العالم

مفتي التطبيع عبد الإله بن كيران يتفرّغ لـ “الوعظ الإلكتروني”

الشروق أونلاين
  • 52509
  • 16
أرشيف
رئيس الوزراء المغربي السابق عبد الإله بن كيران

يبدو أنّ عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي “الإسلامي” ورئيس الحكومة السابق، الذي وفّر للمخزن غطاء دينيا للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني، قد قرّر التفرّغ إلى المواعظ الدينية في الفضاء الإلكتروني.

وينشر بن كيران، الذي يحمل شهادة ليسانس في العلوم الفيزيائية، مقاطع صوتية على صفحته في فيسبوك، يسمّيها “آية استوقفتني”، حيث يتحدث في كلّ مرة عن “فهمه” لآية من آيات القرآن الكريم.

ولا يتيح رئيس الحكومة السابق في المغرب إمكانية التعليق على مقاطعه الصوتية لجميع متابعي صفحته، لكن عددا كبيرا من المتابعين يتفاعلون مع المحتوى الذي يقدّمه بن كيران بالرمز “أضحكني”.

وأعلن المخزن عن خروج علاقاته الدبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي إلى العلن، في نهاية عام 2020، عندما كانت حكومة البلاد تحت قيادة حزب “الواعظ” بن كيران.

وكان سعد الدين العثماني، خليفة بن كيران على رأس الحكومة، أحد أطراف التوقيع على اتفاق التطبيع الذي وقّعه المخزن مع سلطات الاحتلال، برعاية من الإدارة الأمريكية السابقة.

ويعيب متابعون للشأن المغربي، على الحزب ذو التوجّه الإسلامي، تورّطه في دعم قرار الملك محمد السادس بالتطبيع مع الاحتلال، وتوفير الغطاء الديني للسياسة الدبلوماسية الجديدة، التي جعلت الرباط تدير ظهرها لحقوق الشعب الفلسطيني.

كما تساءل آخرون، عن تزامن مواعظ بن كيران مع الاضطرابات الاجتماعية والسياسية التي يعرفها المغرب، في ظل أزمة ارتفاع الأسعار، وغياب الملك عن الساحة.

وقد يكون في تصريح سابق لبن كيران شيئ من الإجابة على هذه التساؤلات، حيث حذّر “المفتي” عبد الإله، في كلمة ألقاها أمام مناضلي حزبه شهر جوان الماضي من “شيئ مجهول لا يعلمه إلا الله، يقبل عليه المغاربة (بسبب المطالبات الاجتماعية)”، حسبه. وهذا على سبيل حثّ مواطنيه على “الاصطفاف حول الملك”.

بن كيران يعود مجددا لتجميل وجه نظام المخزن القبيح

13 جوان 2022: أخطأ عبد الإله بن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي ورئيس الحكومة السابق، مرة أخرى الهدف، ملتحفا عباءة الدين، بدعوة الجانب الجزائري “إلى العودة إلى الله”، ليؤكد مرة أخرى إنه وفي لمساره كمحام مهمته تجميل وجه نظام المخزن القبيح.

وقال خلال المؤتمر الجهوي لحزبه بمدينة وجدة الحدودية مع الجزائر “اذا اقتربتم من المغرب شبرا سيقترب منكم ذراعا، واذا اقتربتم منه ذراعا سيقترب منكم باعا، واذا اتيتموه تمشون فسيأتيكم هرولة”.

وأضاف: “نحن أخوة وحد الله بيننا ، ويجمعنا التاريخ والدين واللغة فلماذا العداوة…عودوا إلى الله”.

وحاول بن كيران مجددا إيهام مستعميه، أن الجزائريين لديهم عدواة مع أشقائهم المغاربة، رغم أنه يعرف أن القضية لم تكن في يوم من الأيام بهذا الشكل، وحتى في ظل العلاقات المقطوعة لم يتم التعرض لأي مغربي مقيم في الجزائر، والجزائريون يحتضنونهم بشكل عادي، وأن المشكلة في نظام المخزن الذي تخطى كل الخطوط الحمراء في التآمر على جارته الشرقية.

ويعد بن كيران نفسه ضحية لنظام المخزن المغربي، الذي استغله وحزبه كواقي صدمات ضد موجة الربيع العربي وغليان الشارع بداية من عام 2011، ثم انقلب عليه بتوظيف صديقه سعد الدين العثماني، قبل أن يغلف اتفاقية التطبيع بغطائهم الاسلامي، ويطردهم جميعا خارج أسواره.

ورغم هذه الضربات المتتالية من القصر، مازال بن كيران وفيا للمخزن يحاول تجميل وجهه، وهذه المرة يريد تسويقه في ثوب ضحية “الظلم الجزائري”، متناسيا مؤامراته ضد الجزائر والتي لم تتوقف منذ بداية الاحتلال الفرنسي.

وكان الأمير عبد القادر أول ضحية لهذه المؤامرات، عندما باعه سلطان المغرب عبد الرحمان بن هاشم عام 1847 للجيش الفرنسي بعد أن اضطر تحت ضربات الجيش الفرنسي إلى دخول الأراضي المغربية بجزء من جيشه، وهي رواية يتداولها المؤرخون في كل كتبهم.

كما نسي بن كيران، قصة طائرة قادة الثورة التحريرية التي تمت قرصنتها جوا عام 1956، من قبل الاحتلال الفرنسي بمساعدة القصر الملكي في المغرب.

واستمرت هذه المؤامرات بعد الاستقلال بمحاولة احتلال مناطق الجزائر الغربية، باستغلال ضعف الدولة التي خرجت لتوها من حرب تحرير، وتواصلت هذه الدسائس إلى اليوم، وكانت ميزة المخزن المسجلة نقض العهود والتآمر سرا مع الحرص على إظهار الود للجارة الشرقية.

وكانت آخر هذه السياسات العدوانية للمخزن جلب وزير صهيوني لتهديد الجزائر، ومحاولة إغراق أراضيها بالمخدرات، وتحريض جحافل الذباب  وإعلاميين موالين للقصر، لنشر الإشاعات واستهداف كل ما هو جزائري، فهل هناك دولة أخرى يمكن أن تقبل هذه الحملات؟

فبن كيران، الذي أفتى للمخزن بجواز التطبيع مقابل المصلحة السياسية، بدل توجيه مواعظه للقصر من أجل الكف عن هذه السياسات العدوانية، راح يروج له كحمل وديع تعرض للظلم، رغم أن شروره وصلت كافة دول الجوار بالتجسس على خصوصيات المسؤولين والنشطاء.

ويُخرج هذا السياسي الاسلامي في كل مرة ورقة دعم الجزائر للصحراء الغربية، كذريعة لتبييض وجه المخزن، وهذه المرة يقول إنه من حق المغرب أن تكون له صحراء مثل الجزائر، لكن هذه الخطابات كان يمكن أن يوجهها لمنظمة الأمم المتحدة التي تعتبر الإقليم مستعمرة يجري التفاوض حول تقرير مصيرها.

بن كيران “يفتي” للنظام المغربي بجواز التطبيع مقابل المصلحة

وشهر جانفي 2022، أكد عبد الإله بن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي ورئيس الحكومة السابق، السبت، إنه يتفهم قرار المخزن بالتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي ولن يدينه، لكنه في نفس الوقت ضد هذه الخطوة.

وأكد بن كيران أمام مسؤولي الحزب في المحافظات: نحن نتفهم موقف الدولة، ولن ندينه، لكننا نستغرب لهرولة البعض نحو التطبيع بأي شكل من الأشكال.

وأوضح في الوقت: لن يتغير موقفنا لسبب بسيط، وهو أن الإسرائيليين لا زالوا يسيئون إلى إخواننا الفلسطينيين ويأخذون أراضيهم ويجرفون أشجارهم ويعتدون عليهم.

بن كيران في مهمة تجميل وجه المخزن المغربي القبيح مجددا

ويوم 6 ديسمبر 2021، عاد عبد الإله بن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي ورئيس الحكومة السابق، لتبرير خطوات نظام المخزن بالذهاب بعيدا في التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي إلى درجة التنسيق العسكري، معتبرا ذلك له أسبابه المنطقية.

وفي كلمة أمام قيادات حزب العدالة والتنمية، يقول بن كيران أن حزبه مع القضية الفلسطينية، لكن لن يعارض قرارات نظام المخزن أو الملك لأن له مبررات لإقامة علاقات مع الاحتلال الاسرائيلي.

وحسب بن كيران فمملكة محمد السادس “شريفة” وظلت تدعم القضية الفلسطينية، ليتناقض مع نفسه بأن مسألة التطبيع قديمة بالنسبة للمغرب.

ولم تكن لبن كيران، حتى الجرأة لقول ما قاله الوزير المغربي السابق سالم بنحميش،  الذي وصف محاولات التطبيع التي تجري مع إسرائيل بمثابة استعمار جديد لبلاده، بصيغة جديدة من قبل كيان اغتصب الأراضي الفلسطينية.

وحاول أمين عام البيجيدي، تحميل الجزائر مسؤولية الأزمة في المنطقة، مدعيا انها تتحرش ببلاده منذ سنوات السبعينيات، متناسيا الهجوم العسكري للنظام المغربي على الجزائر فجر الاستقرار، على دولة جارة خرجت لتوها من حرب التحرير، وذلك من أجل السطو على جزء من أراضيها.

وبدل توجيه خطابه لنظام المخزن، الذي أدخل المنطقة في أزمة بالاستقواء بالصهاينة وفتح أبواب المغرب العربي وافريقيا على مصراعيها أمامهم، راح بن كيران يوجه سهامه نحو الجزائر بدعوى دعمها للقضية الصحراوية.

ويريد بن كيران أن يوهم مستمعيه أن مسألة الصحراء الغربية جديدة رغم أنها موجودة أمام الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار منذ عقود، كما أن ملكه الراحل الحسن الثاني وقع مطلع التسعينات تعهدا أمام المنظمة الأممية بتنظيم استفتاء لشعبها ليختار هل ينضم إلى المغرب أو يقيم دولته المستقلة، قبل أن ينقلب على وعده.

هذا ما قاله بن كيران عن قرار التطبيع عام 2020

ونهاية شهر ديسمبر 2020، أصدر رئيس الوزراء المغربي السابق عبد الإله بن كيران، الأربعاء، أول تعليق له بعد تورط حزبه العدالة والتنمية الإسلامي في اتفاق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقال بن كيران، على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك: “لا يوجد ما يسرني في الحزب.. ولم أغادر الحزب بسبب أصدقائي”.

وأضاف “لما كنت رئيساً للحكومة لم أكن أتدخل في قضية الصحراء إلا بإذن من الملك”.

وبالنسبة للتطبيع، قال بن كيران، نحن كحزب إسلامي “ضد التطبيع”.

وأضاف “المغرب يعرف ما يفعل وجلالة الملك يعرف مصلحة البلاد”.

وحسب رئيس الوزراء المغربي السابق فإن أمانة الحزب (العدالة والتنمية) أشادت بقرارات الملك.

وأشار إلى توقيع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني على اتفاق التطبيع، رغم رفضه من البعض، وإنه يرفض دعوات إقالته من الحزب قائلاُ “لأننا حزب مؤسسات، وأيضاً نحن حزب يقود الحكومة ولكن لا يمكن خذلان الدولة في قضية حرجة”.

وتأتي هذه الخرجة لبن كيران، بعد يوم من زيارة وفد إسرائيلي أمريكي إلى الرباط للتوقيع على اتفاق التطبيع، والذي شارك فيه رئيس الحكومة العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية.

وتعرض العثماني لسيل من الانتقادات، بسبب حضوره وتوقيعه شخصياً على اتفاق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء.

وكان العثماني برر سابقاً قرار الرباط باستئناف العلاقات مع تل أبيب، قائلاً إن موقف المغرب من القضية الفلسطينية لن يتغير أو يتأثر بقرار التطبيع مع “إسرائيل”، وفق قوله.

مقالات ذات صلة