الجزائر
فتحي أوصى والدته بالاحتساب عند موته قبيل حادثة بوفاريك

مصطفى ووالده نالا شرف الشهادة من أجل الوطن

الشروق
  • 17313
  • 10
ح.م
الشهيدان فتحي ومصطفى

والدته رأت رؤيا غريبة ساعة سقوط الطائرة
فتحي أوصى والدته بالاحتساب عند موته قبيل حادثة بوفاريك

بعد أربعة أيام من الفاجعة، لم تتوقف أم الشهيد فتحي، الذي قضى في حادثة سقوط الطائرة العسكرية، لم تتوقف عن البكاء، بنحيب يمزق نياط القلب.. ريقها جف ولم تنجح محاولات المواساة في تهدئة وجعها.
تستذكر أم فتحي ابنها الشهيد الذي كان فتى صغيرا يلعب، ثم يجري إلى حضنها ، تنظر إلى الباب فلا تستطيع كبح دموعها ولا شهيقها، لأن الغائب الذي كان يطل بضحكته المرحة سيعود هذه المرة محمولا على الأكتاف، ثم تقلب بصرها إلى أحد الجدران، حيث تعلق الميداليات التي أحرزها بطلها “المصارع”، وتثني على فقيدها الذي راح ضحية سقوط الطائرة ببوفاريك يوم الأربعاء.
فتحي بلعيد هجالة 23 سنة، التحق بسلاح الدرك الوطني منذ سنتين، كان الابن البار بوالدته التي أعياها المرض، قدم إلى منزله بمزرعة رقم 13 بموزاية إلى الغرب من البليدة في إجازة مفاجئة أعادت البسمة لأمه طريحة الفراش، كان مقررا أن يعود إلى ثكنته بولاية بشار يوم الأحد، إلا انه مدد عطلته لثلاثة أيام أخرى، وفجر الثلاثاء أيقظته والدته وعادت لفراشها، تناول قهوته وطبع قبلة على جبين أمه وغادر مسرعا خوفا أن يفوته موعد الطائرة، وبينما الأم بين النوم واليقظة، رأت ابنها فتحي يحاول الإمساك بيدها، بينما هي تصرخ مجزوعة وتحاول الابتعاد، ليأتيها صوت هامس يبلغها أن طائرة سقطت، فاستيقظت مفزوعة من نومها وصدقت رؤياها، وفعلا سقطت الطائرة التي كان على متنها ابنها فتحي.. إنه قلب الأم الذي لا يغفو تقول والدة الشهيد، وبينما كانت تبث حزنها للمعزّين، تروي أن فتحي تنبأ بموته أياما قبل الحادثة، إذ سألها ماذا ستفعل حال بلوغها نعي ابنها “المازوزي”، ولما امتعضت من كلامه، هدّأ من روعها وطلب منها أن تحتسب وتؤمن بقضاء الله وقدره، تضيف الأم المكلومة في فلذة كبدها أنها كانت ترى في فتحي الابن الذي يطبطب عليها والبنت التي تتولى شؤونها وتتألم لألمها، ولم يتوان في آخر يوم من إجازته في القيام بشؤون البيت حتى تستريح أمه التي هدّها المرض لينصرف للنوم في ساعة متأخرة بعد ما نال منه التعب… أما الوالدة التي لم تذق لقمة منذ بلغها خبر وفاة ابنها فقد ألجمها الحزن وأضناها الشوق ولم تتوقف عن رثاء فتحي “زينة الشباب” ووصف تقاطيع وجهه الجميل وقلبها يعتصر ألما.

الوالد اغتاله الإرهاب والابن قضى في حادث سقوط الطائرة
مصطفى ووالده نالا شرف الشهادة من أجل الوطن

نال الدركي مصطفى موساوي المنحدر من قرية بني شقران بموزاية إلى الغرب من ولاية البليدة عز الشهادة في حادث تحطم الطائرة العسكرية ببوفاريك الأربعاء المنصرم ليلحق بوالده الذي اغتالته أيادي الغدر وهو يدافع عن الوطن.
لا تزال قرية حاجي بموزاية تحت الصدمة بعدما راح أحد خيرة أبنائها في حادث سقوط الطائرة العسكرية، مصطفى المعروف بأخلاقه العالية وبره بوالدته فلم يشأ أن يفارق الحياة قبل أن يودع أهله ومعارفه وأصدقاءه الوداع الأخير، إذ قدم ليقضى أياما برفقتهم مرت بسرعة البرق بحسب شهادة أصدقائه لـ”الشروق”، وكان من المفروض أن يسافر مصطفى في الطائرة المتوجهة إلى بشار يوم الثلاثاء بتاريخ 10 أفريل الفارط، غير أن توفر أماكن ضمن الرحلة جعله يؤجل سفره يوما، ليعود صبيحة الأربعاء ويركب طائرة إليوشين التي تحطمت فور إقلاعها من القاعدة الجوية ببوفاريك. ويروي صديقه أن مصطفى كان فرحا في آخر زيارة له لكونه أنهى مدة الخدمة بالصحراء وكان بصدد السفر نحو ثكنته ببشار من أجل جمع أغراضه، على أن يعود للالتحاق بمقر عمله الجديد غير أن الأجل سبقه ليلتحق بوالده الذي دفع روحه فداء للوطن، بعدما استشهد في كمين إرهابي ببلدية الشفة سنة 2002 بعدما كان من أوائل رجال الحرس البلدي الذين رفعوا السلاح في وجه الإرهاب الأعمى إبان العشرية السوداء.

هذه الهواتف تحت تصرف أهالي ضحايا الطائرة بالبليدة

وضعت مصالح الدرك الوطني بالبليدة أرقاما هاتفية تحت تصرف أهالي شهداء الطائرة العسكرية المنكوبة، لتقديم التوضيحات حول سحب عينات الدم من اجل عملية التعرف على الجثامين، وحسب مصادر “الشروق” فإن المجموعة الإقليمية للدرك جندت إمكانياتها المادية والبشرية بكل من بوفاريك وبني مراد للتكفل بالأهالي الذين قدموا من ولايات الوطن وتسهيل عملية الاتصال والاطلاع على اخر المستجدات حول عملية التعرف على ذويهم وكذا استقبالهم وتوجيههم لإتمام كافة الإجراءات قبل استلامهم جثامين الشهداء.
الأرقام الهاتفية: 025.20.57.27/025.42.05.36

مقالات ذات صلة