رياضة

مصر تدخل الإنعاش

ياسين معلومي
  • 5508
  • 20

انتهت التصفيات المؤهلة لكاس إفريقيا للأمم المقررة في جانفي القادم بغينيا الاستوائية بتأهل سهل للمنتخبين العربيين الجزائر وتونس، وإقصاء مر للمنتخب المصري الذي يملك الرقم القياسي في الفوز ببطولة أمم إفريقيا، إذ سبق له وأن توج بالبطولة سبع مرات، وكان لسنوات عديدة يلعب الدور الكبير في إفريقيا، سواء في التصفيات أم النهائيات، إلى أن أصبح منتخبا هشا وفريسة لكل المنتخبات الإفريقية، وعاجزا حتى عن الفوز على ميدانه وأمام جماهيره الكبيرة التي أصيبت بصدمة كبيرة، ولا تفهم ما يحدث للفراعنة الذين دخلوا نفقا مظلما يصعب الخروج منه، ما لم يعد الأشقاء النظر في سياستهم الكروية والبحث عن لاعبين من جنسية مصرية ينشطون في أوروبا بعدما أظهرت البطولات المحلية عجزا كبيرا في تزويد المنتخب بلاعبين بإمكانهم التفوق في الملعب أمام من يلعبون أغلبهم في القارة العجوز.

ما يحدث للمنتخب المصري سبق وأن عاشه المنتخب الجزائري في بداية التسعينيات بعد تتويجه بالتاج الإفريقي مع المرحوم كرمالي، أين عاش أكثر من عشر سنوات بعيدا عن المحافل الإفريقية، فاسحا المجال لمنتخبات إفريقية أخرى كانت تعتمد على البضاعة الأوروبية، أرجعتنا إلى نقطة الصفر، ولم نخرج من سباتنا العميق إلا بعد أن انتهج اتحادنا الكروي سياسة جلب اللاعبين من القارة الأوروبية وشاركنا في كأسي عالم متتاليتين ونملك أحسن منتخب في إفريقيا حاليا، فالكل يرشح محاربي الصحراء للفوز بالتاج الإفريقي.

المنتخب المصري الذي يغيب عن العرس الإفريقي للمرة الثالثة عن التوالي، لا بد من أن يعيد ترتيب بيته في أقرب وقت ممكن، ويرسل بخبراء الكرة إلى الجزائر للاستفادة من التجربة الكروية الجزائرية التي أصبحت نموذجا يقتدى به بعد التأهل مرتين متتاليتين لنهائيات كأس العالم، بنتائج جيدة وسياسية كروية ناجحة اعتمدها الاتحاد الجزائري لكرة القدم في الاعتماد على اللاعبين الذين ينشطون في أوروبا، والبحث عنهم وإقناعهم بتقمص ألوان الخضر . وهو ما أعطى نتائج جيدة وأصبحنا نتأهل للمنافسات الإفريقية والعالمية من دون إشكال.

اعتبر جيل اللاعبين الذي أُقصوا من المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا على يد الجزائر في مقابلة أم درمان الشهيرة وبهدف من المحترف عنتر يحي، على غرار أبو تريكة وأحمد حسن وبركات وغيرهم، أحسن ما أنجبتهم الكرة المصرية، بعدما فشل الجيل الحالي في التألق ما عدا لاعبين يعدون على أصابع اليد الواحدة لم يتمكنوا من التألق وإخراج الكرة المصرية من النفق المظلم الذي يصعب الخروج منه ما لم يعد الاتحاد المصري من نظرته إلى “العولمة” الكروية التي تجتاح العالم.

لست بصدد التشفي فيما ما وصلت إليه الكرة المصرية، ولكن غيابها عن ثالث منافسة كروية في العالم يؤلمنا نحن العرب، ويؤلم أيضا المائة مليون مصري الذين سيتابعون كاس إفريقيا في بيوتهم، وهم الذين فازوا بها ثلاث مرات متتالية بجيل يصعب تعويضه وبمعلم لن تنجب بعده لا مصر ولا كل البلدان العربية خليفة له… والله المستعان. 

مقالات ذات صلة