مطلوب فلسفة إغريقية بنكهة ألمانية
يعاني الناخب الوطني “وحيد حاليلوزيتش” من لعنة تواجد المحاربين في مقاعد الاحتياط، لكن هذه اللعنة ستتحوّل إلى جسر خارق إذا ما استلهم البوسني ذكاء الألمان في استقراء فلسفة الإغريق.
في كأس أوروبا الـ12 للأمم التي احتضنتها البرتغال (12 جوان – 4 جويلية 2004) باغت العجوز الألماني الداهية “أوتو ريهاغل” أكثر الخبراء فطنة، بقيادته المثيرة للمنتخب اليوناني إلى نيل بطولة أوروبا بعدما اجتاز البلد المنظم البرتغال في لقائي الافتتاح والنهائي، فضلا عن ثيران إسبانيا ودببة روسيا ثمّ ديكة فرنسا ونجوم التشيك.
ومكمن العبقرية في الانجاز اليوناني يكمن في تمكّن ريهاغل آنذاك من قيادة منتخب من الاحتياطيين ليصير ملكا أوروبيا متوّجا، فهدّاف الدورة كاراغونيس، مثله مثل الحارس نيكوبوليديس، وصولا إلى الرئة جيانكوبولوس وغيرهم، كانوا يعانون نقائص فادحة في فترات اللعب مع نواديهم، لكن ريهاغل عرف بالتخطيط والتنظيم والتمويه كيف يحلق عاليا.
ولعلّ المنتخب الجزائري حاليا يعاني نفس مشكلات الإغريق أشهرا قبل المونديال البرازيلي، ولا يمكن تصور أنّ انتقال مصباح وبلفوضيل ووو، سيجنبهم شبح الاحتياط الذي يكبّل لحسن، غيلاس، سليماني وحتى تايدر مع العودة القوية لمنافسه الكرواتي الصغير كوفاسيتش.
هنا يكمن الفارق الذي يُفترض بحاليلو أن يصنعه، طبعا عبر رسمه لخارطة طريق ينفذها بصرامة بعيدا عن الأضواء وبهارج الحاج وبن طالب وهلّم جرا.