العالم
قال أنه قرر ألا يجلس مع اليهود ما داموا يغتصبون فلسطين والمسجد الأقصى

مقاطعة القرضاوي لمؤتمر حوار الأديان.. إنقلاب على الدوحة أم تبييض صورة ؟

الشروق أونلاين
  • 38688
  • 140
ح.م
الشيخ يوسف القرضاوي،

غاب أمس، الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن انطلاق أشغال مؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان، تحت شعار “تجارب ناجحة فى حوار الأديان”، اعتراضا على مشاركة اليهود، حيث أناب الأمين العام للاتحاد، الشيخ على محيي الدين القرة داغ، ما ترك الكثير من الأسئلة والشبهات حول هذا الغياب، خاصة وأنه شارك فى الدورات الثلاث الأولى للمؤتمر.

وقال القرضاوي، لصحيفة “العرب” القطرية، مبررا مقاطعته للمؤتمر الدولي المهتم بالحوار بين الأديان، “بعد الإعلان عن توسيع المؤتمر ليكون حوارا إسلاميا مسيحيا يهوديا، قررت ألا أشارك فيه حتى لا أجلس مع اليهود على منصة واحدة، ما دام اليهود يغتصبون فلسطين والمسجد الأقصى ويدمرون بيوت الله، وما دامت قضية فلسطين معلقة ولم تحل”. 

وأوضح القرضاوى، أنه “ليس هناك ظلم أكثر من الذي فعله اليهود بأهلنا في فلسطين، حيث جاؤوا من أنحاء الأرض وأخرجوا أهلها وشردوهم في الآفاق وبقروا بطون نسائهم”، وأضاف ” هاتوا شيئا عمليا جاءت به مؤتمرات حوار الأديان للأمة الإسلامية”، مشيرا إلى أنه شارك في الطبعات الثلاث الأولى حينما كانت تسمى مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي، غير أن هذه المبررات التي روج لها القرضاوي، لم تقنع أطيافا واسعة من الرأي العام والمهتمين بمسألة حوار الأديان، حيث اعتبر موقف الشيخ كلاما موجها للاستهلاك ومحاولة لإعادة المصداقية والبراءة وسلطته المعنوية وسط العالم العربي والإسلامي، والتي اهتزت بعد “السقطات العنيفة” التي وقع فيها القرضاوي في المدة الأخيرة، والتي أساءت الى مكانته وهيبته، ولاسيما فتاويه المؤيدة لثورات الشارع العربي ضد الأنظمة الحاكمة التي أضفى عليها طابعا جهاديا، بالإضافة إلى موقفه من الشيعة وتراجعه عن التحاور والتقارب معهم، ما أدى مؤخراالى ظهور تباين في الرأي مع الإخوان المسلمين في مصر، بعدما فتح الرئيس محمد مرسي، الباب أمام السياح الإيرانيين. 

ولعل أبرز هذه السقطات اتهامه بالتورط في اغتيال محمد السعيد رمضان البوطي، داخل مسجد الإيمان بدمشق بعد أربعة أيام فقط من استباحة دمه على المباشر من منبر “الجزيرة”، حيث طعن في علمه وثقافته الواسعة، مهدرا دم كل من ساند النظام السوري وعارض “الثورة”  بما في ذلك العلماء، رغم أن موقف البوطي مبني على  حرمة التمرد على ولي الأمر، وأن سوريا ليست أرض جهاد، بل الجهاد يقتصر في الوقت الراهن على فلسطين فقط.

كما قرئ موقفه كمحاولة لرد شبهة وجود علاقات وتواصل بين الشيخ وحاخامات اليهود، إسقاط لما هو موجود بين الأسرة الحاكمة في قطر وإسرائيل، وما دعوة اليهود الى المؤتمر إلا محاولة للتطبيع مع نخبة المفكرين الإسلاميين، وتكريس هذا التطبيع من باب الدين، والقرضاوي الذي  لم ينف هذه الاتهامات برر لقاءاته مع الحاخامات بأنها تواصل مع أشخاص يناهضون قيام دولة إسرائيل، منتقدا بشدة نشر صوره في فلسطين وهو يتحدث مع حاخامات يهود.  

ولم يتردد الكثير من المتتبعين في اعتبار هذا الموقف هروبا من المواجهة ومقارعة الآخر بالحجّة، بالنظر الى مكانة الشيخ المعنوية والهيكلية في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ما يعزز مواقف وحجج أصحاب الأديان الأخرى، في وقت تخلّت مختلف المسارات السياسية والإصلاحية في العالم العربي عن القناعات والعقائد الأيديولوجية وأخذت بعدا دينيا، حيث اعتلى الإسلام السياسي كراسي الحكم في دول ما عرف بـ”الربيع العربي” بمباركة “مشبوهة” من الغرب، وكذلك الشأن في إسرائيل، التي تحولت إلى دولة دينية يهودية محضة،

وأكد وزير العدل القطري، حسن بن عبد الله الغانم، في كلمته الافتتاحية أنه “لم يعد هناك مكان في العالم للمجتمعات المغلقة، ويتفق العلماء والحكماء في العالم على دعوات الحوار ورفض ثقافة الالغاء والاقصاء”، مشيرا إلى أن مؤتمر الدوحة لحوار الأديان “يتميز هذا العام بأنه يقدم للعالم أفضل التجارب التي يقوم بها المهتمون بالتعاون بين أتباع الأديان من أنشطة وبرامج ومشاريع بيئية واقتصادية وتربوية وإعلامية في مجال الحوار”.

وتحتضن قطر مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان منذ ماي 2007، بعد توصية من مؤتمر الدوحة الخامس للحوار بين الأديان، وعقد المركز مؤتمرات ولقاءات وورشات عمل بهدف تحقيق حوار مستمر بين أتباع الأديان المختلفة، وينظم المؤتمر للسنة العاشرة بحضور 500 مشارك من 75 دولة يمثلون أتباع الديانات السماوية الثلاث.

مقالات ذات صلة