-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مهرجان تيمقاد.. حتى ختامها لم يكن مسكا

الشروق أونلاين
  • 3014
  • 0
مهرجان تيمقاد.. حتى ختامها لم يكن مسكا

اجتمعت ظروف متعددة هذا العام جعلت من مهرجان تيمڤاد المسمى (دولي) يخرج للوجود أعرج ويعجز عن التميز عن الطبعات السابقة.. إن لم نقل أنه سجل من خلالها تراجعا في كثير من النواحي التنظيمية والفنية. وجاء حفل الاختتام لينهي حالة (حمل) غير سليمة قد تكون (الأزمة) التي‮ ‬من‮ ‬المفروض‮ ‬أن‮ ‬تلد‮ (‬همة‮) ‬الطبعات‮ ‬اللاحقة‮.‬‮ ‬بعثة‮ ‬الشروق‮ ‬اليومي
ففي أجواء حرب لبنان وأحزان فنية بفقدان الهاشمي ڤروابي ظهر حفل الاختتام (بائسا) إذا ما قورن بخواتم المهرجان في طبعاته الثماني السابقة وتميز بتقديم طبق واحد تمثل في المطرب المصري إيهاب توفيق الذي وعد منذ أن وطأت قدماه باتنة بمفاجآت أكدتها مقدمة حفلة الاختتام ليعود إلى نغاته السابقة “حبيبي وسحراني ليل ونهار وتترجى فيا” وحتى مفاجأته “إعادته لأغنية أحلف بسماها وترابها لعبد الحليم حافظ” مرت دون أن تفاجئ أحدا، خاصة أن هذه الأغنية التي لحنها بليغ وكتبها الابندوي لم تساير الحدث اللبناني الأليم لانها تمجد مصر (من دون مناسبة)، مع العلم أن إيهاب توفيق شارك للمرة الرابعة في فعاليات تيمڤاد كنجم ثانوي ولم يتشرف أبدا بالاختتام الذي ترك في سنوات سابقة لكاظم في قمة شهرته والثنائي أصالة وصابر الرباعي في أوج نجاحاتهما، إضافة إلى أن المهرجان قفز على ذكرى الاستقلال التي تركها لمهرجان‮ (‬الموسيقى‮ ‬الحالية‮) ‬ووأد‮ ‬حفلات‮ ‬الاختتام‮ ‬المراطونية‮ ‬التي‮ ‬تتواصل‮ (‬كوكتيلا‮) ‬إلى‮ ‬غاية‮ ‬إشعاعات‮ ‬الفجر‮ ‬الأولى‮.‬

المهرجان أكد (يقينا) لم يعد يحتاج إلى تأكيد وهو أن السميع الجزائري لا يجد نفسه إلا مع الأنغام المشرقية برغم المناشير التي وزعها (عروشيو) المنطقة يطالبون بأمازيغية المهرجان وإغلاق الباب في وجه (عروبيته). وقد لاحظنا هجوما كاسحا من أبناء بجاية وتيزي وزو على ركح‮ ‬المهرجان‮ ‬خلال‮ ‬السهرات‮ ‬العربية‮ ‬بالخصوص‮ ‬وهي‮ ‬السهرات‮ ‬الأكثر‮ ‬تتبعا‮ ‬من‮ ‬الآلاف‮ ‬من‮ ‬المتفرجين‮ ‬6000 ‮.‬

غيابات بالجملة بأسباب مختلفة نعيمة عبابسة ويوسفي توفيق وهيام يونس وتبخر مشاركة لطيفة العرفاوي وأنغام وجورج وسوف قبل البدء جعل من مشاركة الهواة (وهيبة مهدي ونصر الدين حوحش وكريمة يحياوي وريم حقيقي وسماح عقلة وياسمين حاج ناصر) تتحول إلى حدث (غير مرغوب فيه)، عندما‮ ‬فاق‮ ‬صوت‮ ‬صفير‮ ‬الجمهور‮ ‬حنجرة‮ ‬الفنان‮.. ‬بل‮ ‬وانتقل‮ ‬الصفير‮ ‬إلى‮ ‬شتم‮ ‬مما‮ ‬جعل‮ (‬ياسمين‮) ‬مثلا‮ ‬تقول‮ ‬إنها‮ ‬ندمت‮ ‬بقبولها‮ ‬الغناء‮ ‬أمام‮ ‬جمهور‮ ‬يبدو‮ ‬أنه‮ ‬لا‮ ‬يقبل‮ ‬إلا‮ ‬بالأسماء‮ ‬المعروفة‮.‬

أما تكريمية الهاشمي ڤروابي فجاءت ارتجالية ونشطها فنانون غير (ڤروابيين) مثل العماري وأحمد تومي والشاب عقيل وفي المقابل ابتهج الجمهور في حفلات هواري دوفان وأصالة ونجوى كرم وإيهاب توفيق ولكنه لم يرتو، ويبقي عطشانا إلى آخر نفس من المهرجان الذي سينساه الجمهور بسرعة‮ ‬إن‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬قد‮ ‬فعل‮ ‬مع‮ ‬آخر‮ ‬أغنية‮ ‬لإيهاب‮ ‬توفيق‮.‬

7‮ ‬مليارات‮ ‬و300‮ ‬مليون‮!‬
إذا كانت كل مهرجانات العالم قد تحولت إلى الانتاج بدل الاستهلاك من خلال بيع منتوجها وأرباحها الكبرى في جني أموال الإشهار وحقوق البث ودخول المتفرجين، فإن مهرجان تيمڤاد ما زال لوحده يبتلع المليارات من البقرة الحلوب، إذ التهم سبعة مليارات كاملة كتكاليف نقل داخلي وخارجي ومستحقات الفنانين الأجانب والجزائريين وأشياء أخرى، بينما لم تتعد مداخيله الثلاثمائة مليون في مهرجان الدخول فيه ما زال بالدعوات الطوفانية و”المعريفة” وهو ما يعني أن المهرجان لا يسترد بعد نهايته من نفقاته إلا نسبة 4٪!

مهرجان‮ ‬جميلة‮ ‬هو‮ ‬الحل
مع أن السيد لخضر بن تركي قال وكرر حتى كاد يقسم أن مهرجان تيمڤاد هو الأصل وبقية المهرجانات (فروع) إلا أننا علمنا من مصدر موثوق من المحطة الجهوية بقسنطينة أن التحضير بدأ منذ مدة لمهرجان جميلة (سطيف) والدليل على ذلك أن مدير المحطة الجهوية طلب من العمال والصحافيين والتقنيين تأجيل عطلهم السنوية إلى ما بعد موعد مهرجان جميلة، كما حضر وفد رفيع المستوى من سطيف حفل الاختتام، وكان واضحا أن أخطاء تيمڤاد لن تتكرر و(جميلة) أمامها فرصة العمر لتكون.. وهو أهم الحلول لاستفزاز مهرجان تيمڤاد وربما فرصة لظهور مهرجانات أخرى، كما‮ ‬هو‮ ‬واقع‮ ‬في‮ ‬مختلف‮ ‬البقاع،‮ ‬والاقتناع‮ ‬في‮ ‬الأخير‮ ‬بأن‮ ‬تيمڤاد‮ ‬هو‮ ‬الأم‮ ‬والبقية‮ ‬أبناء‮ ‬مشاكسون‮.‬

الخطوط‮ ‬الجوية‮ ‬من‮ ‬أسباب‮ ‬فشل‮ ‬تيمڤاد
من أهم أسباب فشل مهرجان تيمڤاد أو ربما تخلخل برمجته هو التأخرات التي تسجلها رحلات الخطوط الجوية الجزائرية التي أصبحت تزعج الفنانين الأجانب. تصوروا أن السورية أصالة نصري كان من المفروض أن تصل إلى مطار العاصمة من قسنطينة على الساعة الثانية زوالا لتتأخر إلى العاشرة ليلا وهو ما جعلها تصل إلى ركح الكازيف بعد أن نفد صبر الجمهور الذي نزل شتما على ديوان الثقافة والاعلام، كما أن رجال الأمن وجدوا أنفسهم غرقين في ساعات إضافية من العمل بسبب هذه التأخرات التي كثيرا ما تزلزل البرمجة خاصة أن المهرجان هو زمن محدود وجمهور لا يقبل الأعذار. وللأسف فإن الحكاية تتكرر كل سنة، وإيهاب توفيق أجبر فجر أمس (الرابعة صباحا) على التنقل برا من باتنة إلى سطيف لامتطاء طائرة لم تطر للأسف في موعدها، كما أن بعض إطارات ديوان الثقافة والاعلام وجدوا أنفسهم مجبرين على المبيت في المطار بفعل هذه الفوضى‮ ‬في‮ ‬الرحلات‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!