معركة افتراضية!
-
-
1179
-
0
رشيد ولد بوسيافة : boussiafa@ech-chorouk.com
ماهي القصة بالضبط مع والي الطارف؟ هل هو في السجن أم خارجه، هل فرّ بعد أن قبض عليه أم لم يقبض عليه إطلاقا، وما السرّ وراء هذا التضارب بين الصحف في متابعة قضية عرعار؟ وأين مسؤولية الدولة في كل ما يحدث؟ وأين حق المواطن في الإعلام؟ وما معنى أن يطلب المسؤولون من الصحافة التجند لمحاربة الفساد ثم يغلقون كل منافذ الحصول على المعلومة، فيما يفتح الباب على مصراعيه للإشاعة، لتتحكم وحدها بعقول المواطنين؟!وهل يعقل أن يقال هذا الكلام عن والي الطارف الذي أدخلته الصحافة إلى السجن ثم جعلته يفر منه ثم أعادته من جديد إليه، ثم قالت إنه لازال في بيته !.. كيف يقال كل هذا الكلام ولا يخرج مسؤول واحد في الدولة لينوّر الناس بحقيقة ما حدث ومايزال يحدث؟!
لقد أدى انعدام الشفافية وغياب التواصل السليم بين الصحافة والسلطات، إلى تحول المعركة ضد الفساد الذي ينخر خيرات البلاد، إلى معركة “افتراضية” كان الضحية الكبرى فيها هو الرأي العام والصحافة التي أخرجت إلى العلن قضايا كبرى، لكنها في قالب مشوّه تلاشت معه الحقيقة..
أعضاء الحكومة قاطعوا كلهم ولاية الطارف طيلة عام كامل، بسبب ما أثير من ملفات فساد يكون هذا الأخير قد تورط فيها، ومع ذلك استمر في منصبه كل هذه المدة، ولم يزحزح عن المسؤولية، إلا بعد أن وصلت قضيته للعدالة إلى آخر مرحلة لها، ولم ينته الأمر عند ذلك الحد، بل تواصلت “المهزلة”، وكل المعطيات تشير إلى أن أهم فصول هذه المهزلة لم يحدث بعد.
إن الجدل الذي رافق التصريحات الغريبة لزعيم حمس حول الفساد، والذي أكد امتلاكه لملفات فساد، ثم قصة “زنجبيل” وما خلفته من تساؤلات محيرة وأخيرا التطورات الطريفة لقضية والي الطارف، كلها معطيات تؤكد أن المعركة الحقيقية ضد الفساد لم تبدأ بعد وربما لن تبدأ أبدا.
