أكدت أن الأحداث في ليبيا والسعودية ستجعل الوضع أكثر صعوبة
منظمة ”الفاو” تتوقع ”ثورات جوع” جديدة نتيجة ارتفاع أسعار الغذاء
حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) من مخاطر الارتفاع القياسي الذي سجلته أسعار الغذاء في الأسواق العالمية، مضيفة أن ارتفاع أسعار النفط بسبب الأزمة الليبية قد يجعل الوضع أكثر صعوبة، لتزامنها مع المنحى التصاعدي لأسعار المواد الغذائية المتفاقم للشهر الثامن على التوالي، مسجلة 2.2 بالمائة الشهر الفارط بالمقارنة مع شهر جانفي، وهو أعلى مستوى منذ بداية قياس تطور الأسعار الذي وضعته المنظمة سنة 1990.
-
وصعدت أسعار النفط أمس، أكثر حيث قارب خام برنت مستوى 116 دولار للبرميل مع تصاعد القتال في ليبيا واحتجاجات في المنطقة الشرقية المنتجة للنفط في السعودية، وهي المنطقة الرئيسية لتواجد الشيعة، حيث انتابت المخاوف السوق النفطية من احتمال انفجار الوضع في المنطقة الشرقية التي تعتبر منطقة الإنتاج الرئيسية للنفط السعودي.
-
وقالت منظمة الفاو، التي مقرها روما، إن جميع المواد الغذائية واصلت ارتفاعها شهر فيفري الماضي، باستثناء السكر، ويتضمن مؤشر الفاو للحبوب، المواد الغذائية الأساسية وخصوصا القمح والأرز والشعير والذرة الصفراء، فيما واصلت مجموعة الزيوت والدهون، ارتفاعها هي الأخرى.
-
وتجاوزت واردات الجزائر من القمح 5.2 مليون طن سنة 2010 مقابل 2.7 مليون طن سنة 2009، وأكثر من ثلث الكمية من القمح اللين، فيما سارعت الحكومة إلى استيراد حوالي 2.2 مليون طن من القمح منذ بداية العام الجاري لمواجهة أي احتجاجات محتملة.
-
وتعتبر فرنسا وكندا والمكسيك وألمانيا وبريطانيا وأمريكا، دول الاستيراد الرئيسية سنة 2010 .
-
وأوضحت المنظمة، أن استمرار ارتفاع الأسعار يثير مخاوف من “ثورات جوع” مثل تلك التي شهدتها العديد من دول إفريقية، بعدما سجلت أسعار الحبوب مستويات تاريخية، مشددة على أنها تتوقع حدوث عجز في كميات الحبوب هذه السنة، مضيفة أن تراجع إنتاج الحبوب هذه السنة سيكون وراء تراجع مخزونات الحبوب العالمية التي عرفت زيادة أسعارها بنسبة 70 بالمائة بين فيفري 2010 و فيفري 2011 .
-
وقال ديفيد هالام مدير قسم التجارة والأسواق في المنظمة في بيان نشره موقع الفاو على الانترنت أول أمس، إن الزيادات الحادة غير المتوقعة في سعر النفط يمكن أن تفاقم أكثر فأكثر الوضع غير المستقر في أسواق الغذاء، محذرا من أن ذلك يضيف مزيدا من المخاوف فيما يتعلق بتوقعات الأسعار.
-
وقال مسؤول في صندوق النقد الدولي، إن أسعار الغذاء العالمية من المحتمل أن تبقى مرتفعة نسبيا لكن يصعب التنبؤ بمسار أسعار النفط لأن الوضع في الشرق الأوسط ما زال غير واضح تماما. مضيفا أن ما يحدث حاليا يمكن اعتباره صدمة متوسطة نسبيا في إمدادات النفط ترتفع فيها الأسعار نحو عشرة دولارات إلى 15 دولارا خلال العام الجاري.