رياضة

مليون براهيمي في الجزائر

ياسين معلومي
  • 4493
  • 8

منذ الجيل الذهبي الذي أنجبته الكرة الجزائرية في عهد عصاد وبلومي وماجر وغيرهم، والذين استطاعوا أن يوصلوا الجزائر إلى العالمية بمشاركتين متتاليتين إلى نهائيات كأس العالم، وحضور أكيد في مختلف التظاهرات الكروية الإفريقية الإقليمية وحتى العالمية.. أصاب كرتنا بعدها موت إكلنيكي دام لأكثر من عشرين سنة، بسبب العشرية السوداء وما لازمها من فقر كروي لم نستطع التخلص منه سوى بمجيء أبطال أم درمان، الذين أعادوا لنا هيبتنا وقوتنا وأصبحنا نخيف ونتفوق على أحسن المنتخبات في إفريقيا وظهور جيل آخر من اللاعبين جلبتهم اتحادياتنا من أوروبا بعد أن فشلت سياستنا الكروية المحلية التي أصبحت لا تنجب سوى الثالوث الأسود.

عندما نسمع ونقرأ ونشاهد أن ياسين براهيمي نجم بورتو البرتغالي، حصد وسيحصد أغلب الجوائز الكروية لهذا الموسم نتأكد أن الجزائر التي عانت كرويا في السنوات الأخيرة قادرة على إنجاب مليون براهيمي آخر وفي شتى المجالات وليس في الرياضة فقط، لو تتوفر الإمكانات في وقتها والرقابة الدقيقة لها، فكم من رياضي جزائري وصل إلى قمة العطاء وفي مختلف الرياضات لكنه لم يستطع المحافظة عليها بسبب ظروف قاسية يعيشها الرياضيون والإهمال والتماطل من المسؤولين في “السيطرة عليه” والسير به نحو النجومية والعالمية.

متأكد أنه لو لعب براهيمي في أي نادي جزائري لما وصل أبدا إلى النجومية التي هو فيها الآن، فكم من لاعب جزائري له إمكانات كبيرة، لم يتمكن حتى من التألق مع المنتخب الوطني، وبقي “حبيس” فريقه لأنه ببساطة نخلق له مشاكل عديدة، ننتقده بشدة ولا نعامله بصفة النجم الذي يستطيع يوما رفع علمنا في مختلف المنافسات الدولية . عندما نتأكد أن البطل في كرتنا يحدد في الكواليس، وللذي يعرف كيف يتعامل مع الكولسة التي أصبحت هاجسا ينخر كرتنا المسكينة وحتى النادي الجزائري الوحيد الذي وصل إلى العالمية لا يقدم أي لاعب للمنتخب الوطني، فهل الأندية العالمية على غرار الريال والبارصا وباريس سان جرمان والبايرن والميلان وغيرها لا تنتج بضاعة لبلدها؟ أم الأمر يختلف عندما نصل إلى جزائرنا الحبيبة؟

نحن الجزائريين نتباهى عندما نحضر منافسات دولية كبيرة، لأننا أصبحنا قطبا كرويا يقرأ له ألف حساب، والجميع يطالبنا ويريد معرفة السياسة الكروية التي مكنتنا من العودة بقوة إلى المحافل الدولية، فكم من مرة أجد نفسي أتحاشى الحديث عن تألقنا دوليا لأن الحقيقة مرة.

قد لا أجد لنفسي تفسيرات عن غياب اللاعب المحلي عن المنتخب الوطني، أصبح مدافعا عن سياسة جلب اللاعبين من أوروبا.. سياسة ورغم أنفنا أوصلتنا إلى العالمية بعد فشل كرتنا المحلية..

ندائي إلى رؤساء الأندية الكروية في بلدنا.. هل تتحرك مشاعركم وضمائركم لأنكم لم تقدموا أي لاعب للمنتخب؟ وهل ستتمكنون يوما من إنجاب براهيمي آخر يصنع الفرجة في ملاعبنا؟ أم انتم متفوقون فقط في تصدير الثالوث الأسود “العنف والرشوة والأنانية” عن بطولتنا الوطنية..  

مقالات ذات صلة