من البرازيل إلى المغرب…
إنجاز تاريخي حققه المنتخب الوطني لكرة القدم بوصوله إلى الدور ثمن النهائي من كأس العالم التي تلعب بالبرازيل، نتيجة سمحت لرفقاء الداهية فيغولي من طرد نحس لازم الكرة الجزائرية منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، بلاعبين أذهلوا المشاهدين والأنصار في كل حدب وصوب، وأعطوا العالم دروسا في الإرادة الكروية، واللعب الجزائري الجميل، حتى أصبحنا قدوة للآخرين، وخاصة في الدول العربية والإفريقية، ورغم خروجنا المشرف أمام ألمانيا في ثمن النهائي، إلا أن المختصين وضعوا الخضر في خانة المنتخبات التي سطع نجمها في البرازيل، وتركت بصمات لن تمحى في بلد يتنفس كرة القدم، بشبان على شاكلة جابو وسليماني وبراهيمي والآخرين.
لم يكن التأهل إلى الدور الثاني صدفة كما يظن البعض، أو حظا كما توقعه بعض الدخلاء على الكرة، بل هو هدف سطره رئيس “الفاف” لكرة القدم محمد روراوة مع وحيد خاليلوزيتش منذ ثلاث سنوات، ورغم أن البوسني فشل في التألق في كأس افريقيا بجنوب إفريقيا وخرجنا صفر اليدين، إلا أن الاتحاد الجزائري جدد ثقته في المدرب، وأعطاه فرصة التألق، تجلت في وصوله إلى إدخال الجزائر التاريخ من بابه الواسع، كما أدخله يوما مدربون جزائريون أكفاء، على غرار رشيد مخلوفي الذي أطاح بالفرنسيين، محيي الدين خالف قاهر الألمان، وعبد الحميد كرمالي المتوج الوحيد بكأس إفريقيا الوحيدة، ورابح سعدان صاحب موقعة أم درمان التي تبقى شاهدة على كفاءة الإطار الجزائري، إن منحت له الثقة والإمكانات التي غالبا ما تعطى للأجانب على حساب أبناء الجزائر.
ما حققه المدرب الوطني وحيد خاليلوزيتش، لم يكن ليحدث لو لم تبحث اتحاديتنا عن كل لاعب ذي جنسية جزائرية ينشط في الملاعب الأوروبية، بإمكانه أن يقدم الإضافة إلى الخضر، بعد فشل بطولتنا في تدعيم منتخبنا الوطني بلاعبين وإطارات، تجد دائما حاجزا منيعا يحرمها من التألق، ويدخلها في نفق مظلم يصعب الخروج منه.
متأكد حتى اليقين، أن كل من يشيد بالدور الذي لعبه المدرب وحيد خاليلوزيتش في وصول منتخبنا إلى الدور الثاني في كأس العالم، ويناشد ببقائه على رأس “الخضر”، سيأتي اليوم الذي سيطالب فيه بذهابه، مثلما حدث مع سعدان حين عاد أسدا من أم درمان، وغادر الخضر بعد تعادل في عقر الديار.
وبعد المشاهد الجنونية التي شهدناها في مطار هواري بومدين، وفي شوارع العاصمة، والاستقبال الحار من الرئيس بوتفليقة، ووزيره الأول لمنتخبنا الوطني، علينا أن نعود إلى الواقع، ونحضر لكأس إفريقيا المقررة بالمغرب شهر جانفي القادم، وليس لدينا خيار آخر سوى الفوز بها، لأن الجمهور الرياضي الجزائري لن يرضى سوى بتتويج قاري ثان، خاصة بعد الأداء البطولي في كاس العالم…
كل أبناء هذا الوطن يعرفون كرة القدم، ويحبون منتخبهم الوطني، ويبيتون في العراء لمساندته… موعدنا في المغرب للتتويج بحول الله.