رياضة
الأجانب يرفضون إجراء حوارات مع الصحافة الجزائرية

من “تيزي فو” إلى “النفاق”.. بلماضي لا يختلف عن ماجر!

الشروق الرياضي
  • 28153
  • 73
ح.م

على مدار ساعة زمن، من ندوة صحفية نشطها الناخب الوطني الجديد جمال بلماضي زوال الثلاثاء، قبل سفره مع لاعبي الخضر إلى غامبيا، لم ينثر المدرب ولا ابتسامة واحدة على جموع الصحافيين والمشاهدين الذين تابعوه عبر القنوات التلفزيونية، وكأنه كان في جلسة عزاء، الرجل الذي كان منزعجا من رنات الهاتف النقال، التي لم يحدث أن انزعج منها مدربون كبار مثل غوارديولا ومورينيو، إلى درجة أنه هدد بفتح هاتفه النقال أو مغادرة القاعة، كان يردّ على الإعلاميين وكأنهم أعداء أو في حرب، بمعادلة “خير طريقة للدفاع هي الهجوم أو أتغذى بكم قبل أن تفكروا في جعلي وجبة عشاء”، وسيكون من الصعب بعد هذه الندوة الصحفية أن يجد بلماضي الإعلام الجزائري إلى جانبه، وسيجد نفسه في مأزق لو عاكسته النتائج وحقق الهزائم مثل الذين سبقوه، وقد فجر حيرة الناس عندما طلب من الصحافيين التوقف عن النفاق في تعاملاتهم.

منذ زمن رابح سعدان لم يقدّم أي مدرب وطني من عبد الحق بن شيخة إلى جمال بلماضي ومرورا بالبوسني خاليلوزيتش والفرنسي غوركوف والصربي رايفاتس والبلجيكي ليكينس والإسباني آلكاراز والجزائري رابح ماجر، أي حوار لوسيلة إعلام جزائرية، وحتى خرجات ماجر مع قناتين محليتين من القطاع الخاص ومع اليتيمة كانت بأمر من فوق كما هو معروف، لامتصاص غضب الجماهير والتقرب من الإعلاميين وجمهور الكرة فقط، وواضح أن جمال بلماضي سيتفادى حتى الندوات الصحفية في قادم المواعيد ولن يقبل اللقاءات الخاصة في الجزائر، بعد الوجه الذي ظهر به الثلاثاء في ندوة صحفية كان يردّ فيها جمال بلماضي على أسئلة الصحافيين بقليل من اللباقة وكثير من سوء النية من طرفه.

وضع البوسني خاليلوزيتش قاعدة سار عليها من خلفوه، وهو محاورة كل وسائل الإعلام الأجنبية والفرنسية على وجه التحديد، التي تطلب ملاقاته وخاصة فرانس فوتبول وليكيب والفضائيات الفرنسية التي ينزل ضيفا على بلاطوهاتها، ولا يجد حرجا في الحديث عن الجزائر والجزائريين، وجاء بعد ذلك الفرنسي غوركوف الذي لم يكن يفتح فمه في الجزائر وكأنه أبكم، وبمجرد أن يعود إلى فرنسا يتحدث مع أي وسيلة إعلامية وكأنه هو من يتوسّل ويتسوّل الحديث إليها، ولا يجد هو أيضا حرجا في الحديث عن الجزائر، إلى أن قال بأنه مع مرور الوقت صار يعرف الوجه البشع للجزائريين، وإذا كانت فرصة رايفاتس وليكينس وآلكاراز في الحديث منعدمة بسبب الفترة القصيرة التي قضوها في الجزائر، فإن رابح ماجر تجاوز كل الحدود، حيث فاجأ الإعلامي المعروف معمر جبور في قلب ندوة صحفية وأمام رياض محرز بـ”تيزي فو” الشهيرة واتهم الصحافة بالعمالة لروراوة وبمعاداته، ثم نشر غسيل الجزائر مع الإعلام البرتغالي، بل شكا إليه سوء معاملة الجزائريين له.

وواضح أن العلاقة بين جمال بلماضي والإعلام الجزائري ستكون في منتهى السوء، بالرغم من أن مسار هذا المدرب الشاب مع الإعلام القطري أيضا كانت سيئة وكان يرد عليهم بقوة، خاصة عندما انتقدوه لأنه لم يتحدث معهم منذ حضوره إلى قطر باللغة العربية، وهاجموه بقوة عندما أقصيت قطر من الدور الأول لكأس أمم آسيا، فقرر حينها مقاطعة الصحافة القطرية التي ساهمت في تنحية جمال بلماضي من العارضة الفنية للمنتخب العنابي.

في زمن محيي الدين خالف ورشيد مخلوفي وكمال لموي وعبد الحميد كرمالي والآخرين، لم تكن هناك تعددية إعلامية وكانت الصحافة الناطقة باسم الدولة، فكان المدرب مهما كانت جنسيته جزءا من النظام، وانتقاد أي مدرب هو تجاوز يرفض الصحافيون خوضه، ولم يكن هؤلاء يعقدون ندوات صحفية، ويجرون الحوارات مع القناة التلفزيونية الوحيدة في القطاع العام، وصحف النصر والشعب والمجاهد والهدف، فكانت العلاقة دائما بردا وسلاما على الجميع.

مقالات ذات صلة