-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من القدس: رسالة للواهمين بالتطبيع

من القدس: رسالة للواهمين بالتطبيع

أكد الشعب الفلسطيني مرة أخرى أنه غير مُفرِّطٍ في قضيَّته ولا مُستسلم لظلم الظالمين أو تحالف المتواطئين. لقد أصرّ، رغم القتل والتضييق والخناق والاعتداء والسجن، على أن يُرابط ويعتكف في مسجده الأقصى في ليلة من ليالي القدر وفي يوم مشهود من أيام شهر رمضان المبارك.. وقد كانت بحق ليلةً خيرا من ألف شهر، كشفت للمُطَبِّعين المُتحالفين مع مغتصب الأرض والعرض أنهم واهمون في مسعاهم، صغارٌ في مواقفهم، غير قادرين على أن يَصدحوا بكلمة حق لنصرة أقدس مقدسات شعوبهم، ولا أن يقفوا موقف شرف في وجه مَن ظَلَم وتَجبَّر وطغى وسعى في الأرض فسادا.

لم تتمكن وسائل إعلامهم هذه المرة حتى من التنديد الشكلي كما اعتادت لسنوات، لم يتجرأوا حتى كَذِبا على رفع شعار نصرة الأخ المظلوم، لم تُسعِفهم الكلمات لكي يجدوا ما يبروا به خذلانهم وثمن تطبيعهم الأعمى مع كيان مغتصب. فشلوا في أول اختبار بعد عام التطبيع الأخير…

قال سادتهم الأمريكيون إنهم منشغلون بالصين وروسيا وبكورونا ولا يهمهم ما يجري في فلسطين. فماذا يقولون؟

أين ذلك الزهو المفرط بالتواطؤ مع الصهاينة؟ أين ذلك التعالي بأنهم حلفاءُ القوة؟ أين ذلك الافتخار الكاذب بأنهم أصبحوا من المُقرَّبين إلى القوى الديمقراطية والعصرية بتزلفهم للكيان المزعوم يفرشون لزبانيته البساط الأحمر ويفتحون له السفارات والممثليات؟

لقد راهنوا وخسروا الرهان بحق، راهنوا على موت الفلسطيني، على قَبر قضيته، على حقبة الانكسار التي تعيشها الشعوبُ العربية والإسلامية مرحليا، واعتقدوا أنهم وضعوا أيديهم في يد رمز القوة المالية والعسكرية، عنوان التقدم والديمقراطية في المنطقة، فإذا بهم يكتشفون في لحظة من لحظات القدر أنهم واهمون.

لم يعد الكيان الإسرائيلي هو ذاك الكيان الذي يستطيع احتلال أراض شاسعة في أيام، ولا ذاك الذي يستطيع شنَّ حرب واسعة النطاق على ثلاث أو أربع جبهات، بل ذلك الذي عندما يستنفر كل قواه، ويجمع مجلسه القومي للأمن، كل ما يستطيع هو الاعتداء على مواطنين في بيوتهم بحيّ الشيخ جراح وإخراجهم من ديارهم بغير وجه حق، أو تدنيس مسجدهم الطاهر، وحرق مصاحفهم الشريفة… وعندما يتلقى الضربات الموجعة من المقاومة بعد إنذار لا يزيد عن ساعتين يردُّ بهستيرية وخوف على المدنيين العزل فيقتل ويجرح منهم العشرات…

أين هي القوة في كل هذا؟ أين هي الديمقراطية المزعومة وحقوق الإنسان؟ أين هو هذا الكيان “المُتحضِّر” الذي يزهو المطبِّعون بالتزلف إليه وتقبيل الأرض بين يديه؟

إنه الوهم حقا بأن القادم هو الزمن الإسرائيلي والأمريكي في المنطقة.. إنه الرهانُ الخاسر على عدو اقتربت مرحلة أفوله رغم ما يُظهر من عناصر قوة.. إنه فشل القوة أمام الحق، إنه فشل الخيانة والغدر أمام الصدق مع الله والقضية.. إنه زمنُ بداية انتصار الشعب الفلسطيني على عدوه الغاشم وليس أبدا زمن الهزيمة والانكسار.. لقد انتصرت قوة الموقف هذه المرة على موقف القوة في القدس الشريف، والأهم من ذلك كشفت محدودية ووهم مشروع المُطبِّعين. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • سعيد

    هذه الرسالة يجب أن توجه أولا للمطبعين الفلسطينيين أولا.

  • حسن

    السؤال المطروح أين قوة الغير المطبعين لماذا لم ترونا ماذا انتم قادرون على فعله للقضية الفلسطينية

  • محمد☪Mohamed

    الإمارات طبعت لكن لما أرادت شراء (طيران الإمارات توقع صفقة بقيمة 23 مليار دولار لشراء طائرات F-35 وطائرات مسيرة من الولايات المتحدة). الإسرائليين لم يقبل وقال ساتخلق عدم سيطرت إسرائيل على منطقة وتخلق توازن ،تجري الإمارات للشيتة بالتعهد خفض التوترات وبدء حوار إقليمي جديد . وربمى قلب الأنظمة المناهظة لإسرائيل وسكوة على ضرب غزة ومسجد القصى لذلك الداعية وسيم يوسف بي تحضير الرأي العام.

  • زغدودي حليم

    قدسنا تنزف.... كيف نغني والقدس تبكي كيف نفرح للعيد و قدسنا حزينة سرقوا صلاتنا باعوا حسناتنا حرفوا بطولاتنا من سبعين عاما ايها السلطان الست عربيا خدروك بكأس النديم و احضروا لك جارية شقراء افق قبل فوات الاوان فكل الذنوب تغتفر الا قدسنا انا مقدسي وانتم.... انتفظوا اغضبوا لا تقفوا مثل المسار يوم شيخ جراح وغدا بيتنا شاعر الحراك: أ.د. زغدودي حليم

  • ياسين

    "ســــقط القناع عن القناع عن القناع ، ســـقط القنـاع لا إخـوة لك يا أخي ، لا أصدقاء يا صديقي ، لاقــلاع لا الماء عنـدك ، لا الدّواء ولا السـّـماء ولا الدّمــاء ُولا الشــّـراع ولا الأمـــام ولا الــــوراء ...حاصـــــــــــر حصارك َ….. لا مفـر ُّ...سقطت ذراعك فالتقطها...واضــرب عدوك .. لا مفر ُّ...وسقطت قربك ، فالتقطني واضرب عدوك بي .. فأنت الآن حــر ُّ حــــر ٌّ…… وحــــر ُّ قتلاك أو جرحاك فيك ذخيرة ٌ فاضرب بها . اضرب عدوك .. لا مفرُّ أشـــلاؤنا أسماؤنا حاصـر حصـارك بالجنون ِ…. وبالجنون ِ….. وبالجنون ْ ذهب الذين تحبهم ذهبوا فإمّا أن تكون أو لا تكون ، ســــقط القناع عن القناع عن القناع ، ســـقط القنـاع ولا أحد ْ إلاّك في هذا المدى المفتوح للأعداء والنسيان ، فاجعل كل ّمتراس بلد لا ……… لا أحـــد ْ سقط القناع عرب ٌأطاعوا رومهم عربٌ وباعوا روحهم عرب ٌ…. وضاعوا" (محمود درويش)

  • نمام

    من المخجل حتى التنديد و الشجب الماضيين وحرق العلم الاسرائيلي لم يعد و ان كنا ندرك انه لا يغيير من الواقع شئا المتصحف لبيانات العرب ظبط النفس و كان القوة متكافئة وعدم الافراط في استعمال العنف و كانهم يقولون استخدموا القوة و لكن بعيدا كوميديا سوداء برروا هرولتهم وصلواتهم المتبادلة مع الخاخامات باننا نقيم العلاقات لمنع العداوان سقطت ورقة التوت وعليكم مراجعة انفسكم بواقعية هل قمتم العلاقات مع بني صهيون بغص النظر عن مقداستكم و القدس و فلسطين و اخوانكم وما تفعله اسرائيل واما خابت ظنونكم وتغيروا المسار طبعا مستحيل ما نقول لان المامور لا يتحرك ميزان قوة وسيختارون في الات من الايام قائدا للسلطة من شباك المخابارات الاسرائلية و هنا على الشعب الفلسطيني تقرير مصيره لان الصهاينة لا يستطيعون طمس حقيقة وجود شعب وحتما سيغيرون المسار ويقرون بالوجود

  • السراب

    أود أن أعرف بماذا ينفع غير المطبعين إخوانهم الفلسطينيين إن لم يكن بتلك التنديدات الخجولة التي تصدر متأخرة جدا بعد جل دول العالم المسيحي و اليهودي و الهندوسي،الغير المطبعين آخر من يندد ٠أليست مصر المطبعة من تفتح باب رفح لإدخال المساعداة و هي التي تتوسط للتهدئة،بالتطبيع يمكن فتح قنواة التفاوض الضغط و لو اقتصاديا أضعف الإيمان ٠أما التنديد فلا يسمن ولا يغني من جوع خاصة ممن لا تجمعهم بإسرائيل أية علاقة