الشروق العربي
مرض التوحد في الجزائر:

معاناة في الصمت تقابلها قلة المراكز الموجه لهذه الفئة

صالح عزوز
  • 588
  • 3
ح.م

يعتبر مرض التوحد من بين الأمراض التي تؤرق الكثير من العائلات الجزائرية اليوم، وهو في زيادة مستمرة من سنة إلى أخرى، حيث تجد العائلة نفسها أمام داء لا يمكن التحكم فيه بسهولة، خاصة في نقص أو انعدام المراكز الإستشفائية لهذا المرض، كما يعتبر هذا المرض من بين الأمراض المعقدة، حيث تجتمع الكثير من العوامل قد تكون سببا في إصابة الطفل بهذا المرض، على غرار العوامل البيولوجية، والوراثية وكذا الجينية.

تظهر ملامح هذا المرض مند السنوات الأولى لعمر الطفل، حيث يلاحظ عليه الكثير من الاضطرابات في السلوك، وكذا الأعراض النفسية وقلة تواصله من المحيط الخارجي، وكذا تركيزه في الأشياء وإعادة نفس الحركات والأنماط السلوكية في حياته اليومية، بالإضافة إلى تطوره غير الطبيعي الذي يظهر للعيان ويكون واضحا تأخره في النمو، لذا ينصح الكثير من المختصين والأطباء إلى ضرورة الكشف المبكر عند الأطفال من اجل القدرة على إدماجهم في المجتمع، والعمل على تعويض كل النقائض التي يعانونه منها سواء  النفسية أو الحركية، التي بموجبها القدرة على التحكم في سلوكات الطفل بعدها.

لا يعرف ما تعانيه العائلة من متاعب وكذا صعوبات في التأقلم مع هذا المرض، إلا من رزقها الله بولد أصيب بهذا المرض، لذا كان واجبا التطرق إلى هذه المعاناة على لسان من هم أدرى بها، وهي بعض العائلات، بعيدا عن تقديم العلاج أو التعريف المطول لهذا المرض الذي أصبح معروفا في ظل انتشاره في الجزائر وكذا الكم الهائل من المعلومات التي تقدم فيه، أردنا أن نعالج الموضوع من الجانب الاجتماعي وليس من الجانب العلمي المعروف عند العامة.

تقول السيدة ” كريمة”: ” بحكم مرض ابنتي بهذا المرض، كان واجبا علي تأخير دخولها المدرسي، غير أنه ولما ذهبت  من أجل تسجيلها لهذه السنة، قوبلت بالرفض بحكم أنها لا تشبه الأولاد الآخرين في سلوكاتها التي تتميز بها، وهذا معروف عند كل الأولاد المصابين بهذا المرض، على غرار أن صوتها غير مسموع، وكذا لا تنتبه ولا تستجيب للمدرسة، وهي كل الأسباب التي كانت المانع من دخول ابنتي للمدرسة “، هي معاناة أم تحمل هم بنتها التي تعاني من هذا المرض مند صغرها، في انعدام الاهتمام الكامل من طرف الدولة لمثل هذه الفئة في المجتمع.

” الدولة لم توفر مثل هذه لمراكز في الولايات الصغيرة وتجدها ماعدا في الولايات الكبرى نحن مثلا هنا في غليزان نملك ماعدا مركزا واحدا، وهو غير كافي لكل  المرضى بهذا المرض، بالإضافة إلى قلة الطب النفسي الموجه لهذه الفئة من أجل الأخذ بيدهم”.

 وتشترك الكثير من الأسر في هذه الأفكار، المعاناة، في ظل الكثير من النقائص والاهتمام التي تعاني منه هذه الفئة في المجتمع، خاصة وان العدد في تزايد مستمر، حيث أحصى المختصون على هذا المرض بلوغ عدد 500 ألف حالة في الجزائر سنة 2018 ، وفي المقابل نقص المراكز المختصة في معالجة هذا المرض الذي لا يملك دواء، فالعلاج منه يوجب اليقظة والحذر من الأولياء في مراقبة أبنائهم، في السنوات الأولى، وكذا عدم الـتأخر في استشارة الأطباء حين تظهر بعض السلوكات الغريبة على أبنائهم.

هي معاناة لمرض آخر لا يملك دواء، والدواء هو المراقبة من طرف الوالدين، لكن من أصيب بهذا المرض يبقى يعاني في صمت، للأسباب السالف ذكرها.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!