الرأي

من يتحرش بمن؟

عمار يزلي
  • 4153
  • 0

ترسانة من القوانين تهيئ لردع المواطن من الآن فنازلا، تفاديا لأي انزلاق من الآن فصاعدا! من قانون تجريم التحرش (والترشح) إلى التحرش بأصحاب الدراجات النارية، يمر المواطن هذه الأيام ومع الأشهر القادمة بحملة “تجفيف” منابع عنف الشعب، بعد عنف الأسعار التي سوف تعسر على المواطن حياته التي حلم بها قبل عهدتين! من الآن، كل من يتحرك، سيجد نفسه معرضا لضرب عرض الحائط به! جنرالا كان أم فأرا أم حمارا! فلا عجب إذا ما أصدرنا قانونا يجرم الحمار الذي يحمل “الأصفارا” في الدراسة، باعتباره حمارا يجر العربة وسط شوارع المدن الجزائرية المعربة!

نمت على هذا القلق الداخلي، لأجد نفسي راكبا على دراجة نارية، لا يوجد بها إلا مقود وعجلتان وشبه محرك، و”شاطما” محشوشة الفواهة تحدث زعيقا وصوتا أنكر من صوت البرلمان! الله غالب هذا ما عندي! ما عندي “كاصك ولا بيرمي”! ما عندي بطاقة “كارط قريز” ما عندي “أصورانص”! الضامن هو لله! لقد تعودنا على هذا منذ الاستقلال! كيف لي اليوم أن أغير العقلية وأحترم القانون! نحن والقانون هكذا! (أشير بالسبابتين معقوفتين ومتجاذبتين !). لما أوقفني الشرطي وطلب “وثائق الطيارة”! قلت له: آآه! وثائق الطيارة! قال لي: نعم! راك تطير! راك ماشي و”تطرطر” علينا وعلى عباد الله الصالحين! قلت له: دائما نفوت عليك “نطرطر” وعمرك وقفتني وقلت لي واش هذا “الطرطارة”! قال لي: بركاك من “الطرطرة”، و”فرياطتك” محجوزة و”بلاصتها” في المقبرة.

عدت للبيت غضبانا أسفا، لتستقبلني زوجتي عند الباب: ياك مانسيت اللحم والخبز والحليب! دروك تولي تجيبهم! قلت لها: يا امرأة اتق الله، راني عاد ندخل! قالت لي:”الديكا” اللي جابتك تديكا! قلت لها: لاموطو؟! درك نضربك “نريفورميك” “صان بورصان”! لاموطو! اللي عنده اليوم “لاموطو”، راها “موطو” خير من (عيسى) “حياطو”! وسعني..ما ناكلش! تاكلوا الرهج! ورحت أهم بصفعها، قبل أن تقول لي: أسمع، راني نتبع في الأخبار، هذا تحرش ومحاولة تعنيف! والله غير نباصيك! قلت لها: والله غاية! هذا حق اللي ما قراش ويدي وحدة “قارية” (على روحها)! قالت لي: روح “تقرا”! شكون اللي منعك ما “تقراش”!. كتمت غيظي ودخلت بيت الماء، وأنا أجر ورائي حملة مسعورة من النباح والعياط والزعاق والتنقريش وتشراك الفم ولا حول ولا قوة إلا بالله! الحكومة تتحرش بنا وحنا تمنعنا من “الترشح”! والله غير ذل ما بعده مذلول!

 لم أذق طعم الهناء من صوتها وزعيقها قبل أن أعيد الكرة وأخرج بالقفة مشيا على الأقدام لأشتري لها ما ترهج هي وأبناءها! أما أنا، من هنا ما يفوتش! غصة الشرطي المغصص وغصة زوجتي المختصة في التغصاص!

خرجت لأجد الناس ينظرون إلي ويبتعدون من طريقي: ما بال الناس؟ واش بيمات يماه هذا الشعب؟ عمره ما شاف راجل يصرف على رجليه؟ لاموطو ومرطو هما سباب سخطو! رحت أقول لهم: شوفوا شوفوا؟ ما عجبتكمش؟ درك تشوفوا! كيما راكم، غدوة تذوقوا اللي ذوقوهولي اليوم! قاع تجربوا وقاع تندمو! تستشفاو في اللي راني نمشي “آبيي”؟ طرطارة كبرتوها في؟ درك تعرفوا الطرطير كي داير لما يبدا الشلق يطير!

عندما عدت للبيت، صرخ كل من رآني بمن فيهم المتحرشة بي زوجتي: ويلي على الراجل هبل، خرج عريان!

وأفيق أرتجف بردا بعد أن سقط الفراش عني والذي كان من الاستقلال يدفئني!

مقالات ذات صلة