الجزائر
تكفلوا بوقود الآليات وإطعام سائقيها

مواطنون ينتفضون ضد والي المسيلة بسبب العيّاشي!

أحمد قرطي
  • 15242
  • 24
ح.م
عياش محجوبي رحمه الله

شغلت قضية سقوط الشاب العياشي محجوبي، الرأي العام الوطني وتحولت إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام وألهبت مواقع التواصل الاجتماعي منذ منتصف نهار الثلاثاء إلى غاية أمسية السبت، ولم تتمكن، إلى غاية كتابة هذه السطور، فرق الحماية المدنية من إخراج الشاب من داخل ماسورة البئر الارتوازية بمنطقة أم الشمل ببلدية الحوامد جنوب المسيلة.

رغم عمليات الحفر والبحث التي استغرقت وقتا طويلا فاق 100 ساعة من دون انقطاع، على أمل الوصول إلى الضحية الذي تشير كل المؤشرات بأنه قد فارق الحياة في ظل عدم معرفة مصيره إلى حد الآن حتى من طرف فريق الإنقاذ، في أطول عملية إنقاذ شهدتها البلاد كما تعد من بين الأطول على المستوى الدولي.

نظرا لطول المدة وفي ظل الإمكانيات التقنية المتاحة، وفي ظل تضارب الأنباء وعدم تحرك السلطات في الوقت المناسب، لم يجد أعوان الحماية المدنية سوى آليات وعتاد الخواص الذين هرعوا من كل ربوع الولاية ومن خارجها بعتادهم وإمكانياتهم من أجل المساهمة في إخراج العياشي من هذه الوضعية التي لا تزال أسبابها مجهولة.
وأمام هذه الوضعية، وفي ظل اكتفاء السلطات المحلية والولائية بالمتابعة عن بعد والتأخر في تشكيل خلية أزمة والاستنجاد بآليات المؤسسات الكبرى، أو إقحام مؤسسات أخرى في البحث عن الضحية، حتى إن المتطوعين يتكفلون بالوقود والإطعام من أموالهم الخاصة.

وأثار هذا التجاهل، إن صح التعبير، استهجان المواطنين، خاصة من أهالي المنطقة ومن أقارب الشاب العياشي الذي استاؤوا جراء عدم تحرك السلطات في الوقت المناسب، خصوصا أنه كان رغم مرور نحو 24 ساعة كان العياشي يبعث إشارات تدل على بقائه على قيد الحياة، رغم الوضعية الحرجة التي كان عليها، ولو كانت هناك تجهيزات حديثة لتم إخراجه حيا حتى بعد مرور يوم كامل.

مضخات مهترئة وإمكانيات متواضعة

وبعد مرور 4 أيام كاملة، وتحت الضغط الشعبي وغزارة التداول على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي من قبل المواطنين ووسائل الإعلام في ظل المطالب بحضور السلطات الولائية وتقديم الدفع المعنوي والمادي واللوجستيكي، لجأت الوصاية إلى إيفاد رئيس ديوان الوالي، من أجل امتصاص الغضب، إلا أن ذلك لم يلق قبولا وهو ما دفع بالوالي مقداد حاج، إلى التنقل في حدود الساعة الرابعة صباحا من اليوم الخامس، حيث قوبل بصيحات الاستهجان والامتعاض من قبل المواطنين المرابطين في عين المكان، كما دخل في نقاش حاد مع شقيق الضحية العياشي الذي أعاب على المسؤول الأول على رأس الولاية، عدم التنقل رغم تواجده يوم الأربعاء الماضي بمدينتي بوسعادة والهامل القريبتين من منطقة أم الشمل بالحوامد في زيارة عمل، كما أعاب عليه عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب والوقوف بجانب عائلته في هذه المحنة والتماطل في تشكيل خلية أزمة، وهو الأمر الذي دفع الحاضرين إلى توجيه انتقادات للمسؤولين جراء تركهم رجال الحماية المدنية لوحدهم يعملون ويصارعون الطبيعة بإمكانيات غير كافية حتى أنهم في بعض المرات وجدوا صعوبات في امتصاص وشفط كميات المياه لتعطل المضخات، عكس ما صرح به تماما الوالي للصحافة، بأن السلطات تتابع عن كثب قضية سقوط الشاب العياشي وأنها سخرت الإمكانيات التقنية المناسبة التي لم يجد لها أي أثر في أرض الميدان.

وفي نفس السياق، دافع الوالي عن نفسه وأكد بأنه على علم بكل كبيرة وصغيرة بخصوص هذه القضية وأنه أعطى التعليمات اللازمة في الوقت المناسب.

ورسمت قضية الحال هبة تضامنية واسعة من قبل كل أطياف المجتمع بالولاية ومن خارجها للاطمئنان على الشاب ودعم فرق الإنقاذ بعتاد وآليات وتسخير كل الإمكانيات المتاحة، فضلا عن الهبة التضامنية منقطعة النظير، التي أبان عنها رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
للتذكير، فإن هذه الحادثة التي تصدرت قائمة الأحداث على المستوى الوطني تعود إلى منتصف ظهيرة الثلاثاء من الأسبوع الماضي ولا تزال عملية الحفر والبحث جارية إلى أمسية اليوم الخامس على التوالي، إثر سقوط غامض للشاب داخل بئر ارتوازية قطرها لا يتجاوز 35 سنتيمترا وبعمق يفوق 100 متر وهو عالق حسب تقديرات مديرية الحماية المدنية في باطن الأرض داخل الماسورة الحديدية على مسافة تفوق 30 مترا بإمكانيات وصفها الكثيرون بالمحدودة وغير الكافية، حيث كان على السلطات الاستعانة بعتاد حديث من ولايات مجاورة ومن مؤسسات كبيرة، وهو الأمر الذي لم يحدث وأطال في عمر الفاجعة التي تبناها أبناء الشعب وتخلى عنها المسؤولون الذين استفاقوا متأخرين جدا وفي الوقت بدل الضائع.

مقالات ذات صلة