الشروق العربي
التصافح والتقبيل بين الأقارب في الأسر

من علامة للاحترام إلى فتنة بين الأفراد

صالح عزوز
  • 4845
  • 6

حدث تصدع كبير داخل الكثير من الأسر، وتوترت علاقات العديد من الأفراد، ووصل الأمر إلى حد العداوة وقطع صله الرحم بينها، ويرجع هذا إلى ظاهرة التصافح والتقبيل التي تنتشر في مجتمعنا مند أزمنة بعيدة بين الأقارب والأهل، وتحديدا بين الرجال والنساء، وهي دلالة على الاحترام والتقدير بين الأشخاص في اعتقادهم، ظاهرة انقسم الرأي فيها، بين من يعتبرها من العادات السيئة التي ورثتها الأجيال جيلا عن جيل وجب تركها، وبين من يعتبرها عادة سليمة لا تضر، وجب الحفاظ عليها للحفاظ على الترابط الأسري، أما الوقوف عند هذه التفاصيل وتحريمها فهو أمر مبالغ فيه لا أكثر ولا أقل.

شباب يرونها ظاهرة منافية للشرع والأخلاق وأباء يعتبرونها  تمردا على العادات..

وقفنا على الكثير من القصص والحكايات التي عقّدت العلاقات الأسرية وأحدثت الفرقة والتنافر بينها، ووصل الحال عند بعض الأفراد إلى هجرة كل من لا يقبل تصافح وتقبيل أهله أو العكس، والامتناع عن هذه الحركة البسيطة أحدث تشققا كبيرا في العلاقات بين الأسر في رأيهم، بالإضافة إلى أنها ليست من العادات التي تسيء إلى الأخلاق أو الدين مادامت أنها تكون بين الأقربين وليس مع الغرباء، لكن للأسف الكثير من الشباب أساء ترجمتها فقط، فكيف يرفض الواحد منهم تقبيل أو التصافح مع زوجة الأخ، أو بنت الخالة أو بنت العمة، وهو فعل غريب في اعتقادهم، وتحريم هذه العادات التي تدل على الاحترام بين الأشخاص، هو أمر مبالغ فيه، بل تمرد على العادات والتقاليد التي نشأت عليها الكثير من الأسر، بعيدا عن الأهواء والوسوسة على حد تعبيرهم، ولا يمكن تركها بحال من الأحوال.

في حين نجد على الطرف النقيض، من يعتبرها من العادات والسلوكات القبيحة التي تربى عليها الكثير من الأشخاص، يجب أن ينتبه إليها الأفراد اليوم، بل يجب تركها  كلية، صحيح هي من العادات التي ورثها الكثير في مجتمعنا، لكن يجب أن نتجنبها، لأنها تنافي الشرع، وهي من القضايا التي  فصل فيها مند زمن بعبد ولا تحتاج إلى نقاش أو دليل، وبالرغم هذا، فإننا نلاحظ أن الآباء والأمهات خاصة متمسكون بهذه التقاليد حتى ولو كانت تنافي الأخلاق والدين وهو أمر عجيب، فلمس اليد أو التقبيل المبالغ فيه كما نراه في الكثير من المناطق في الجزائر، قد يؤدي إلى أمور أخرى تمس العلاقات الأسرية بالسوء، ويوقع الكثير من الأفراد في الحرام، وهي من الأشياء التي لا ينتبه إليها الكثير منا، ويعتبرها مجرد أمور بسيطة، لكنها في الحقيقة توصل إلى أبواب الشبهات من أقرب الطرق.

الطرد… لمن يعتذر عن التصافح أو التقبيل

وصل الحد عند الكثير من الأفراد، إلى طرد أحد من أقربائه وهجره، حتى ولو كان ابن أخته أو ابن أخيه أو ابن عمه وغيرهم من المحارم، لأنه اعتذر على عدم التصافح مع نساء البيت، وأقسم على عدم التواصل معه مادام على هذا التفكير، فمن لا يقبل التصافح مع خالته أو بنت خالته أو بنت عمه هو إنسان غير طبيعي في نظره، وجب طرده من كامل العائلة وعدم الحديث إليه حتى يتوب عن هذا الأمر حد قوله.

بين هذا وذاك، أوصلت هذه الحركة البسيطة الكثير من الأسر إلى الفراق مند سنين، وتحولت هذه العادة التي كانت تعتبر فيما مضى علامة للاحترام إلى فتنة زرعت الشقاق بين الأسر.

مقالات ذات صلة