الشروق العربي
شباب يتلاعبون بشرف الفتيات ويرددون:

“مكانش بنات الفاميليا”

صالح عزوز
  • 3938
  • 15
ح.م

يردد الكثير من الشباب اليوم، حين يفتح معهم موضوع الزواج جملة: “مكانش بنات الفاميليا”، الجملة التي تطير من فم العديد من الشباب اليوم، التي تعتبرها الأنثى حكما قاسيا وظالما في حقها. والغريب، أنك أينما تولِّ وجهك ترَ الكثير منهم يتأبطون فتيات في مقتبل العمر، ومن كل الأصناف والزي واللباس، لكن حين تحدثه عن موضوع الزواج، يقول إنه ليس هناك بنت “الفاميليا”، أو بنات العائلات اللواتي يستحققن الارتباط الشرعي.

هو موضوع مليء بالتناقضات، لأن الذين يتلاعبون بالفتيات في كل المستويات والأعمار، هم أنفسهم من يحكمون بأنه لا توجد بنت العائلة الشريفة، لذا يـتأخر العديد منهم في اختيار شريكة حياته في الحلال، وهو السبب الأكثر انتشارا بين الشباب حاليا، حين يطرح موضوع تأخر من يستطيع الارتباط، لكنه لم يتزوج إلى حد الساعة، ولا ينوي على الأقل الارتباط في المستقبل القريب أو على المدى القصير، بحثا عن بنت الحلال كما يرددون سرا وعلانية.

كان من الواجب على الكثير من يريد بنت الحلال أو بنت الفاميليا، أن يكون هو ابن عائلة أولا، فلا يمكن بحال من الأحوال أن تسعى إلى أمر جدي وأنت شخص متلاعب بأحاسيس ومشاعر الفتيات.. هي من بين الآراء التي استطعنا الحصول عليها في طرح هذا الموضوع، خاصة من الجنس اللطيف، الذي دافع بشدة عن هذه الفكرة، فأغلب الفتيات يعتقدن أن الرجل كذلك، يجب أن ينظر إليه بهذا المنظار من أجل التفرقة، بين من هو صالح ومن هو غير ذلك، كما أنه لا يحكم على كل فتاة في الشارع، على أنها متلاعبة أو أمر من هذا القبيل، لأنه في الأخير طعن في شرفهن من دون معرفة سابقة وقريبة، كما يختلف معيار الفتاة الصالحة بين الأشخاص، فكل له معيار، لذا لا يمكن بحال من الأحوال، الحكم أو تعميم الرأي على كل أنثى انطلاقا من معيار محدد، يؤمن به شخص أو أشخاص، وفي المقابل، يراه بعضهم الآخر معيارا غير واقعي.

يفسدون أخلاق الفتيات ويطعنون في شرفهن في نفس الوقت

كما اتهم الكثير من جنس الرجال، بعضهم بعضا في هذا الموضوع، فهم يرون أن الرجل كذلك، يتسبب في هذه الظاهرة، فحين يريد مصاحبة الفتاة خارج الإطار الشرعي، يقف عندها مرات ومرات، وحين تطلب منهم الدخول مباشرة إلى علاقة جادة، فإنه يقرر التوقف عنها أو البحث عن أخرى، وحين ينال منها، فإنه يتركها في أقرب مكان، وهكذا يبقى يتلاعب بمشاعر الفتيات الواحدة تلو الأخرى، وحين تحدثه عن الرباط الشرعي يردد عليك: “مكانش بنات الفاميليا”، وهو في الأصل كان واحدا ممن طعنوا في شرف الأنثى بأفعاله وأكاذيبه التي لا تنتهي.

هو موضوع جدلي قائم على التناقض عند الكثير من الشباب، فبدل الحرص على شرف الفتاة يسعى إلى تلطيخه، ثم يقف عند كل منبر للزواج ويشتكي انعدام البنت التي تستحق الرباط الشرعي والزواج، والغريب أنه الشخص نفسه الذي يفعل هذا يقول ذاك.

 

مقالات ذات صلة