الجزائر
يعقمونها بالجافيل والكحول تجنبا للعدوى

مواطنون “يحرقون” الموزعات البريدية الآلية و”يتلفون” النقود!

نادية سليماني
  • 19973
  • 13
أرشيف

أضحى كثير من المواطنين يبالغون في إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، ما جعلهم يتسببون في كوارث…. فصاروا يعقمون الموزعات الآلية لسحب النقود بصب الكحول داخلها، كما شوهوا منظر العملة الوطنية الحديدية بعد إبقائها أياما في الجافيل..

تعطلت كثير من موزعات سحب النقود الآلية عبر الوطن، والسبب أن مواطنين يقومون بصب عليها الجافيل ويعقمونها بالكحول، فمثلا ببلدية القبة بالجزائر العاصمة، لطالما ارتاح قاصدو مركزها البريدي من عناء الطوابير الطويلة لسحب أموالهم، بسبب توفر موزعين آليين يشتغلان طيلة الأسبوع، ولكن مع ظهور كورونا، ولتخوف بعض المواطنين من التقاطهم العدوى، أقدموا على تعقيم آلة سحب النقود بصب الكحول عليها أو غسلها بالصابون المعقم، وآخرون يقومون بتبليل بطاقات السحب الإلكترونية بالكحول ويدخلونها بالآلة، والنتيجة احتراق موزعات سحب النقود، وعاد المواطنون للطوابير في ذروة انتشار كورونا.

وحسب موظف ببريد القبة، فإن حدوث عطل صغير في موزعات سحب النقود، يكلف الدولة أكثر من 30 مليون سنتيم لإصلاحه. وحسبه، يكفي أن يغسل أو يعقم المواطن يديه قبل سحب النقود من الموزع الآلي وبعدها، لحماية نفسه من العدوى، أو استعمال منديل ورقي ثم رميه.

كما تشوهت العملة الوطنية الحديدية، فكثير منها محيت صورها بالكامل أو تحولت إلى اللون الأسود، بسبب إبقائها مدة طويلة بالماء والجافيل. وهو السلوك الذي يقوم به التجار وأصحاب المحلات وحتى المواطنون.

ويرى أستاذ الاقتصاد، بوجمعة رويبح لـ”الشروق” أن إتلاف العملة الوطنية سيكلف الدولة الكثير، في ظل ما ستعانيه الخزينة العمومية من أعباء بعد انحسار وباء كورونا، داعيا التجار والمتعاملين الاقتصاديين إلى الحفاظ على الأموال في ظل وجود طرق آمنة لتعقيمها دون إلحاق أضرار بها، وأضاف “كنا قديما نشكو من اهتراء العملة الوطنية الورقية، فأتلفنا حتى الحديدية منها”.

مقالات ذات صلة