الجزائر
التحاليل على الخضر والفواكه سلبية والبحث جار لتحديد مصدر الوباء:

معهد باستور يتخبّط والوزارات تتقاذف التّهم بسبب الكوليرا!

نوارة باشوش
  • 3432
  • 15
ح.م

كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، عبد القادر بوعزقي، عن إتلاف 40 هكتارا من المحاصيل الزراعية المسقية بالمياه القذرة، مع متابعة الفلاحين قضائيا، ونفى أن تكون الخضر والفواكه سببا في نقل الكوليرا، وقال إن التكفل بوباء الكوليرا من اختصاص وزارة الصحة، مشددا على أن المنتجات الفلاحية بالجزائر من خضر وفواكه تتعرض لحملة تشويه خطيرة.

فند بوعزقي السبت خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمقر وزارته لتقديم حصيلة زراعة الحبوب أن تكون الخضر والفواكه سببا في نقل الكوليرا، رغم شكوك معهد باستور في كونها سببا في انتشار الوباء، مطالبا المستهلكين بضرورة اتباع شروط النظافة قبل استهلاك المنتوجات الفلاحية.

وأوضح الوزير أن محاربة الفلاحين الذين يستعملون المياه القذرة في السقي عن طريق ثلاثة إجراءات، تكمن في حجز المعدات المستعملة في السقي، وإتلاف المحاصيل الزراعية المنتجة منه، ويتم تحريك دعوى قضائية ضد المخالفين، موضحا أن مصالحه قامت بمسح شمل 10 ولايات، وخلص إلى أن من بين مليوني هكتار لم يتم سقي سوى 40 هكتارا بالمياه القذرة، وقد تم إتلاف تلك المحاصيل ومعاقبة الجناة.

ورفض بوعزقي ما وصفه بالتهويل ضد المنتجات الفلاحية الجزائرية من طرف بعض الأطراف التي تريد الإضرار بالاقتصاد الوطني وتعمل على تشويه سمعة الفلاح الجزائري، وقال “إن حملات مغرضة تستهدف منتجات الفلاحين الجزائريين منذ ظهور حالات الكوليرا بالجزائر في الآونة الأخيرة”، وأضاف “المنتوج الفلاحي من خضر أو فواكه سليم، واطمئن المواطن والمستهلك.. يستطيعون استهلاك الخضر والفواكه دون إشكال ودون خوف فهي سليمة ومتابعة من طرف مختلف الإدارات المختصة ولا يجب أن نهول أو نبالغ”.

وأضاف “الخضر والفواكه ليست مؤهلة لاحتواء هذا الوباء وإلا كل الفلاحين كانوا ليصابوا بهذا الداء، وعلميا السقي بالمياه العادية لا يمكن أن يؤدي إلى هذا المرض ونحن نسقي في كل الحالات الخضر والفواكه، وهي موجودة في الأسواق والمواطنين يستهلكونها بصفة عادية وعادية جدا.. فقط يجب أن نحترم قواعد النظافة وهي غسل الخضر والفواكه”.

وأكد  وزير الفلاحة، بأن التكفل بوباء الكوليرا من اختصاص وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والتي تتطلع بدور القضاء عليها، مشيرا أن قطاع الفلاحة وبالتنسيق مع مصالح وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، قاما بكل الإجراءات اللازمة من أجل حصر الوباء، قائلا إن “وباء الكوليرا يرجع التكفل به إلى قطاع الصحة، واشكر كل القطاعات في وزارة الصحة على ما يقومون به لاحتواء هذا الوباء من اجل التكفل بالمرضى والتصدي لتطورات هذا الوباء”.

وفي سياق مغاير، كشف بوعزقي، أن الجزائر ستعلق استيراد العدس قريبا، وأن القرار يخص أيضا الحمص، وقدم الوزير النتائج المسجلة في مجال الفلاحة خلال سنة 2018، حيث قال إن قطاعه سجل ارتفاعا قياسيا لأول مرة في الجزائر، أين وصل إلى 27 مليون قنطار، إذ بلغت الكمية في السنة الماضية 16 مليونا و181 مليون و843 قنطار أي بارتفاع 67 بالمائة.

أما القمح الصلب يضيف الوزير،  فبلغ 76 بالمائة من الكمية الإجمالية المجمعة، بـ19 مليونا و933 آلف و389 قنطار، فيما فاقت الكمية المجمعة لهذه السنة، الحملة الماضية التي قدرت بـ13 مليون و658 ألف و199 قنطار،أ ي بارتفاع يقدر بـ46 بالمائة.

أكد أن التحاليل سلبية.. مدير معهد باستور يتراجع:

لا علاقة للخضر والفواكه بانتشار الكوليرا

وزارة الصحة: حاصرنا الكوليرا.. وفرق خاصة في الميدان إلى غاية تحديد مصير الداء بدقة

تراجعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السبت عن شكوكها بخصوص فرضية تلوث الخضر والفواكه بجرثوم الكوليرا، حيث فند أمس مدير معهد باستور، أن تكون هذه المنتجات الفلاحية سببا في انتشار الوباء في الجزائر، مطمئنا المواطنين بسلامتها، مؤكدا القضاء على هذا الوباء خلال الأيام المقبلة في ظل تناقص عدد الإصابات إلى 74 حالة مؤكدة وتماثل 66 مصابا للشفاء التام.

وأوضح الدكتور حراث السبت أن التحاليل التي أجراها معهد باستور على بعض العينات من البطيخ الأخضر كانت نتائجها “سلبية” ما يؤكد سلامة البطيخ من أي تلوث، مشددا على أن الخضر والفواكه ليس لها أي علاقة بداء الكوليرا بالنظر إلى أن كل نتائج التحليلات على عينات من الخضر والفواكه كانت “سلبية” ولم  نجد أي أثر لهذه الجرثومة.

وأكد مدير معهد باستور أن 74 حالة مؤكدة بوباء الكوليرا، مشيرا إلى تماثل 66 مصابا للشفاء، حيث غادروا المستشفى، مضيفا أن عدد حالات الإصابة في تراجع وسيتم القضاء على هذا الوباء خلال الأيام المقبلة.

وأوضح حراث في تصريح للإذاعة الوطنية، أن الحالات المؤكدة تخص 6 ولايات هي البويرة بـ3 حالات، البليدة بـ39 حالة، تيبازة بـ15 حالة، الجزائر العاصمة بـ15 حالة، المدية وعين  الدفلى بحالة واحدة لكل ولاية.

وذكر المتحدث ذاته بأن 132 حالة غادرت المستشفى، أي ما يعادل نسبة 66 بالمائة من العدد الإجمالي للحالات المقيمة بالمستشفى، مؤكدةا بأن بقية المرضى مقيمون على مستوى المؤسسة العمومية الاستشفائية لبوفاريك.

ومن جهتها، كشفت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أمس السبت، أنه تم تسجيل انخفاض محسوس لعدد الحالات المشتبه فيها بداء الكوليرا، حيث أنه خلال ثلاثة الأيام الأخيرة، انخفضت بمعدل لا يتعدى 6 حالات يوميا، ولم تسجل أي حالة مؤكدة خلال 72 ساعة الأخيرة.

وحسب بيان لوزارة الصحة فإن الوباء صار محصورا على مستوى ولاية البليدة فقط، فيما تبقى فرق الصحة مجندة في الميدان إلى غاية تحديد مصير الداء بدقة.

وأضاف البيان أن نظام اليقظة والتأهب الذي أقرته الوزارة يبقى ساري المفعول إلى غاية القضاء الكلي والنهائي للوباء.

مقالات ذات صلة