مكانك ليس على الأرض!
مكانك ليس على كوكب الأرض أيها الرجل ولتختر جحيم عطارد أو منفى المريخ أو ظلمة زحل.. اختر أي مكان تريده لترحل غير مأسوف عليك لأن الأرض مؤنث ودليل العنصر النسوي قوله تعالى: “والأرض بعد ذلك دحاها”.. هاااا هل تسمع؟!
بطبيعة الحال قولي هذا لا يعبر عن رأيي، وإنما هي فكرة صارت تتداولها بعض النسوة الحاقدات على الجنس الآخر ولقيت انتشارا وترحيبا، حيث وقعت عيني مؤخرا على منشور في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” يقول: “أتمنى أن ينقرض جميع الرجال أو أن يحزموا حقائبهم ويغادرو كوكب الأرض كي يتركوا لها فرصة لتبتسم”!!!
المنشور أعلاه تفاعل معه الكثيرون وحين اعترض البعض ردت عليهم صاحبة الفكرة أن الأرض مؤنث، وكل ما له علاقة بالأنثى يرفض ما له علاقة بالذكر، ليحتدم الصراع على آخره ويتحول الجدل حول جنس الأرض، هل هي مذكر أم مؤنث إلى سباب آثم وتبادل للشتائم وتجاوزات خطيرة انحرفت عن مسار النقاش الراقي وأضحت حربا ضروسا انتهت بالتهديد والوعيد والحظر!!!
هذا وغردت إحدى الفتيات على تويتر قائلة: “الشمس مؤنث والقمر مذكر، الأرض مؤنث والمريخ مذكر، الزهرة مؤنث وعطارد مذكر.. للأسف، في زمن الفتن الذي نعيش فيه اليوم، الاختلاط أصبح موجودا في كل مكان حتى في السماء.” لتبدأ صويحباتها عملية الهجوم على الرجال، ومطالبتهم بالمغادرة إلى كوكب آخر مذكر كي يرتاحوا من سطوتهم باعتبارهم سبب تعاسة “النسوان” ويا للبشارة لو يتم اختيار عطارد لتشوى جلودهم وينالوا قسطا من العذاب الذي يذيقونه لشريكات حياتهم!!!
من جهة أخرى كتبت إحداهن قائلة: “النساء بلا رجال قلوبهن خالية من الهموم، سعادتهن تدوم، طموحهن يعانق النجوم” وقالت غيرها: “إذا غادر الرجال كوكب الأرض فسأرقص في الشارع 24 ساعة كاملة دون قيود وسأسهر في أي مكان أريد بلا خوف ولن أضطر لارتداء العباءة وغض البصر وكبت المشاعر”!!!
كلام كثير قيل ولا يزال يقال، والسؤال الذي لم يفارقن وأنا أتابع تلك النقاشات غير السوية هو: هل حقا يمكن للنساء العيش بدون رجال أو العكس؟ إن كان نعم كما يزعم كل طرف خاض في الموضوع بتعنت، فلماذا خلق الله لآدم حواء لتؤنسه بعدما استوحش في الجنة؟؟؟.. هل كوكب الأرض الذي يختصمون حول جنسه أصلح للحياة الهانئة من جنة عرضها كعرض السماوات والأرض؟!