جواهر

من حقها وليس من قلة أصلها!

نادية شريف
  • 7366
  • 37
ح.م

من الرجال وحتى أوليائهم من يعيبون على المرأة رغبتها في الاستقلال بمسكن خاص بها، مرجعين ذلك إلى عجزها عن تحمّل مسؤولياتها اتجاههم وقلة أصلها، وهذا بطبيعة الحال اتهام باطل لأن ما تطلبه من حقها، خاصة إذا كان الزوج مقتدرا وكانت تتحرج من إقامتها مع أهله ولا تستطيع أن تتصرف كما يحلو لها..

إنها كامرأة مسلمة تراعي حرمة حجابها ووجود أشخاص أجانب يطوفون من حولها، يحرم عليها أن تضع أمامهم ثيابها أو تلاعب بوجودهم زوجها، وفي اعتقادي لا توجد تعاسة في الدنيا كتعاسة زوجة تفقد حريتها على عتبة الرقابة بشأن أدق خصوصياتها..

لا يعود بإمكانها أن تلبس ما يعجب شريكها خارج حدود غرفتها التي تكون في البداية المتنفس الوحيد لها أما بعد ذلك فتتحول إلى حلبة لتصارع الأفكار حينما ينفذ صبرها ولا تطيق الاستمرار على هذا النحو الذي يضعف من عزيمتها ويكبّل كل رغبة في استحداث أمور تضفي السعادة على حياتها..

إنها تموت ببطء ولا تجد من يفهمها، إذ حتى زوجها الذي تفكر في إسعاده كما يجب بعيدا عن الأعين المتجسسة تجده يلومها على أهم حق من حقوقها وثور في وجهها وكأنها تطلب الحرام أو تريد ذلك فقط من أجل نفسها!!!

ماذا يحصل يا ترى إن استقلت المرأة عن أهل زوجها ببيتها، ورتبت أمورها بالطريقة التي تريحها دون أن تضطر لوضع فلان وعلان في الحسبان ودون أن يتعكر صفو مزاجها؟ هل تسقط السماء على الأرض إن حصلت على حقها واستمتعت بجزء يسير من حريتها؟ أليست هذه الخطوة التي تتمناها كل زوجة ترفض الحصار هي البداية السعيدة لمؤسسة شراكة لا تحتمل أكثر من اثنين من مهمة إدارتها؟!

مقالات ذات صلة