جواهر

“موسطاشات” رغم كل التضحيات!

نادية شريف
  • 8414
  • 3
ح.م

بالرغم من كل التضحيات التي قدّمتها ولا تزال تقدمها المرأة الجزائرية لتنعم وأسرتها بحياة أقرب إلى الرفاهية، أو حتى عادية بلا منغصات ولا مشاكل يومية، نجد الكثير من الرجال لا يسمعون أنينها ولا يقدرون تعبها، بل ويبخسونها حقها في كلمات مدح وثناء ترفع روحها المعنوية..

المرأة التي حاربت المستعمر جنبا إلى جنب الرجل، وحملت في أحشائها نساء ورجال المستقبل.. المرأة التي تحترق كالشمعة لكي تضيء حياة عائلتها وتذبل كالوردة كي تتأقلم في غير بيئتها، تجد شريكها ينعتها بأبشع الأوصاف بلا خجل.. تجده يقول عنها “موسطاشة” و “مصيبة” و”ناقصة عقل”.. تجده يتذمر منها بلا سبب ويخونها بحجة انشغالها عنه بالعمل !!!!

إن وضع المرأة حقا بات مؤسفا، ودورها في الواقع دراميا، كونها تقدّم منذ الأزل تضحيات كبيرة لمن لا يكلف نفسه أبدا عناء شكرها.. لمن لم يطبع يوما قبلة تقدير على جبينها.. لمن لا يقوى حتى على مدّ يد العون أو قول أطيب الكلم لإشعارها بوجود من يدعمها..

وضعها مأساوي ويدعو للشفقة لأن شريكها لن يقول بأنها مربية أجيال ورائدة نضال وسيدة أعمال.. لن يقول شيئا لأنه إن فعل فسيكون اعترافا منه بقوتها، وذلك ما لا يريده لأنه يستلذ بوصف ضعفها..

هي تناضل بكل ما أوتيت من إرادة رغم أنها تموت في صمت وتبكي في انعزال، وهو يضع رجلا على رجل في المقهى ويقول: ” ما بال ربات الحجال يزاحمننا في كل مجال؟.. ما بالهن يعشقن المال وينشدن المحال؟.. ما بالهن فاقدات للأنوثة، غير حريصات على الجمال؟.. ما بالهن وما بالهن ومابالهن…إلخ”.

وكل الحق على المرأة في النهاية لأنها تحملت مسؤولياته ومسؤولياتها، وجعلته يكسب راحته على حساب صحتها، كل الحق عليها لأنها تتنازل كثيرا لتسمع الإهانات أخيرا ولا واعظ يقنعها أن تتركه “يعوم في بحره” وتهتم بنفسها، كل الحق عليها لأنها أعطته فرصة استغلالها والتهجم عليها والقسوة في وصفها.

مقالات ذات صلة