رياضة

من زيدان إلى فقير..

ياسين معلومي
  • 5859
  • 8

لا يزال نبيل فقير، ذو الأصول الجزائرية، يصنع الحدث في كل وسائل الإعلام بخصوص موضوع التحاقه بالمنتخب الجزائري من عدمه، والضغوط التي يتلقاها اللاعب من محيطه للالتحاق بالمنتخب الفرنسي نظرا إلى الموهبة الكروية الكبيرة التي يمتاز بها، والتي جعلت بعض الأندية الكبيرة تتهافت إلى جلبه، غير أنه لم يقرر”علانية” المنتخب الذي يلعب له مستقبلا بالرغم من أنه اختار وجهته المستقبلية “في الخفاء”، حيث فضل كتمها وعدم البوح بها تفاديا لأي مشاكل متوقعة، سواء مع فريقه ليون الفرنسي أم مقربيه الذين يريدون التأثير عليه للعب لأحد المنتخبين.

 لقد عمل الاتحاد الجزائري لكرة القدم في السنوات الأخيرة على استقدام عدد كبير من اللاعبين مزدوجي الجنسية لتدعيم المنتخب الوطني. سياسة انتهجتها اتحاديتنا بعد أن عجزت كل الأندية الجزائرية عن تكوين لاعبين يدافعون عن الألوان الوطنية، كما مكنت الجزائر من المشاركة مرتين في نهائيات كأس العالم، مصحوبة بتأهل تاريخي للدور الثاني من مونديال البرازيل.. روراوة وهيئته أصبحا يبحثان في كل حدب وصوب عن أي لاعب يستوفي شروط المستوى العالي وجلبه لتمثيل الألوان الوطنية. وكم هم كثيرون في القارة العجوز، اللاعبون ذوو الأصول الجزائرية الذين يختارون “الخضر” دون تفكير ولا مشاورة، في حين البعض الآخر، وخاصة الذين يلعبون في الأندية الكبيرة، يضعون شروطا، والبعض منها تعجيزي للالتحاق بتشكيلتنا الوطنية ويفكرون في مستقبلهم ألف مرة قبل اتخاذ القرار النهائي.

لقد عرفت السنوات الماضية رفض عدد كبير من اللاعبين الكبار مزدوجي الجنسية تقمص الألوان الوطنية، فلم يستطع المشرفون على كرتنا إقناعهم  بتقمص الزي الأخضر، والبداية كانت مع الأسطورة زين الدين زيدان و”حكايته الشهيرة مع المرحوم عبد الحميد كرمالي”، الذي اختار اللعب للديكة وتوج معهم بكأس العالم، وحذا حذوه عدد كبير من اللاعبين الذي تركوا بصتهم في مختلف الملاعب الأوروبية، على غرار  ناصري وبن زيمة وكمال مريم.. اختيارهم المنتخب الفرنسي مرده إلى ضعف إدارة منتخبنا يومها وعدم توفرها على أموال وإمكانات كبيرة قد تسيل لعابهم أو رجال أكفاء بإمكانهم التأثير عليهم وإقناعهم باللعب للجزائر، إضافة إلى العشرية السوداء التي أثرت علينا سلبا وحرمتنا من أبنائنا الذين لم يفكر البعض منهم حتى “مجرد تفكير” في الالتحاق بالنخبة الوطنية.. عقلية تغيرت كثيرا إلى درجة أن أغلب اللاعبين أصبحوا يقبلون وبسهولة كبيرة المنتخب الوطني، وحتى عملية إقناعهم أصبحت سهلة، خاصة بعد المكانة الدولية التي أصبح يحتلها الخضر والصورة الإيجابية التي أعطتها كرتنا في المحافل الدولية جعلت كل من تتاح له فرصة اللعب للمنتخب يغتنم الفرصة على الأقل للحصول على لقب “لاعب دولي” يستثمره في حياته الكروية.

الخاسر الأكبر في معادلة مزدوجي الجنسية، هم اللاعبون المحليون الذين أصبحوا خارج حسابات المدربين، الذين أشرفوا على الخضر في السنوات الأخيرة، ولم يولهم أي اهتمام إلى درجة ألا أحد أصبح يعيرهم أدنى اهتمام، وكم من لاعب محلي ذهب ضحية لا مبالاة المدرب الوطني والقائمة طويلة… سياسة جلب اللاعبين من الخارج قدر محتوم فرض علينا في وقت كانت بضاعتنا المحلية أحسن بكثير من تلك المستوردة. 

مقالات ذات صلة