جواهر
بعد تسببها في حرج كبير للجزائريات جمعيات حقوقية تتحرك

مطالب بحذف كلمة “مطلقة” من  شهادات الميلاد

وهيبة سليماني
  • 18623
  • 32
ح.م

“مطلقة”، كلمة تبقى رغم الانفتاح الحاصل في المجتمع الجزائري، مصنفة في خانة الكلمات الخادشة لمشاعر المرأة الجزائرية، ففي ظل تزايد حالات الطلاق، وتقلص فترة الحياة الزوجية، إلى يومين أو ثلاثة أحيانا، أو في ليلة الزفاف.. وقد يسجل عقد الزواج في الكثير من الأحيان، وتنتهي العلاقة الزوجية قبل أن تبدأ!.. إلا أن قانون الحالة المدنية الجديد يلزم بكتابة “مطلقة” على هامش شهادة الميلاد، الأمر الذي سبب حرجا لبعض النساء اللواتي يرين أن الوسط الاجتماعي لا يرحم.

وتسعى وحسب بعض المحامين، مطلقات قبل البناء أي قبل الدخول عليهن ليلة الزفاف، لدى المحاكم لفسخ هذا الزواج حتى يتمكنّ من التخلص من كلمة “مطلقة”، وهذا بعد الإثبات على أن العقد تم في غياب بعض أركان الزواج الشرعي مثل الصداق.

وأكد الأستاذ عبد الغني بادي، أن فسخ الزواج نوع من القضايا الجديدة المطروحة أمام المحاكم الجزائرية، وتزايدها هو بالضرورة يعكس تزايد الطلاق قبل البناء، حيث يسجل عقد الزواج في الحالة المدنية، ولكن لا يحدث زفاف ودخول، ورغم هذا تسجل كلمة مطلقة على هامش شهادة الميلاد، مضيفا أن محكمة الأربعاء بالبليدة، فصلت مؤخرا في قضية فسخ عقد زواج لشابة، حيث قامت بإثبات أنها لم تتحصل على الصداق فأبطل الزواج حتى لا تكتب في مصلحة الحالة المدنية أنها “مطلقة”.

وقال بادي إن عقد الزواج الذي يخالف الشرع، يجوز أن يفسخ من طرف قاضي شؤون الأسرة، ولكن يرى أن كلمة “مطلقة” التي تكتب على هامش شهادة الميلاد، إجراء قانوني يحفظ لجميع الأطراف حقوقها، حتى ولو كان قبل البناء، حيث تمر عقود الزواج وإجراءات الطلاق على القضاء قبل تسجيلها في الحالة المدنية.

وعلق بادي قائلا: “أعتقد أن هذه الهشاشة في أحاسيس المطلقات هي مسألة مجتمعية، ويمكن أن تتخلص المرأة الجزائرية من هذه العقدة.. أصلا هي هامشية ولهذا كتبت كلمة “مطلقة” على هامش وثيقة إدارية”.

وانتقد فكرة المطالبة بشطب “مطلقة” من شهادة الميلاد، بحجة أن الحياة الزوجية كانت يوما أو يومين أو ثلاثة أو أكثر أو لم تبدأ رغم تسجيل عقد الزواج.. ففي الأخير، هناك حماية قانونية وصراحة مجتمعية، ووضع الأمور في نصابها.

ومن جهته، دعا المحامي لدى مجلس قضاء الجزائر، محمد صالح بليلي، إلى إعادة النظر في الطلاق الذي يسجل بعد حياة قصيرة جدا من العلاقة الزوجية خاصة تلك التي لا تتعدى أسبوعا أو لم تبدأ بعد، وهذا حماية للمرأة في مجتمع يرى أنه لم يصل إلى درجة الوعي الكامل، مؤكدا لـ”الشروق”، أن بعض الشكاوي من طرف جزائريات أودعت لدى مكاتب جهات حقوقية تطالب بحذف “مطلقة” من هامش شهادة الميلاد بالنسبة إلى اللواتي لم تتعد حياتهن الزوجية الشهر أو الشهرين أو اللواتي لم يتم البناء بهن.

وقال إن هذه المسألة بدأت تحرج الكثير من المطلقات لاسيما اللواتي يسجل عقد زواجهن دون الدخول عليهن، أو تلك الجزائريات اللواتي لم تمض عليهن الحياة الزوجية سوى أيام تعد على الأصابع.

مقالات ذات صلة