الرأي

من تمجيد الاستعمار إلى خطاب الحقد على الإسلام

وليد بوعديلة
  • 251
  • 1
أرشيف

يتصادف في الزمن التاريخي والحضاري، جزائرنا الحبيبة على قلب كل عربي، هذه الأيام، حدثان هامان، يتعلق بهما الكثير من الخطابات والتفاعلات، أنهما حدث ثورة نوفمبر المجيدة وحدث السجال المفتوح عن موقف فرنسي رسمي وإعلامي غريب، ضد الإسلام والمسلمين ورموزهم الدينية.

بالنسبة للحدث الثوري النوفمبري الجزائري، نريد أن نفتح مسألة وضع فرنسا لقانون تمجيد الاستعمار، وعدم تفاعل الجانب الجزائري، في زمن مضى، مع الأمر، وترك الجدل للمثقفين والإعلاميين، دون موقف قوي من مؤسسات الدولة والبرلمان، في الحقيقة نحن لا نريد كتابة قانون لتجريم الاستعمار، بقدر ما نطالب بقانون وتشريع برلماني يطالب بالوفاء الجزائري الجزائري، أي الوفاء لتاريخ وقيم ومبادئ سامية راقية، وتحقيق عهد الشهداء، بمعنى، نطالب بقانون وممارسات ميدانية تحقق مطالب الشهادة وتوفر كل فعل يومي وطني جليل، من دون الوقوع في الشعبوية والتغني والإنشاد والبكاء على الأطلال، وهنا نريد موقفا جزائريا، رسميا وشعبيا، قويا – وطنيا – عميقا، يضع الجانب الفرنسي عند حدوده فقط، عبر اعتماد حضور اللغة العربية بدل الفرنسية، والانفتاح الاقتصادي على العالم، وعدم منح الامتياز للشركات الفرنسية، حينها ستكون ثورتنا المجيدة قد بدأت تحقق غاياتها، وغير هذا هو نقاش عقيم، وتكرار لقصائد المدح الثوري لا غير.

وبالنسبة لما يحدث من سجال عالمي حول خطاب ماكرون الاستفزازية ضد الإسلام وتشجيعه الغريب للسخرية بالرسول الكريم تحت حجة حرية التعبير، فنحن ندعو مجتمعنا ودولتنا لتفعيل تشريعات وخطاب الدستور حول دين الدولة، والحرص على تجسيد ميداني للقانون، بالاجتماع على هويتنا وثوابتنا، والبداية كانت مع الصيرفة الإسلامية، في انتظار قضايا ومسائل أخرى تنتظر، في الخطاب التربوي والإعلامي… لتعود جزائنا فعلا لمشروعها المجتمعي الثقافي الديني، بثلاثية الإسلام والعربية والأمازيغية، في سياق الإسلام الوسطي المعتدل المتسامح، بعيدا عن التطرف والغلو والتشدد، مع فتح أوراق مرجعيتنا الوطنية والدينية، ودعم علمائنا وفقهائنا والارتقاء بالمساجد لمستوى المؤسسة الدينية العلمية الجامعة الموحدة.

دون هذا، سنبقى نكرر نفس الأخطاء وتخرج شعوبنا المسلمة وجاليتنا في بلاد الغرب، في مسيرات رافضة للرسومات الساخرة، ونظل نعيد خطاب الكره القادم من الغرب، ويبقى ديننا بعيدا عنا، وقرآننا في الرفوف، وقيمنا في آخر اهتماماتنا، بل إننا نستغرب من مجتمع يرد على كامرون ويغضب ضد رسومات كاريكاتورية، في حين لا يوقف شتائم الأطفال والشباب اليومية ضد الله وكلمات الكفر والانحلال والميوعة، بل الأفعال أيضا تدل على انحراف أخلاقي رهيب في مجتمعنا، في ظاهرة غريبة هجينة، والأحرى أن نواجهها بدل بلاغات وشعارات تواجه المواقف الغربية ضد ديننا.

مقالات ذات صلة