-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رغم المخاطر الصحية

مواطنون يلجؤون إلى المذابح السرية لمواجهة الغلاء

سيد أحمد فلاحي
  • 668
  • 0
مواطنون يلجؤون إلى المذابح السرية لمواجهة الغلاء
أرشيف

لم يترك التهاب أسعار اللحوم الحمراء عبر القصابات والأسواق اليومية بوهران، فرصة للمواطن من أجل التفكير مليا في صحته وسلامته، والدليل أنه صار يبحث عن المذابح السرية وغير الشرعية من أجل اقتناء ما اشتهاه لأيام، بسبب الغلاء، والعيّنة من حاسي بونيف وسوق دوار بوجمعة، هناك تسقط كل القواعد وتختفي القوانين، الكل يبيع كما يحلو له، لا مكان للرقابة، مستودعات تحوّلت لمحلات يمكنك أن تشاهد عملية الذبح على المباشر، مواش معلقة وأخرى تنتظر الذبح، حركة وجلبة أمام الطريق الرئيسي، سيارات تركن في أي زاوية، مسببة اختناقا رهيبا في حركة المرور، عائلات بأكملها تتجول بين جنبات السوق الفوضوية، حتى الأطفال وكبار السن حاضرون، من أجل الحصول على لحوم حمراء بأسعار منخفضة.

وقد كانت لنا فرصة التجوّل في هذا الصرح التجاري القديم، فهو حسب ما أكده لنا أحد المتجولين طوق نجاة المعوزين والفقراء، كيف لا وهو الذي يمكنه أن يوفر لهم لحوما حمراء بأسعار في المتناول، وحتى ما تعلق بأحشاء الخروف التي يطلق على تسميتها بالغرب الجزائري بالدوارة التي يكثر التهافت عليها خلال شهر رمضان، يمكن الحصول عليها مقابل 500 دينار للكلغ فقط، بينما تروّج في المحلات النظامية بـ800 إلى ألف دينار، في حين الكبد لا يتعدى سعره 2400 دج للكلغ في حين يتجاوز 3500 دج في القصابات، وهو الفارق الذي بات يشجع أكثر على زيارة السوق الفوضوية، من أجل التزوّد باللحوم الحمراء التي غابت هذا الموسم عن موائد الصائمين بسبب غلائها، حيث تعدت الألفي دينار للكلغ في بعض القصابات، وهو سعر ليس بالمتناول ولا يقدر عليه سوى الأغنياء.

أما عن شروط الذبح والنظافة، صرح لنا أحد الباعة، أن السوق مظلومة من طرف الجميع ويتهمونها بترويج الأمراض وشتى الأخطار، لكن في الواقع هي سوق رحيمة بزبائنها ولم يعد يقتصر الأمر على الفقراء ومتوسطي الدخل فقط، بل شهدت السنوات الأخيرة منافسة الأثرياء لهم، وهو ما تعكسه السيارات الفخمة التي تركن أمام المحلات كل يوم، معتبرا أن الفرق الوحيد، حسب زعمه، هو عدم وجود دمغة البيطري فقط، لكن هذا لا يعني أن الماشية مريضة أو غير ملائمة، بل يتم التفريق بين السليمة والمريضة بحكم الخبرة، وهو ما يتجلى في مذاق اللحوم التي لا تختلف عن تلك المتواجدة بالقصابات النظامية يقول المتحدث.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!