرّ بجناح دار افاق والتقط صورا للأديبة.

● تسللت الطفلة ريماس قاسم ذات الاعوام الستة بين جموع من كانوا ينتظرون توقيع الأديبة على رواياتها، وطلبت من مستغانمي ان توقع لها على يدها، فكان لها ذلك.

● كويتي وزوجته جاءا من المطار مباشرة من اجل الظفر بتوقيع احلام مستغانمي على روايتها الاخيرة «عليك اللهفة».

● شابات كثيرات لم يكتفين بتوقيع احلام مستغانمي بل ارتمين في احضانها، سألتهن عن سر الشغف فقلن: احلام كاتبة راقية ويكفي ان نزار قباني اثنى عليها، كتاباتها تمثلنا نحن النساء وهي متواضعة والوحيدة التي تفهم المرأة، كتاب «نسيان كوم» غيرنا تماما، انها الكاتبة الوحيدة التي تفهم الرجل.

● رغم الهجوم على احلام، كان التوافد على جناحها لافتا للانتباه حيث استمرت الاديبة في توقيع رواياتها رغم انقضاء فترة المعرض واطفاء المصابيح.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • الصنوبري

    الاديبة احلام مستغانمي فخر الجزائر و تاج الرواية العربية فمنذ زمن غير قصير لم تشتهر كاتبة و اديبة في الوطن العربي مثلما اشتهرت الاديبة احلام مستغانمي و هذا بفضل اعمالها كذاكرة الجسد و لا يوجد كاتب عربي يوقع كل هذا العدد من النسخ انها الحقيقة التي لا يريد البعض من قصيري النظر و محدودي الرؤية رؤيتها.

  • الى4 ;7;8

    انا جزائرية مسلمة ملتزمة بشرع ربي عزوجل وسنةحبيبه المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه واعلنها من هذا المنبر انني لااتشرف بهاته المسماة احلام وارفض ان تمثلني في الداخل او في الخارج فلاخير في من خرجت سافرة وافتخرت بذلك

  • بلاد النيف والعزة

    والله انها امرأة و نصف و 25 جزائرية فحلة محنكة واديبة رائعة تبرد القلب و تمثل الجزائر احسن تمثيل في الخارج.لها شخصية ثابتة و قوية. تحب اباها ومحافظة على قبره. ترتدي العباءة وهي حرة في لباسها و لا حق لأي كان ان ينقد لباسها فهي تعرف لباسها احسن من غيرها وعلى الذين انتقدوها بالسوء ان يهتموا بنساءهم عوض احلام . واني ارى فيها المرأة المثالية الجزائرية. الله يحفظها من عيون الحساد و الله يعينها و يسعدها دوما ان شاء الله.

  • amal

    تحية كبيرة لكاتبتنا الكبيرة و نحيا فيها روح العروبة و الاسلام و حبها لوالدها و المحافظة على قبره نحن نفتخر بأمثلك سيدتي فأنت فعلا و نعم تستحقين ما اثني به نزار القباني و اخرون كثيرون ليت هناك كثيرون مثلك في الجزائر لكانت الجزائر بخير و الف خير فعلا انا التمس فيكي صدق عميق و ان شاء الله نسمع عليك كل خير و مزيد من النجاح و التوفيق و حفظك الله من كل شر و شكرا لحبكي للعروبة و الجزائر الحبيبة و للشهداء الابرار شكرا و شكرا؟؟

  • ماجد الرياض

    الصراحه لا تعجبني كتابات احلام مستغانمي قد لا تتناسب مع ذوقي ومزاجي
    انما لها جمهور كبير خصوصا من النساء .
    قرأت المقال للاخير لمعرفتها اكثر . وما اعجبني هو مبدئها وشي اخر يحتاج احياء هي القوميه العربيه .
    قوميه للرقي لا للاستبداد والظلم .

  • noureddine

    ان شاء الله تكونى مغنية فى جهنم ويكون لكى مسكن فيها

  • اسماء

    بالطبع عين العقل ما قالته احلام و معناها انها تسعى لأخرتها و تحضر مثواها كما تفعل في دنياها

  • فريد

    انت احمق يجب عليك ان تكسب الدارين اقرا كتاب كيف توفق بين الدارين.

  • بدون اسم

    شهرة تبعد انسان عن واقع و شيطان يزين للمراة ماتقوم بيه خارج ايطار بيتها تظن انها تفرش بيتا في دنيا وآخر في اللآخرة ...انت تلبسين عباءة اين خمار .........لم افهم كيف تدافع عن قرآن بلباس عباءة فقط ربي يتوب عليك يا احلام وتروحي الى السعودية الى حج وتشوفي كم هائل من نساء حجات من كل اعمار وتوقعي قبلة على حجر اسود ..........تكلم حتى اراك

  • بدون اسم

    وأنا افرش بيتا في الدنيا وآخر في الاخرة، ..............هل هناك شخص عاقل يقول هذا الكلام