الجزائر
تحسين أداء عيادات الولادة على رأس الأولويات

مشاكل عويصة تواجه قطاع الصحة في المسيلة

الطيب بوداود
  • 689
  • 1
ح.م

ظل قطاع الصحة في المسيلة لسنوات ولا يزال يتخبط وسط كم من المشاكل والنقائص، هذا الوضع استمر للأسف، يقول المتحدثون للشروق رغم التغييرات التي مست رؤوس القطاع في أكثر من مرة، الأمر الذي ترك العديد من المتابعين لهذا الشأن يؤكدون بأن الأمر لا يتعلق بالمسيرين بقدر ما هو مرتبط بمنظومة صحية عامة وشاملة على مستوى الوطن.

فإذا كانت مستشفيات المسيلة وبالأخص مستشفى الزهراوي بعاصمة الولاية، الذي بني منذ أكثر 35 سنة، قد شهد عشرات الزيارات الرسمية لوزراء القطاع، ولجان تفتيش وتقييم محلية ومركزية، لكنه ما يزال لحد اليوم يبحث عن أسلوب إدارة جديد ينهي العديد من الوضعيات، التي لطالما كانت وراء شكاوى المواطنين. وأسهمت إلى حد بعيد في نفور المرضى وذويهم من هذا المستشفى، بداية من النقص المسجل على مستوى بعض الاختصاصات الطبية.

فضلا عن عملية تحويلات المرضى إلى مستشفيات أخرى، خارج وداخل الولاية. هذه القضية كانت أيضا محل انتقاد الشارع المسيلي وبعض الحركات الاحتجاجية، وكانت دوما تلخص مطالبها في رحيل المدير أو بعض المسيرين، لكن في كل مرة يتضح جليا أن القضية لا تكمن في مسير ما أو مدير أو رئيس مصلحة معينة، بقدر ما هو إشكال ناتج عن تراكمات مركزية قديمة، وأساليب تسيير تفتقر لأدنى شروط الإدارة الجيدة لقطاع يعد في أغلب الدول مؤشرا دالا على مدى تقدم الدول والحكومات.

كما تطرح قضية النظافة في أغلب مستشفيات وعيادات الولاية على اعتبار أنها أحد العناصر النفسية للمريض وأهله لحظة دخوله للعلاج، الرئيسية في المنظومة الصحية. ورغم عمليات الترميم والصيانة التي استهدفت مستشفى الزهراوي بمدينة المسيلة وغيره من العيادات ومستشفيات عين الملح وسيدي عيسى وبوسعادة، فإن مستوى الخدمات كان دوما دون المستوى المطلوب. وتعود الأسباب بحسب من تحدثوا إلينا من المهتمين بالملف، إما لنقص الأطباء الاختصاصيين، أو إلى غياب بعض التجهيزات العصرية المتعلقة بالكشف ومتابعة المريض. وأمام كل هذه المؤشرات ظل قطاع الصحة بالمسيلة يعاني طيلة 20 سنة الماضية. وما الاحتجاجات الأخيرة التي أعقبت الإعلان عن وفاة سيدتين بعيادة سليمان عميرات بعاصمة الولاية أثناء الولادة، إلا عنوان دال على المشاكل المتراكمة بهذا القطاع. ورغم قرار تنحية مدير العيادة المشار إليها إلا أن الوضع سيبقى برأي المتابعين قائما، إلى حين إيجاد حلول شاملة متكاملة، فيما رأى البعض الآخر في دعم القطاع بنحو 19 طبيبا مختصا، مبادرة من شأنها التخفيف من معاناة المرضى وعائلاتهم، الذين لطالما تنقلوا لمسافات بغرض مقابلة طبيب مختص.

مقالات ذات صلة