-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مناطقُ الضوء!

مناطقُ الضوء!

الحديث المركّز على ما يسمى “مناطق الظل”، وما أكثرها في الجزائر، جعل بعض الولاة ينسون المناطق الحضرية أو مناطق الضوء من مدن كبيرة، ومنها عاصمة البلاد التي تعدّ المرآة الأولى لوجه الجزائر، التي عرفت على مدار عقود، عملية ترييف مركزة، جعلتها تحتل المراتب الأخيرة عالميا، ضمن عواصم الجمال والراحة..

إلى درجة أن ما حدث من كوارث وتجاوزات من يحاول ممارسة الإرهاب أو العصيان أو الإجرام بكل أشكاله، حملت عنوانه الجزائر العاصمة وغيرها من مدن كبرى جزائرية، دخلت عنوة ضمن دائرة مناطق الظل وهي لا تدري، من طوفان باب الواد إلى مسيرات الفوضى وتمكّن عصابات الإجرام من شوارعها، حتى صار ضوءُ العاصمة ظلا أشد قتامة من مناطق الظل نفسها.

الاهتمام بالجزائر العاصمة ومنحها صورة جميلة ضمن مشاريع كبرى، ومنها الخاصة بالنقل من خلال مزيد من توسعة خط الميترو وبعث القطار الطائر المعروف باسم “مونوراي”، وتغليب الاخضرار على الإسمنت، يجب أن يتدعم ويرى النور في أسرع وقت، في مدينة عُرفت دائما بالبياض وبالبهجة، في عز المخاطر التي تعرضت لها، ولا يمكن الآن سجنُها بين الفوضى والترييف، شأنها في ذلك شأن المدن الكبرى والتاريخية على وجه الخصوص، التي كان بعضها مدنا قبل أن تكون باريس ونيويورك وسيدني ومونتريال وبرلين… ومنها على سبيل المثال قسنطينة وتلمسان، صار ضرورة، في حرب الجمال والثقافة والتراث المعلنة في شتى أنحاء العالم، حتى إن جيرانا لنا، صاروا يتبنّون تراثنا وجمالياتنا، وحتى صور مدننا، ويقدِّموها في سياحتهم، وأكثر من ذلك ينالون بها التمجيد والشهرة والجوائز.

حان الوقت لحراسة “المحروسة” ومنحها مزيدا من البياض والبهجة، وسنّ قوانين رادعة لكل من يريد أن يطفئ أضواءها، وأن تكون عنوانا جميلا لكتاب مدننا وقرانا، وقاطرة لا تختلف عن قاطرات “ترامواي والميترو ومونوراي” التي تجرّ بقية المدن الكبرى إلى مزيد من الجمال، فقد توالت الوفود الأجنبية من القارات الخمس في الآونة الأخيرة، وكان الإجماع على أن ما تكتنزه الجزائر من جمال ينافس أشهر مدن العالم السياحية، وجاءت تقارير أمريكية وأوربية في عالمي السياحة والثقافة، لتبصم على أن الجزائر، بقليل من التركيز والاهتمام من مسؤوليها وولاتها ومواطنيها، قادرة على أن تكون صورة عالمية جميلة تسرّ الناظرين.

هناك مشاريع كبرى تحتاج المال والوقت والجهد، لأجل تجسيدها، ولكن مشروع الجمال والنظافة، لا يحتاج إلى أكثر من التفاف الناس في القاعدة والقمة، من أجل وضع العاصمة في أبهى صورة واستنساخ التجربة مع بقية المدن والقرى، للخروج من الظل إلى الضوء في أقصر طريق، لأن الذي يمتلك جسور سيرتا وشواطئ العاصمة ووهران وعنابة وكورنيش جيجل وشرفات غوفي وجبال الشريعة وغابات الأوراس وجرجرة وآثار تيبازة وتيمقاد وقمة الهقار ونقوش التاسيلي… لا يمكنه سوى أن يكون قارة.. بل أجمل قارة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!