رياضة
نور الدين زكري لـ"الشروق":

من نصّبوا ماجر مدربا لم ينتقموا من روراوة بل من الجزائر

الشروق أونلاين
  • 16757
  • 40
ح.م
نور الدين زكري

انتقد المدرب السابق لوفاق سطيف، نور الدين زكري، قرار تعيين الدولي السابق رابح ماجر ناخبا وطنيا، على خلفية عدم امتلاك الأخير للخبرة والكفاءة التدريبية اللازمة، بالنظر لابتعاده عن ميادين التدريب لسنوات طويلة جدا.

مشيرا إلى أن قرارات الاتحاد الجزائري لكرة القدم تستند إلى “المعريفة” والمحاباة أكثر من أي شيء آخر، ولو كان ذلك على حساب مصلحة الجزائر والكرة الجزائرية، وعبر مدرب العميد السابق عن أسفه للسياسة الكروية الجزائرية المرتكزة على بيع الأوهام، مشددا على أن “الخضر” سيعودون إلى الخلف بعشرين سنة كاملة قياسا بقرارت الاتحاد الجزائري لكرة القدم.

 في البداية ماهو تعليقك على تعيين رابح ماجر ناخبا وطنيا؟

صراحة، هذا التغيير فاجأ الجميع، فأنا شخصيا وككل الجزائريين تفاجأت عندما سمعت بالخبر..صحيح أننا كنا ننتظر تعيين مدرب محلي على رأس المنتخب الوطني، لكن لم نكن نتوقع اسم رابح ماجر، لقد كان آخر اسم يمكن توقعه، لأنه لم يكن يملك أي حظوظ لتدريب “الخضر” استنادا إلى المعايير الطبيعية، فهو كان بعيدا عن الملاعب لفترة طويلة جدا تزيد عن 15 سنة، كما سبق له أن أخذ فرصته مع التشكيلة الوطنية مرتين كاملتين ولم يسجل خلاهما أي نتائج جيدة أو مميزة..مشوار ماجر كلاعب لا يمكن مناقشته أو الطعن فيه، لكن كمدرب يمكن قول الكثير لأنه يفتقد لكل الشروط اللازمة التي تنصبه ناخبا وطنيا، كما أود إضافة أشياء مهمة أخرى..

 تفضل..؟

لا يجب أن ننسى الطريقة التي غادر بها ماجر المنتخب الوطني، لقد مزق العقد الذي كان يربطه بالفاف وهو الذي كان يتضمن اسم الجزائر، هذا أمر غير مقبول لأنه أهان بذلك التصرّف الجزائر وبلدا بأكمله، كما أنه لا يملك الشهادات التدريبية اللازمة، بدليل أن رئيس الفاف السابق صرح بذلك غداة مغادرته للمنتخب الوطني، كما دعا ماجر إلى البرهنة على مستوياته التدريبية مع مختلف الأندية قبل أن يطمح لتدريب المنتخب الوطني، لكنه “تكبر” على الميادين وفضّل القيام بمهنة التحليل التلفزيوني، ما سمح له ببعث مشواره التدريبي من هذه البوابة رغم أن تحليله كان دائما متواضعا ولم يصل أبدا إلى المستوى.

البعض يرى بأن خيار زطشي جاء من منطلق الانتقام من روراوة، بدليل الأسماء الجديدة التي اختارها في المنتخب الوطني والمديرية الفنية، ما رأيك؟

صحيح، يمكن قراءة تلك المعطيات من هذه الزاوية، لكن ذلك قرار خاطئ وغير سوي، لأن التفكير بهذا المنطق لن يقنع أحدا، ما دام أن هؤلاء لا ينتقمون من روراوة بل من الجزائر..الكرة الجزائرية والمنتخب الوطني سيدفعان الثمن، فروراوة رحل لكن الجزائر والمنتخب باقيان..الجميع يدرك أن القرار الذي اتخذته الفاف بتزكية ماجر مدربا لـ”الخضر” أمر غريب وسيناريو “خيالي” لا يتوقعه حتى كاتبو سيناريوهات الأفلام الهندية، حتى هؤلاء لم يكونوا ليتوقعوا سيناريو مماثلا.

ألا ترى بأن هذا التعيين بمثابة تقديم “هدية” لجيل الثمانينيات، على اعتبار أن لاعبيه انتقدوا كثيرا “الخضر” والفاف مؤخرا؟

القنوات التلفزيونية في الجزائر جاءت بخيرها وشرّها، ومن الأشياء الجميلة أنها سمحت لنا باكتشاف شخصيات رياضية كانت كبيرة بأسمائها لكنها لا تساوي شيئا بتحليلاتها الرياضية.. تعيين هؤلاء “الأصدقاء” على رأس المنتخب الوطني والنظر إلى تحليلهم يجيب عن الكثير من الأسئلة.. بعض لاعبي جيل الثمانينيات أصابتهم الغيرة والحسد من لاعبي الجيل الحالي، بدليل أنهم يتكلمون مرارا وتكرارا عن ماضيهم الكروي والتركيز على عامل أنهم لعبوا من دون مقابل ومن أجل العلم الجزائري على عكس لاعبي الجيل الحالي، الذين يستفيدون من الأموال والامتيازات رغم أنهم يدركون جيدا بأن الأمور تغيّرت كثيرا في كرة القدم العالمية، كما يجب أن نذكر هؤلاء اللاعبين بأنهم هم كذلك خرجوا من الأدوار الأولى لكأس إفريقيا للأمم وتوجوا بلقب واحد سنة 1990 بفضل الأنصار ولا شيء آخر، كما أود توضيح نقطة مهمة أخرى.

ماهي..؟

ماجر كان انتقد بشدة لاعبي المنتخب الوطني، خاصة المحترفين منهم، على غرار براهيمي ومحرز وماندي ومبولحي، وأنا أتساءل كيف سيقابل هؤلاء اللاعبين مستقبلا وكيف سيتعامل معهم..الامتحان سيكون عسيرا عليهم، كما أتساءل أيضا كيف لإيغيل ومناد أن يقبلا العمل كمساعدين لماجر وهما يملكان خبرة أكبر منه والشهادات التدريبية اللازمة.

  البعض يعتبر بأن تعيين هذا الثلاثي على رأس المنتخب، قضى على أحلام المدربين الشباب في الكرة الجزائرية؟

بالطبع.. هذه إهانة للجيل الجديد من المدربين الجزائريين الذين يعملون في الميدان ويتكوّنون يوميا وفي كل مرة، كما أنهم يقومون بالتربصات الضرورية والرسكلة اللازمة، على كل، المنتخب الوطني رهينة المعريفة لا الكفاءات، والجميع يعرف بأنه يخضع لقرارات لوبي كروي معروف تتحكم فيه المصالح الشخصية الضيقة.

  الفاف لجأت في خياراتها إلى الأسماء التي كانت معروفة بمعارضتها لروراوة، أنت كنت من هؤلاء، لكنك لست ضمن خيارات الفاف، لماذا؟

أود أن أصحح هذه الفكرة، زكري لم يكن ضد شخص روراوة بل ضد المنظومة الكروية، لم أكن ضد الشخص على الإطلاق، بل كنت أنتقد أمراض كرة القدم الجزائرية، أنا كنت أقترح الدواء لهذه الأمراض، لكن هؤلاء الذين يعتقد البعض بأنهم كانوا ضد روراوة لم يكونوا كذلك في الحقيقة، بل كانوا مشاركين معه لأنهم عملوا في هذه المنظومة..كان من المفروض أن تقوم خيارات الفاف بناء على قرارات من المديرية الفنية الوطنية، التي من المفروض أن تضم أسماء ثقيلة ومن أهل الاختصاص، وليس منحها لمدربين لم يحققوا نتائج كبيرة، فهناك مدرب عمل لسنوات مع فريق لكنه لم يفز بأي لقب.. هذه جزئيات مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار إن أردنا أن نبني منتخبا وطنيا كبيرا. 

لقد عارضت المدرب الأجنبي والآن تعارض خيار المدرب المحلي، لماذا وماهو الخيار الذي سيقنعك؟

أنا أعارض الطريقة التي يتم بها اختيار هذه الأسماء، لأنه من المفروض أن تقوم بذلك مديرية ولجنة فنية قوية لا الإداريون، أنا ضد العشوائية والفوضى في اختيار مدربي المنتخبات الوطنية..ماجر اختاره مسيّر ولم يكن الاختيار قرارا فنيا بحثا، في وقت يدرك فيه العارفون بخبايا كرة القدم بأن قرارات مماثلة يجب أن تستند إلى السيرة الذاتية والخبرة الميدانية.

 كيف ترى مستقبل “الخضر” في ظل هذه المعطيات؟

عن أي مستقبل سنتحدث..قلتها وأكرّرها سنعود 20 سنة إلى الوراء، لأن الفكر الكروي في الجزائر متوقف في سنة 1982، وهؤلاء لا يدركون بأننا في سنة 2017 وبأن معطيات كثيرة تغيّرت في كرة القدم العالمية وبـ360 درجة، كرة القدم تطوّرت في كل الميادين، فأنا مثلا لما تخرجت في سنة 2001 وبعدما قمت بتربص آخر في 2009 وقفت على تغير عدة أمور ومعطيات، وعليه أبقى أصر على القيام بالرسكلة اللازمة وفي كل مرة حتى لا أبقى بعيدا عن الواقع..بالنسبة لي المستقبل لن يكون أحسن لأن مسؤولي كرة القدم الجزائرية يحرصون على بيع الأوهام وهندسة المسرحيات فقط. 

الفاف خسرت الكثير بفسخ عقد ألكاراز، ما تعليقك؟

هذه الخسارة خسارة للجزائر وليست للفاف، خاصة في زمن التقشف، كان على أعضاء المكتب الفيدرالي الذين اختاروا هذا المدرب ثم قرّروا تنحيته، التكفل شخصيا بدفع التعويضات المالية اللازمة له وليس من خزينة الفاف. الفاف أثرت على الجزائريين معنويا وماديا باختيار مدرب نكرة كألكاراز الذي أعاد المنتخب الجزائري 20 مركزا إلى الخلف..البعض كان يتوقع أن يتنازل هذا المدرب عن بعض تعويضاته، لكن كنت على يقين بأنه سيرفض ذلك وهذه طبيعة المدربين الأوروبيين الذين لا يتنازلون عن حقوقهم.

لقد انتقدت كثيرا كرة القدم الجزائرية، هل أنت مستعد للعمل في الجزائر؟

لم لا..أنا متفتح لجميع العروض، أشترط فقط العمل وفق مشروع رياضي واضح المعالم، فأنا أفضل أن أكون صاحب المشروع الفني وليس أي شخص آخر وأن أحصل على الدعم المعنوي اللازم لأنه هذا مهم في تجربة أي مدرب..أما بالنسبة للمنتخب الوطني فإني أعتبر هذه المهمة تكليفا وليس تشريفا، وأتمنى أن أحصل عليها من هذا المنطلق وليس بأي طريقة أخرى.

هل تتابع مباريات البطولة وما رأيك في نتائج فريقك السابق مولودية الجزائر؟

لقد شاهدت بعض المباريات، لا يوجد مستوى فني كبير وهناك تذبذب في النتائج، أما بخصوص المولودية فأنا متأسف لوضعيتها لأنها ضيعت كأس الكاف وسجلت نتائج سلبية في البطولة، إنها تعاني في البطولة من خلال حصدها لست نقاط من أصل 18 ممكنة، في وقت هناك شركة عظيمة وراءها وفّرت لها كل الإمكانات المادية اللازمة للنجاح، لكن للأسف المشروع الرياضي غائب. 

البعض أرجع ذلك إلى المدرب الفرنسي كازوني؟

الجميع يعرف بأن مشوار هذا المدرب كان فاشلا والدليل ما سجله في الأندية العربية التي دربها..أنصار المولودية نادمون على اختيار هذا المدرب دون شك، لأن فريقهم من المفروض أن يلعب على الألقاب، لكن للأسف الاختيار كان عشوائيا وضد رغبة أنصار المولودية، الذين طالبوا مرارا بعودتي إلى مقاليد العارضة الفنية لمولودية الجزائر.

بماذا تفسّر “تغييبك” عن الساحة الكروية الجزائرية؟

في فترة سابقة كان البعض يقول بأن روراوة هو من وقف وراء عدم تدريبي في الجزائر وحتى في بعض الأندية خارج الجزائر، إلى درجة أنهم كانوا يؤكدون بأنه كان يتصل بالأندية من أجل عدم التعاقد معي، لكن هذه الحجة سقطت الآن، لكن بعض الرؤساء يرفضون العمل مع مدرب يتكلم ويعمل وفق فلسفته دون الاستماع إلى آرائهم، هم يحبون من يطبق تعليماتهم وهذا الأمر لا ينطبق عليّ.. صراحة لا أدري ما يخيفهم من مسألة التعامل مع مدرب يطلب منهم الورقة البيضاء ويتحمّل لوحده مسؤولية الإخفاق، كما أود أن أوضح الصورة بخصوص هذه القضية..

كلمة أخيرة؟

أود أن أوضح بأنه ليس لي أي خلاف شخصي مع ماجر ولا مناد ولا إيغيل ولا سعدان ولا شارف، وإذا كنت انتقدت هؤلاء في هذا الحوار فهذا بعيد عن الجوانب الشخصية وهو مرتكز على أمور فنية وفقط، كما أود أن أوضح بأنني لا أمتلك أي حساب شخصي على الفايسبوك وكل حساب باسمي هو انتحال لشخصي، لأنني شخص أواجه الأشخاص والمسؤولين، ولأنني أحب وطني وتهمّني بلادي، المهم أن ضميري مرتاح وهذا هو المهم.

مقالات ذات صلة