منوعات
الآلاف شيعوا جنازته بمقبرة ڤاريدي بالقبة

معجبون يحاولون اقتحام منزل الراحل رشيد فارس لتوديعه

الشروق أونلاين
  • 24714
  • 91
يونس أوباييش

شيع، ظهر أمس، جثمان الفنان الراحل، رشيد فارس، في مقبرة ڤاريدي بالقبة، بحضور آلاف المعزين من المواطنين والأقارب وأصدقائه من الأسرة الفنية، بعد مسيرة فنية حافلة بالأعمال الخالدة، تمكن خلالها من خلق مكانة خاصة في قلب المشاهد الجزائري، وترك بصمته الخاصة في كل الأعمال التي شارك فيها، بعد أن وهب حياته للفن.

كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة والنصف، لدى وصولنا إلى بيت الفقيد، الواقع بحي محمد عزوق بحسين داي، كان المكان يعج بسيارات المعزين، الذين لم يتخلفوا عن توديع الفنان، لدرجة أننا دخلنا الحي بصعوبة كبيرة بسبب العدد الكبير للمعزين، صعدنا الى الطابق الأول، حيث خصصت العائلة المكان لاستقبال المعزيات من النساء، وسرعان ما التحقت العديد من الفنانات ببيت عائلة الراحل رشيد، من أجل تقديم واجب العزاء للعائلة، تتقدمهم الممثلة الكوميدية عتيقة، المنتجة والمخرجة، نادية شيرابي، فريدة كريم، مينة لشطر وغيرهن من الفنانات، دخلنا الغرفة التي كانت تجلس فيها اخواته الخمس وبناتهن، كانت علامات الحزن والأسى بادية على وجوههن، لفراق أخيهم، والدموع لم تفارق أعينهن، حزنا على رحيل الغالي، تقربنا من اخته مريم التي راحت تحدثنا عن أخيها قائلة: “كان طيب القلب بشكل رهيب، كان حنونا على الجميع، ورغم عمله في الحقل الفني، إلا أنه كان جد محافظ، يحترم الجميع، ولا يحب الاختلاط كثيرا، رفض الزواج رغم اصرار والدته ـ رحمها الله ـ وكان دائما يوصي بدفنه قربها”، وأضافت: “كان بسيطا جدا في تعامله مع الجميع، ويحب البقاء في الظل، لهذا كان يرفض الظهور، يتحاشى الظهور على شاشة التلفزيون، أو على صفحات الجرائد”، لم نتمكن من الحديث مع أخته كلثوم التي أصبح يعيش معها في شقة بعين البنيان، بعد رحيل والدته وزواج والده الذي توفي هو الآخر قبل أكثر من سنة، بسبب الحالة التي كانت عليها، حيث لم تكن تقوى حتى على الحديث، فاكتفينا بالدعاء لها ولأخيها المرحوم.

ساعة من الزمن ويصل جثمان الفقيد في سيارة إسعاف تابعة لمستشفى عين البنيان، حيث لفظ الفقيد أنفاسه الأخيرة، حيث طوقت جموع المواطنين الحي الذي يسكن فيه، وحاول مواطنون ـ من بينهم شيوخ وشباب ـ وحتى اصدقائه من الفنانين، اقتحام المنزل من أجل إلقاء النظرة الأخيرة عليه، الأمر الذي استدعى تدخل إخوته، حيث أخبروهم أن المكان مخصص للنساء فقط، وطمأنوهم بإمكانية إلقاء النظرة الأخيرة عليه عند الصلاة عليه في المسجد”.

أسرة قناة “الشروق تي في” هي الأخرى فوجعت بالرحيل المفاجئ للمثل رشيد فارس، خاصة أنه كان يوم الثلاثاء رفقة نخبة من الفنانين، بصدد تصوير سلسلة “سكاتشات” للقناة، ستعرض خلال شهر رمضان المعظم، كما شاء القدر، أن يرحل الرجل دون ان يصور الجزء الثالث من السلسلة الفكاهية “ساعد القط”، الذي ينتظر أن يشرع في تصويره، ليكون جاهزا للعرض خلال شهر رمضان 2013 بحول الله.

وهب الفنان حياته للفن، ومنذ أول تقديمه لأول عمل في السبعينيات، لم يبخل بالعطاء، لدرجة أنه رفض الزواج، احتك باكبر المخرجين، وعمل الى جانب نجوم التمثيل في الجزائر، على راسهم المرحومة وردية، عثمان عريوات وغيرهم، ورغم التهميش والاقصاء الذي مورس عليه، إلا أنه نجح في التربع على عرش قلوب الجزائريين، فرحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه، وألهم ذويه جميل الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة