الجزائر
أسعارها تواصل الالتهاب في شهر رمضان

مواطنون يشترون الخضر والفواكه بـ “الحبّة”

نسيم عليوة
  • 8198
  • 7
أرشيف

أجمع العديد من تجار الخضر والفواكه بسوق الجملة في بلدية شلغوم العيد، جنوب ميلة، وكذا محلات البيع بالتجزئة، على أن أزمة التهاب الأسعار لها أسبابها، منها أن هذه الفترة تتزامن مع نقص الإنتاج الموسمي عبر مختلف المزارع.

فمثلا، أزمة البطاطا التي تطرقت إليها “الشروق” في عدد سابق، سببها تراجع العشرات من منتجيها في الجهة الجنوبية لولاية ميلة عن زراعتها، بسبب مشاكل التخزين، حيث وصل سعرها العام الفارط والذي قبله إلى حدود 10 دنانير في سوق الجملة، ولا أحد يشتريها.

وبسبب الخسائر التي تكبدها الفلاحون، قرروا تغيير النشاط، إضافة إلى أن البطاطا المغروسة في التلاغمة ووادي سقان وغيرها ستنضج شهر جوان القادم، والموجودة اليوم في الأسواق هي بطاطا قادمة من ولاية سكيكدة. ولهذا، كثر الطلب ونقص العرض، إلا أن المشكل تجاوز العديد من الخضروات. ففي جولة لـ”الشروق” عبر مختلف المحلات، وصل سعر الخيار إلى 150 دج والطماطم 140 دج والخس 140 دج.. ويقول أحد التجار إن البيع شحيح جدا، والمواطن أصبح يستغني عن الخس والخيار في مائدته.

ويعلق أحد التجار بقوله: “منذ 30 سنة، وأنا أمتهن بيع الخضر والفواكه، إلا أن الأزمة التي عشناها هذه السنة وخلال رمضان الجاري لم أر مثلها أبدا، حتى في سنوات التسعينيات، لم نعش ظروفا صعبة كهذه”. ونحن في المحل نتبادل أطراف الحديث، دخل مواطن وطلب 6 حبات فرولة، وراح التاجر يزن له الفراولة، سألنا المواطن: كيف وصل بك الأمر إلى اقتناء 6 حبات فراولة تباع بـ 350 دج للكيلوغرام؟ فقال: “أنا موظف، وراتبي بسيط، والأولاد اشتهوا أكل الفراولة، ولم أرد أن أردهم، فاشتريت 6 حبات، حبة لكل فرد من العائلة، ونفس الأمر بالنسبة إلى الموز والتفاح والتمر وغيرها”..

هذه الأزمة أدخلت الأسرة الميلية في ضغط رهيب، بسبب التهاب الأسعار، التي كانت في الأعوام السابقة تتراجع بعد الأسبوع الأول من رمضان، إلا أنها، خلال هذه السنة، مرت 20 يوما والأسعار في تزايد، حيث قفز سعر الموز إلى 350 دج، بعدما كان قبل رمضان بـ 200 دج، والتفاح بـ 650 دج، وحتى البطيخ بـ 160 دج للكلغ والدلاع 140 دج، ما جعل التجار يلجؤون إلى تقطيع حبة الدلاع على 8 قطع.. ورغم هذا، فإن عملية البيع والشراء محتشمة.

من جهتها، ارتفعت أسعار اللحوم إلى حدود قياسية، فالدجاج وصل سعره إلى 450 دج للكلغ، واللحوم الحمراء حدث ولا حرج، وذلك راجع حسب مربي الدواجن والمواشي والعجول إلى الارتفاع الرهيب لسعر العلف، فأعلاف الدواجن وصلت حدود 7000 دج للقنطار والنخالة 5000 دج.

من جهة أخرى، ظلت أسواق الرحمة المفتوحة عبر كبريات بلديات ولاية ميلة، كشلغوم العيد وميلة وفرجيوة، خاوية على عروشها، سواء من السلع أم حتى من المشتري الذي أصبح يحسب ألف حساب قبل أن يخرج إلى السوق، ومنهم من تشاجر مع زوجته بسبب كمية من الزيت تم استعمالها في غير محلها، مثلما حدث مؤخرا بدائرة وادي النجاء، أين حمل أحد المواطنين قارورة زيت المائدة فارغة في كيس وخرج يبحث عمن يعطيه كأس زيت لإعداد الفطور.

مقالات ذات صلة