الجزائر
الإنفلونزا تُرعب المواطنين وتدفعهم إلى الاحتياط

مواطنون‮ ‬يتجولون بالأقنعة الطبية في‮ ‬وهران‮!‬

الشروق أونلاين
  • 3937
  • 8
ح.م

خلقت حادثة هلاك مواطنين بأنفلونزا خطيرة،‮ ‬لم‮ ‬يحدد بعد نوعها على مستوى المصالح الإستشفائية بوهران،‮ ‬حالة من الرعب والهلع وسط السكان جعلتهم لا‮ ‬يثقون كثيرا في‮ ‬الخطابات الرسمية التي‮ ‬تقلل من هول الفاجعة‮. ‬وتؤكد أن كل هذه الوفيات لا تعدو أن تكون زكاما حادا وأنفلونزا موسمية،‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬يعرف الجميع أن الأنفلونزا لم تكن تقتل في‮ ‬الجزائر،‮ ‬حسب ما‮ ‬يبينه لنا هذا الاستطلاع الذي‮ ‬أجرته‮ “‬الشروق‮”.‬

دفع تفشي‮ ‬الفيروس المعدي‮ ‬بالعديد من المواطنين إلى الالتزام باحتياطات وقائية مشددة في‮ ‬مقدمتها تحاشي‮ ‬الأماكن العامة من مقاه وأسواق،‮ ‬كما صار البعض‮ ‬يتحاشى حتى المساجد،‮ ‬حيث‮ ‬يذكر في‮ ‬هذا السياق عمي‮ ‬محمد القاطن بحي‮ ‬إيسطو بوهران أنه قرر تأدية صلاته في‮ ‬بيته على الأقل لغاية انتهاء فصل الشتاء،‮ ‬والسبب أنه صار‮ ‬ينزعج من كثرة المصلين الذين‮ ‬يعانون من الأنفلونزا الحادة،‮ ‬وكما قال‮: “‬من المفروض أن‮ ‬يمكث المريض بالأنفلونزا في‮ ‬بيته،‮ ‬ولا‮ ‬يعود للمسجد إلا بعد شفائه حتى‮ ‬يتقي‮ ‬الناس شر العدوى،‮ ‬لأن الدين‮ ‬يسر ولا‮ ‬يصح أن‮ ‬يتعمد المرء نقل الداء لإخوانه المسلمين،‮ ‬وهي‮ ‬نفسها النظرية التي‮ ‬وافقه عليها إمام المسجد الذي‮ ‬نصح المصابين بفيروس الأنفلونزا،‮ ‬بالبقاء في‮ ‬منازلهم لغاية تماثلهم للشفاء درءا لاستفحال الداء‮”‬

 

مواطنون لا‮ ‬يتجوَلون بالأماكن العامة إلا بالأقنعة الطبية

من جهتها،‮ ‬فضلت صورية وهي‮ ‬موظفة تقطن بمنطقة سيدي‮ ‬معروف أن ترتدي‮ ‬القناع الطبي‮ ‬كلما صعدت الحافلة لمنع وصول العدوى إليها،‮ ‬وهي‮ ‬العدوى التي‮ ‬تحولت في‮ ‬الفترة الأخيرة إلى بعبع شغل كل الناس،‮ ‬وجعلهم‮ ‬يتجندون لمقاومة الداء خاصة بعد توالي‮ ‬حالات الوفاة الخاصة بالمصابين بالإنفلونزا،‮ ‬وهي‮ ‬نفسها الفكرة التي‮ ‬أشارت إليها صيدلية،‮ ‬حيث أكدت أن الإقبال صار كبيرا على الكمامات الطبية التي‮ ‬توضع على الأنف،‮ ‬وهو ما‮ ‬يؤكد مدى التخوفات الكبيرة من طرف المواطنين من تفشي‮ ‬الداء المعدي‮ ‬لاسيما بالأماكن العامة‮.‬

 

مسافرون‮ ‬يرغمون مصابا على النزول من الحافلة

مجمل المواطنين الذين شملهم،‮ ‬هذا الاستطلاع من طلبة في‮ ‬جامعة محمد بوضياف بوهران،‮ ‬ومواطنين من مستعملي‮ ‬الحافلات والترامواي‮ ‬ورواد المساجد والمقاهي‮ ‬أجمعوا على ضرورة تنوير الرأي‮ ‬العام،‮ ‬بالمعلومات الدقيقة وأكدوا أنهم صاروا لا‮ ‬يثقون كثيرا في‮ ‬تصريحات المسؤولين على الصحة الذين‮ ‬يصنفون دوما تلك الإصابات المشبوهة والقاتلة في‮ ‬خانة العادي‮ ‬جدا،‮ ‬وأنها مجرد أنفلونزا موسمية،‮ ‬كما أن الشخص الذي‮ ‬قد تظهر عليه علامات المرض مثل السعال والعطس صار‮ ‬غير مرغوب فيه،‮ ‬بالأماكن العامة،‮ ‬وفي‮ ‬هذا السياق أكد لطفي‮ ‬وهو طالب جامعي‮ ‬أنه وقف على حادثة‮ ‬غريبة هذه الأيام،‮ ‬حين طالبت مجموعة من الركاب من احد الكهول الذي‮ ‬كان‮ ‬يعاني‮ ‬من نوبة سعال النزول من الحافلة والتوجه للطبيب،‮ ‬خشية انتقال العدوى إليهم‮.‬

 

شاب‮ ‬يصارع الموت بمصلحة الاستعجالات بسبب أنفلونزا خطيرة‮ ‬

رغم هلاك العديد من المرضى آخرهم رعية سورية بإنفلونزا حادة بمستشفى وهران،‮ ‬إلا أن الجهات الوصية على الصحة لا زالت لم تواجه المواطنين بحقيقة ما‮ ‬يجري،‮ ‬لأن رواية الأنفلونزا العادية لم تقنع المواطن،‮ ‬حدث هذا في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬لا زال‮ ‬يعاني‮ ‬شاب‮ ‬24‮ ‬سنة‮ ‬يقطن ببلدية قديل بمصلحة الاستعجالات الطبية،‮ ‬بعد تحويله قبل‮ ‬يومين من مستشفة المحقن إلى مستشفى بن زرجب،‮ ‬نظرا لحالته الحرجة،‮ ‬حيث أسرت مصادر مؤكدة للشروق أنه‮ ‬يحمل نفس الأعراض التي‮ ‬هلك بها المصابون السابقون،‮ ‬مما سيزيد من‮ ‬غموض الموضوع الذي‮ ‬تحول بولاية وهران حديث الساعة‮.‬

مقالات ذات صلة