الجزائر
تضيع كثير منها للجهل بكيفية استعادتها

مواطنون ينسون أغراضا ثمينة داخل الحافلات وسيارات الأجرة

زهيرة مجراب
  • 1685
  • 1
أرشيف

يُفاجأ المسافر بعد نزوله من سيارة الأجرة وقطعه مسافة طويلة أو حتى بعد وصوله للمنزل، بنسيانه أحد أغراضه في السيارة، أحيانا يكون الغرض هاما، ما يجبر صاحبه على قطع آلاف الأمتار لإعادته، ومرات يكون الشيء المنسي بسيطا، فيتخلى عنه صاحبه.
يشكل نسيان غرض ما في سيارة أجرة معاناة كبيرة للسائقين وقلقا بالنسبة إليهم أكثر من الشعور الذي يتوّلد لدى أصحابها، فهي أمانة بالنسبة للسائقين الذين يملكون ذمة وضمير، فيما يعتبر غنيمة لآخرين لا يتحرجون في أخذها بحجة صعوبة العثور على صاحبها في منطقة تعج بملايين السكان، أما المواطن فيتنكر تصرف بعض السائقين عندما يأخذون شيئا منسيا، في وقت يفترض أن يتحلون بالأمانة، في ظل جهلهم لما يتوجب عليهم القيام به من إجراءات إدارية بعد نسيان أغراضهم، فلا يجدون من حل سوى تسليم أمرهم للمولى عز وجل.
ويرى سائق سيارة أجرة في ركوب المسنين معه مسؤولية كبيرة تثقل كاهله وتؤرقه، فغالبيتهم ينسون أغراضهم ووثائقهم الشخصية داخل سيارته ويغادرون، يسرد لنا حكايته مع شيخ في الثمانينات من العمر ركب سيارة الأجرة من أمام مستشفى مصطفى باشا، وكان يحمل حقيبة صغيرة مع بعض الأكياس، ولما وصل لوجهته نزل ونسي الحقيبة ليجد بعدها السائق وثائق خاصة بالراكب منها بطاقة تعريفه الوطنية ومبلغ مالي بسيط وبعض الوثائق الطبية ليحملها إلى العنوان الموجود على بطاقة التعريف، ويواصل السائق بأن نسيان أي غرض يراه الراكب أمرا عاديا، بينما هو يعد مشكلة بالنسبة إليهم ومسؤولية، فالأمانة لابد من إعادتها لأصحابها.
من جهة أخرى، أكد رئيس اتحادية سيارات الأجرة، محمد زرناجي، وجود إجراءات خاصة للأغراض المنسية في سيارتهم، فبالنسبة لسيارات الأجرة الموجودة داخل المدن توجد مصلحة خاصة على مستوى مراكز الشرطة لاستقبال هذه الأغراض، أما في سيارات الأجرة مابين الولايات فيضعها السائقون على مستوى مكتب النقابة بمحطة كبار معطوبي الحرب بالخروبة، ليتوجه المواطن إليها مباشرة.
وعن جملة الإجراءات التي يقوم بها قال محدثنا أنه يقوم بفحص الغرض جيدا وتفقده فإذا عثروا على رقم هاتف يتصلون بصاحبه، وفي حالة لم يجدوا ما يدّلهم عليه يتم تسجيل ما وجوده والتاريخ واسم الرحلة والولاية التي قدمت منها والساعة التي تم العثور عليه فيها، ويتركونه في المكتب لحين قدوم صاحبه لاستلامه، وذكر المتحدث أن الكثير من المواطنين لا يعودون لأخذ أغراضهم، فمثلا هناك راكب قدم من ولاية تلمسان للعاصمة ونسي مظلته هناك ومازالت في مكتب النقابة منذ أكثر من عام، ويشدد زرناجي على ضرورة إخبار السائق لجميع زملاءه في المحطة كي يوجه المواطن سريعا، وواصل المتحدث هناك دوما استثناءات فبعض السائقين لا يعيدون الأغراض.

مقالات ذات صلة