الجزائر
يشترون كل شيء مستغلين تراجع الدينار أمام الأورو

مغتربون في مقدمة طوابير موسم “الصولد” الصيفي

زهيرة مجراب
  • 4605
  • 27
ح.م

لم يعد موسم التخفيضات فرصة سانحة للمواطنين حتى يتمكنوا من شراء ما يحتاجونه من ملابس مثلما دأبوا عليه في السابق، بل بات موسما لتسوق الأغنياء، نظرا لغياب تخفيضات حقيقية في الأسعار، وهو ما يجعل الفئة السابقة هي الأكثر إقبالا على شراء الملابس الصيفية “الصولد” المعروضة في المحلات ولا ينافسهم عليها سوى المغتربين، وهو ما وقفنا عليه خلال جولتنا في مختلف المحلات.
بداية جولتنا كانت من المحلات المنتشرة على طوال شارع حسيبة بن بوعلي، جل الواجهات عليها عبارات كتبت بالبنط العريض “صولد” باللغتين العربية والفرنسية، وطوفان بشري في المحلات وقع اختيارنا على أحدها، فرحنا نجيل بصرنا بين الثياب المعلقة، شأننا شأن الكثير من السيدات والفتيات اللواتي كن داخل المحل، لكن الأسعار المدوّنة أعلى كل قطعة لا تُمت بصلة للتخفيضات، فالقميص الصيفي الذي كان يباع بـ 2500 دج يعرض بـ 2000 دج، أما السراويل التي تحمل خطا على الجانب باللون الأبيض فسعرها 3500 دج بعدما كانت 4200 دج فالمبلغ المخفض قليل جدا.

مصاريف العطلة والعيد والدخول المدرسي تصرف “الزوالية” عن الصولد

تقول إحدى السيدات: كنت أنتظر موسم “الصولد” الصيفي حتى أشتري ملابس لعيد الأضحى والدخول المدرسي لبناتي الثلاثة، غير أن الأسعار المرتفعة جدا جعلتني أعدل عن الأمر، فقد توقعت أن تنخفض الأسعار أكثر، لكن من بإمكانه شراء فستان صيفي سعره في الصولد 4700 دج إنه غالي جدا، بينما عجزت شابة كانت رفقة شقيقتها في العثور على فستان يتلاءم مع المبلغ المالي الذي تحمله معها، فجميع الأسعار كانت تفوق 3000 دج لتكتفي بترديد عبارة “هذا صولد تاع المرفهين ماشي تاعنا احنا”.
في وقت استغربت فيه سيدة أخرى من استخدام عبارة “الصولد” على واجهة المحلات، بينما ما يعرض داخلها سعره لا يختلف كثيرا عن العادية، فما جدوى الحديث عن التخفيضات إذا كان لا وجود لها أصلا.
ولم يكن المنظر مختلفا عن سابقه في القبة والأبيار، حيث شدّت إحدى الواجهات التي عرضت ملابس الحفلات “سواريه” للتخفيض انتباهنا، لكن داخل المحل كانت بعض القطع فقط هي التي مسّتها التنزيلات ليصبح سعرها 3000 دج، أما بقية المعروضات فلم يخفض ثمنها والأمر ذاته بالنسبة للأحذية والحقائب الصيفية، حيث كان هامش التخفيض فيها قليلا جدا يتراوح مابين 300 و500 دج للقطعة الواحدة، حتى إن الزبونات لم يلاحظن بأنها “صولد” إلا بعدما ذكر البائع الأمر.

مغتربون يشترون كل شيء دون السؤال عن الأسعار

ومن خلال جولتنا لاحظنا أن غالبية الزبائن الذين استغلوا فرصة التخفيضات هم المغتربين والميسورين، حيث تهافتوا على شراء كل ما يعجبهم وما تقع عليه أنظارهم دون الاكثرات بالثمن المرتفع جدا، فيما اكتفى البسطاء “الزوالية” بالفرجة فقط، بينما عرفت غزوا للمغتربين الذين انتهزوا الفرصة لشراء مجموعات كبيرة، وقد تزامن تواجدنا في أحد المحلات مع قدوم إحدى المغتربات رفقة ابنتها ورحن يخترن سراويل وتنانير وفساتين صيفية، بعدما وجدن أسعارها منخفضة مقارنة بالخارج وجودتها عالية لكونها من صناعة تركية.
فيما أكد لنا بعض العارفين بالسوق عدم ميل التجار لتخفيض الأسعار بشكل كبير هذه السنة، مثلما يقتضيه “الصولد” لانطلاقه في 21 من شهر جويلية، واستمراره حتى 31 أوت، أي تزامن هذه الفترة مع العديد من المناسبات، بدءا من عيد الأضحى المبارك للدخول المدرسي والاجتماعي، أين تعوّد الكثير من المواطنين على تأجيل عملية الشراء حتى يخفض ثمنها، وقد تفطن التجار لهذه الحيلة، مما دفع الكثيرين منهم للإبقاء على الأسعار القديمة أو تخفيض هامشي فقط تماشيا مع الموسم واستقطابا للزبائن حتى يتمكنوا من التخلص من بضاعتهم.

مقالات ذات صلة