مقاضاة “بزناسية” العقار أمام مجلس الدولة
كشف محمد حيمور، المدير العام لأملاك الدولة بوزارة المالية، عن منح أزيد من 30 ألف عقد امتياز فلاحي في إطار القانون الجديد للامتياز الفلاحي، من مجمل 150 ألف طلب قدمته مصالح وزارة الفلاحة والتنمية الريفية على المستوى الوطني بعد عمليات مسح وإعادة جرد شاملة للمساحات الفلاحية المستغلة من قبل المستثمرين الفلاحيين الحقيقيين، مضيفا أن منح عقود الامتياز تعتبر مسألة عالية الحساسية والدقة لكونها وثيقة قانونية أعدت بصفة فردية ويمكن استعمالها على نطاق واسع كضمان للحصول على قروض من البنوك أو في الحصول على تجهيزات وفق الصيغ المعمول بها في القطاع الفلاحي.
وقال حيمور، أن العقار بشكل عام يعاني من مشكل التسيير، مشيرا إلى أن الجزائر تتوفر على فضاءات هائلة سواء تعلق الأمر بالأملاك الخاصة أو العمومية للدولة، مشددا على أن المشكل اليوم ليس في وجود العقار من عدمه، وإنما في طرق تسييره، سواء تعلق الأمر بالعقار الفلاحي أو بالعقار الموجه للاستثمار أو العقار الموجه لقطاع السكن بمختلف الصيغ المعمول بها.
واستطرد حيمور، أن فوضى العقار المسجلة على المستوى الوطني سببها أيضا عدم احترام أدوات التعمير، وهو ما يفسر قرار الحكومة اللجوء إلى الاقتطاع من الأراضي الفلاحية من أجل إنجاز مشاريع الاستثمار العمومي والمرافق العمومية، بعد نفاد المساحات الأرضية غير الفلاحية الموجهة لإنجاز المشاريع العمومية وخاصة في المناطق التي تعرف ضغطا قويا على الطلب على مستوى كبريات مدن شمال البلاد، أمام غياب سياسات واضحة للانتقال نحو مناطق الهضاب والجنوب.
وبحسب حيمور الذي تحدث للإذاعة الوطنية، أن الأجهزة التي وضعتها الدولة سواء على المستوى المركزي أو المحلي تعد كافية جدا لتسيير عقار الدولة وحمايته سواء تعلق الأمر بالمناطق الصناعية التقليدية أو المناطق الصناعية التي ستنجز مستقبلا من طرف الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري، والتي تتوفر على محفظة تناهز 100 ألف هكتار على المستوى الوطني، أو حتى بالنسبة لما يسمى بالمساحات الفائضة على مستوى الشركات العمومية. وكشف المتحدث أن الإشكال لم يعد مطروحا بعد قرار الحكومة وقف التنازل النهائي عن العقار والاكتفاء بمنح امتياز الاستغلال، مشيرا إلى أن الحكومة تقوم بتطهير المحفظة العقارية الوطنية، حيث سيتم مطالبة المستثمرين الذين تحصلوا على قطع أرضية من الدولة في إطار الاستثمار ولم يقوموا بإنجاز استثماراتهم، كاشفا عن تحويل العشرات من الملفات أمام مجلس الدولة بفضل الأدوات القانونية التي تتيح التوجه إلى العدالة.