السياسة الاستيطانية الإسرائيلية في فلسطين تؤجل القمة للمرة الثالثة
موراتينوس يفشل في إقناع الجزائر بحضور قمة برشلونة
أفادت مصادر إعلامية تأجيل انعقاد قمة الاتحاد من أجل المتوسط للمرة الثالثة على التوالي، بسبب إصرار البلدان العربية على عدم إشراك الكيان الإسرائيلي فيها، وتعد الجزائر من ضمن الدول العربية التي لا تربطها أي علاقة بالكيان، وهي تحرص على عدم إقحام نفسها في أي مبادرة تحضرها إسرائيل.
- وقد تولى مبعوث رئيس الحكومة الإسبانية ميغال موراتينوس دعوة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لحضور القمة التي كان من المزمع عقدها في 21 نوفمبر الحالي بإسبانيا، غير أن فشل مبادرة السلام بالشرق الأوسط، ورفض بلدان عربية من بينها الجزائر مشاركة إسرائيل في القمة، دفعا بالقائمين عليها وهي فرنسا وإسبانيا إلى تأجيل انعقادها للمرة الثالثة على التوالي.
- وتريد فرنسا من خلال الاتحاد المتوسطي إلى إقحام إسرائيل كطرف في هذا المسار، بحجة موقعها الجغرافي، ومن ثم إيجاد صيغة لربط علاقات ما بين الكيان الإسرائيلي والبلدان العربية خصوصا تلك التي تصر أن لا تربطها أي علاقة كانت بإسرائيل وإن كانت غير مباشرة، وتتقدمها الجزائر، التي طالبت من خلال وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي توضيحات من فرنسا بشأن تداعيات التواجد الإسرائيلي ضمن الاتحاد المتوسطي، وهو التفسير الذي عجز نيكولا ساركوزي على تقديمه، متحججا بأن هذه النقطة لا تطرح أي مشكلة بالنسبة لبلدان عربية كثيرة.
- وتخشى الجزائر أن يكون الاتحاد المتوسطي محاولة فرانكو أوروبية لإدماج إسرائيل في مسار تطبيع غير مباشر، مع دول ترفض أي تقارب مع إسرائيل من بينها ليبيا أيضا، كما أعربت الجزائر عن تحفظها بشأن توزيع المناصب على أعضاء الاتحاد وكذا مقرات الأجهزة التي يتضمنها، إلى جانب كيفية تمويلها.
- ويبدو من قرار التأجيل بأن مبعوث الدبلوماسية الإسبانية ميغال موراتينوس فشل في إقناع الجزائر بحضور أشغالها وذلك لدى استقباله من قبل الوزير الأول أحمد أويحيى أول أمس، باعتبارها طرفا فاعلا ضمن الاتحاد، إلى جانب دورها الإستراتيجي في المنطقة العربية وبالمغرب العربي، علما أن الجزائر عبرت مرارا عن موقفها الرافض للسياسة الاستيطانية الإسرائيلية، وللاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
- وتعد تركيا أيضا من بين الأطراف التي تعارض إقحام إسرائيل في الاتحاد المتوسطي، وقد كانت الأحداث الأليمة التي شهدها أسطول السلام في الصائفة الماضية، بسبب الاعتداء الإسرائيلي الجبان على أعضاء الأسطول الذين كانوا من جنسيات مختلفة، من ضمن العوامل الذي دفع تركيا إلى التمسك بموقفها.
- وكان من المزمع أن تعقد القمة الثانية للاتحاد المتوسطي بمدينة برشلونة الإسبانية بمشاركة حوالي 50 رئيس دولة، غير أن كافة المحاولات لإقناع الزعماء العرب بحضورها، اصطدمت بالسياسة الاستيطانية الإسرائيلية، التي تصر على رفض تجميد البناء الاستيطاني.