الجزائر
بلديات غائبة ومواطنون مغلوبون على أمرهم

مصطافون يعانون جحيم النفايات في الشواطئ والغابات

كريمة خلاص
  • 2280
  • 34
الشروق أونلاين

تعرف الشواطئ والغابات عبر مختلف ولايات الوطن الساحلية وضعا بيئيا كارثيا بسبب الكم الهائل من النفايات المنتشر على معظم المساحات إلى جانب المصطافين الذين باتوا ينصبون خيمهم وشمسياتهم وسط القمامة وما يخرج منها من روائح كريهة تزكم الأنوف وتنذر بأمراض وأوبئة تؤزم الوضع الصحي العام.

 ورغم الانطلاق المتأخر لموسم الاصطياف هذا العام إلا أنّ السلطات المحلية خاصة البلديات وكذا مؤسسات النظافة المعنية برفع نفايات فضاءات التنزه على اختلافها قد تجاوزتها الأوضاع وتفاقمت أمامها، بشكل يجعل القمامة لا ترفع في حينها مثلما تعود عليه المصطافون في سنوات مضت أين كانت الحاويات توضع على مداخل الشواطئ ويجد المصطاف لنفسه مكان نظيفا يقضي فيه يومه.

وفي جولة ميدانية قادت “الشروق اليومي” إلى عديد الشواطئ وقفنا على الحالة المتدهورة التي جعلتنا نعتقد أنفسنا أمام مفرغات عمومية، ففي شاطئ زموري بولاية بومرداس ورغم الإقبال الكبير الذي يعرفه والصيت الذي يتمتع به إلا أنه بدا هذا العام في أسوإ صوره، حيث غابت حاويات النفايات وتكدست الأكياس على مداخل ووسط الرمال، والأسوأ من ذلك تكدس ركام البنايات بشكل منفر على مداخل الشاطئ.

والحالة ذاتها بشاطئ “ليصالين” بدلس الذي لطالما سحر مصطافيه بجمال رماله وأمواجه، إلا أنه فقد بريقه هذا الموسم ما جعل المواطنين يتراجعون عن العودة إليه أو البقاء طويلا.

وفي بعض ولايات غرب الوطن لا يختلف الوضع كثيرا سواء في وهران وبالتحديد في “عيون الترك” أو مستغانم أو عين تموشنت…

صور النفايات في الشواطئ تغرق مواقع التواصل الاجتماعي

 ويتداول العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي والفايسبوك صورا يندى لها الجبين في شواطئ خلابة تحولت إلى مفرغات عمومية للنفايات حيث عبر هؤلاء عن تذمرهم واستنكارهم لهذا الوضع الكارثي.

وبدل نشر صور تبين درجة الاستمتاع بمياه البحر بات المصطافون يغردون ويتشاركون صور القذارة هنا وهناك، ويطلقون معها صافرات الإنذار للتحرك العاجل وتدارك ما يمكن أن يتدارك.

وفي هذا السياق أفاد منوار حسان رئيس الجمعية الوطنية “أمان” لحماية المستهلك أنّ ظاهرة عدم احترام المحيط وعدم نظافته قديمة في الزمن، تعكس عدم مسؤولية المواطن وانسلاخه من روح المواطن لكنها لا تبرز ولا تؤكد بأي شكل من الأشكال قذارته أو وساخته لأن هذا المواطن نفسه نجده أشد حرصا على نظافة بيته وسيارته ولو أنه وجد مرافق قريبة للتخلص من نفاياته وصرامة من قبل السلطات لكان أكثر التزاما وانضباطا.

بلديات ومؤسسات نظافة تتقاعس في تنظيف شواطئها ومحيطها

وانتقد منوار تقاعس مصالح النظافة في رفع النفايات، التي باتت ظاهرة حاضرة في كل مكان وارجع المتحدث هذا التقاعس إلى نقص الإمكانيات أو نقص التكوين، مؤكدا أن القضاء على الظاهرة يتطلب حرصا من أعلى هرم في المجتمع ومن أسفله أي من قبل السلطات بالردع والعقوبات ومن قبل المواطن بالتنظيف وعدم الرمي العشوائي، وهكذا نجحت اغلب دول العالم المتقدمة مثل ألمانيا وكوريا الشمالية والجنوبية واليابان مع شعوبها، حيث وفرت الإمكانيات وحاسبت وعاقبت المخالفين.

ويضيف ممثل حماية المستهلك أنّ الفرق بيننا وبين البقية يكمن في الحومة والتسيير، مؤكدا استقبال عديد الشكاوى المبرزة لكارثية الوضع في شواطئ وغابات غرقت في النفايات وركام البنايات المهدّمة التي رميت على مداخل الشواطئ.

وأردف منوار أنّ الطامة الكبرى تكمن في الغابات التي يعتدى عليها وتحرق سنويا بسبب هذه السلوكات الطائشة وغير المسؤولة للمصطافين والمسؤولين، لافتا إلى أهمية حماية هذه الثروة الغابية التي تضيع آلاف الهتكارات منها سنويا.

“نات كوم” تنفي أي تقصير ضمن نطاق تدخّلها في 12 شاطئا بالعاصمة

من جهتها، أكّدت نسيمة يعقوبي رئيسة القسم التقني والبيئة بمؤسسة النظافة “نات كوم” على مستوى ولاية الجزائر أنّ الأمور متحكم فيها ضمن نطاق تدخل المؤسسة الممتد على مدار 12 شاطئا منها شاطئ “الصابلات” و”الكيتاني” وقاع السور وغيرها…

وأوضحت يعقوبي أنّ مؤسستها تتدخل بالقرب من الشواطئ لرفع النفايات التي تجمعها مؤسسة أخرى تنشط في ذات المجال، حيث تجمع من شاطئ الصابلات فقط 1 طن يوميا من البلاستيك.

وأضافت يعقوبي أنّ كل الإمكانيات مسخرة للتكفل بالمصطافين وتوفير الراحة لهم ورفع النفايات والركام، بشكل يومي ضمن دوريات محددة لهذا الغرض، وذلك منذ الإعلان عن فتح الشواطئ، منذ نحو 15 يوما.

مقالات ذات صلة