رياضة

مصر تستحق احتضان “الكان”

ياسين معلومي
  • 1671
  • 11
ح.م

كتبت منذ أسابيع، في عمودي الأسبوعي، أننا نريد أن تقام كأس إفريقيا للأمم 2019 بمصر، “باعتباري عربيا من شمال إفريقيا، كما تمنيت سابقا أن تُلعب كأس العالم في قطر، وتكون صفعة إلى كل من يشكّون في قدرة العرب على النجاح”. كما أكدت “أنني حضرتُ كأس إفريقيا للأمم سنة 2006 بالقاهرة، ومازلتُ أحتفظ في ذاكرتي بالتنظيم الجيد والإمكانات الكبيرة التي وضعتها الحكومة المصرية لإنجاح ذلك العرس الإفريقي، وخرج الجميع راضيا عن تلك الدورة التي مع مرور السنين أعتبرها من أنجح الدورات.

لا أظن أن هذا رأيي وحدي فقط، بل رأي أغلبية الجزائريين الذين قد يتنقلون بأعداد كبيرة لمناصرة المنتخب الجزائري المتأهل لهذه الدورة، حتى تكون لهم فرصة زيارة هذا البلد الذي يربطنا به تاريخ مشترك، خاصة أثناء حرب التحرير، حيث تلقينا الدعم من أشقائنا الذين تعرضوا لعدوان ثلاثي سنة 1956 تزعمته فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل، بسبب مؤازرتهم للثورة الجزائرية… وحتى الجزائريون ساعدوا أم الدنيا في حربها ضد إسرائيل سنتي 67 و73، ولا أحد من أبناء الشعبين ينسى أو يتناسى الوحدة الكبيرة التي كانت بين زعماء الشعبين، خاصة بين بومدين وعبد الناصر، رحمهما الله، حيث تركا إرثا تاريخيا لن يستطيع أي كان أن يزيله من التاريخ المشترك بين الجزائر البيضاء، وأم الدنيا.

عندما حدثت أزمة الكرة بين الجزائر ومصر سنة 2009، قلت يومها إن جلدا منفوخا لا يتعدى وزنه 500 غرام، كاد يفسد علاقة بين شعبين، لولا بعض العقلاء من الشعبين الذي أطفؤوا نار الفتنة، وأكدوا للجميع أن الجزائر ومصر شعب واحد… لا يستطيع أي كان أن يقطع حبالا متينة عمرها سنوات عديدة، امتزج بها دم الجزائري والمصري، فعندما تتحدث إلى كبار السن الذين يحتفظون في ذاكرتهم بتلك العلاقة الوطيدة والمتينة… أحتفظ في ذاكرتي بما قاله لي جزائري كان يومها إطارا في الجيش الوطني الشعبي، بأنه خلال حرب 67، كل الجيش الجزائري كان يريد مشاركة إخواننا المصريين في حربهم ضد إسرائيل، حتى إننا اضطررنا إلى عملية القرعة لاختيار من يتنقلون إلى القاهرة والآخرون أجهشوا بالبكاء لعدم تمكنهم من المشاركة في الحرب… هذا هو التاريخ الذي لا يستطيع أي أحد أن يزيله من الذاكرة المشتركة.

وإذا كان الرئيس الروسي يتطلع إلى جلب مليوني سائح السنة القادمة بعد نجاح كأس العالم الأخيرة، فأعجبت أيضا لتصريح السفير المصري بالجزائر أيمن مشرفة الذي قال في تصريحات صحفية إنه يتطلع إلى منح مائة ألف تأشيرة للجزائريين، بعدما وصل عدد الجزائريين الذين زاروا مصر السنة الماضية أكثر من 41 ألفا، وهو ما قد يسمح للجزائريين بالتفكير من الآن في آلية سهلة تمكنهم من حضور عرس الفراعنة، خاصة أن هذا البلد الشقيق يملك إمكانات هائلة لإنجاح العرس الإفريقي الذي قد يكون الأحسن في تاريخ هذه المنافسة على حد تعبير هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم.

وإذا كان الاتحاد الجزائري لكرة القدم كان يرغب في احتضان مصر لهذه الدورة التي قد تمكن “الخضر” من اللعب في نفس الظروف المناخية، فإن المدرب الوطني جمال بلماضي كان يريدها في القارة السمراء لاعتبارات لا يفقهها إلى المعني بالأمر، فإنني متأكد من أن الكرة تلعب فوق الميدان… والفائز بالتاج الإفريقي لن يكون إلا للمنتخب الأحسن، وأتمنى أن يكون منتخبنا الأحسن وبكل روح رياضية.

مقالات ذات صلة