-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من‮ ‬ينقذ‮ ‬الجامعة؟

الشروق أونلاين
  • 1379
  • 0
من‮ ‬ينقذ‮ ‬الجامعة؟

لا يشكل افتتاح السنة الجامعية حدثا علميا بارزا بسبب الوضع المأساوي الذي آلت إليه أمور الجامعة الجزائرية منذ سنوات طويلة، لهذا فإن افتتاح هذه السنة الجديدة غدا من طرف الرئيس بوتفليقة سوف تكون له صبغة سياسية أكثر مما قد يحمله هذا “الحفل” من جوانب علمية.
نسيم‮ ‬لكحل
ولأن الجامعة في الجزائر غرقت منذ مدّة طويلة في فنجان الفوضى والإضرابات ومشاكل الإقامات الجامعية، فإن الحاجة أضحت اليوم ملحة لتدخل الدولة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه وإخراج الجامعات من سيناريوهات الإضرابات والإعتصامات التي أصبحت الميزة التي تلازمها في كلّ موسم‮ ‬وخاصة‮ ‬في‮ ‬أوقات‮ ‬الدخول‮ ‬الجامعي‮.‬
يجب‮ ‬أن‮ ‬تتدخل‮ ‬الدولة‮ ‬لوقف‮ ‬هذه‮ ‬المؤامرة‮ ‬التي‮ ‬يقف‮ ‬وراءها‮ ‬جهات‮ ‬وأشخاص‮ ‬من‮ ‬مصلحتهم‮ ‬بقاء‮ ‬دار‮ ‬لقمان‮ ‬على‭ ‬حالها،‮ ‬ولهم‮ ‬مآرب‮ ‬أخرى‮ ‬يقضونها‮ ‬عندما‮ ‬يكون‮ ‬الحسّ‮ ‬العلمي‮ ‬هو‮ ‬آخر‮ ‬إهتمامات‮ ‬الجامعة‮ ‬في‮ ‬الجزائر‮.‬
لو كانت الدنيا دنيا كما يقال، لكان حفل افتتاح أي موسم جامعي هو الحدث العلمي الأول في البلاد، لكن عندما يصبح الدخول المدرسي أهم بكثير من الدخول الجامعي، وهو في الحقيقة كذلك، فإن ذلك يفيد مما يعنيه أن الأمل في هذه البلاد مازالت تحمله المدرسة الجزائرية فقط، والتي رغم كل المؤامرات التي حيكت حولها وضدها، إلا أنها مازالت مدرسة تقوم بدورها الكامل في تخريج أجيال المستقبل، ولكن للأسف الشديد فإن الكثيرين ممن يتلقون كل العناية في مرحلة التعليم قبل الجامعي، وتصرف عليهم الدولة الملايير، يضيعون في الجامعة التي تُحوّل مجال‮ ‬اهتمامهم‮ ‬من‮ ‬التحصيل‮ ‬العلمي‮ ‬إلى‮ ‬مجال‮ ‬آخر‮ ‬بعيد‮ ‬جدا،‮ ‬لذلك‮ ‬تجدهم‮ ‬يغرقون‮ ‬في‮ ‬مشاكل‮ ‬الإيواء‮ ‬والإطعام‮ ‬والنقل،‮ ‬فيذهب‮ ‬جهد‮ ‬المدرسة‮ ‬الأساسية‮ ‬هباء‭ ‬منثورا‮..‬
لا غرابة عندما تتحدث الأرقام عن عشرات الآلاف من الإطارات الجامعية التي هاجرت خلال السنوات الأخيرة، مادام أن المستقبل الذي تُخبئه لهم الأيام أسوأ بكثير من الواقع الذي ينتظرهم في بلادهم.. فالدولة التي بحّت من خلال رئيسها في دعوة أدمغتها المهاجرة للعودة إلى وطنهم،‮ ‬لم‮ ‬تفعل‮ ‬شيئا‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬التمهيد‮ ‬لتوفير‮ ‬الظروف‮ ‬الملائمة‮ ‬لإنجاح‮ ‬هذه‮ ‬العودة،‮ ‬لهذا‮ ‬لا‮ ‬نتفاجأ‮ ‬عندما‮ ‬تبقى‮ ‬تلك‮ ‬الأدمغة‮ ‬المهاجرة‮ ‬رافضة‮ ‬لمنطق‮ ‬العودة‮ ‬في‮ ‬مثل‮ ‬هذه‮ ‬الظروف‮.‬
فحوالي 920 ألف طالب (قرابة مليون) تستقبلهم مختلف الجامعات الجزائرية خلال الموسم الجديد، منهم 217 ألف يلتحقون لأول مرّة، كلهم في الحقيقة مشاريع بطالين أو موظفين بسطاء همّهم توفير لقمة العيش لا أكثر ولا أقل.
والسؤال المطروح: هل مهمة الجامعة تقتصر على تخريج حملة شهادات، أم تخريج باحثين؟! وإذا كان هذا هو الحال، فما فائدة عودة “الطيور” المهاجرة إلى أوطانها إذا لم يكن لها ما تفعله في هذه البلاد؟ ومادام الحديث عن إصلاح الجامعة يبقى مجرّد حبر على ورق!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!