جواهر
للتخفيف من أعبائهن في رمضان

موظفات يعولن على”الكونجلي”و”الصابح”!

سمية سعادة
  • 5245
  • 26
ح.م

أفواه مفتوحة، وبطون جائعة، والتزامات كثيرة في البيت أحيانا تتعدى مجال “اختصاصها”، كل هذه المسؤوليات، تجعل المرأة في شهر رمضان في سباق محموم مع عقارب الساعة، ولا ينتهي يومها إلا وقد صرخت قدماها و صاح ظهرها من شدة التعب.

وكثيرا ما تتضاعف الأعباء وتزداد المسؤوليات إذا كانت هذه المرأة موظفة أو عاملة، وحتى وإن كانت الإدارات الجزائرية تقلل من ساعات الدوام في شهر الصيام، إلا أن ذلك لا يخفف من الواجبات التي تنتظرها في البيت، لذلك تلجأ الكثير من النساء الموظفات إلى إعداد كمية كبيرة من الطعام تكفي لعدة أيام، معتمدة في ذلك على بعض المواد الجاهزة والمجمّدة، التي تبدأ بالطماطم السائلة ولا تنتهي عند “المعدنوس” المقطع.                   

 وعادة ما تشرع المرأة الموظفة في هذه التحضيرات قبل رمضان، بما يوفر عليها الكثير من الوقت والجهد أثناء الشهر، وعن هذا الموضوع تقول السيدة ليلى إنها تشتري الطماطم بكميات كبيرة قبل شهر رمضان، خاصة وأن سعرها يكون منخفضا، وتقوم بغسلها وتقطيعها وطهيها في الماء والملح وقليل من الزيت، ثم تقوم بفرمها وتعبئتها في علب “الياوورت” ووضعها في المجمّد،  فإذا أخذت شكل العلبة، تقوم ليلى بوضع الطماطم المجمّدة في أكياس بلاستكية، ثم تأخذ منها حاجتها لتحضير الشوربة في رمضان، وعن هذه الطريقة، تقول إنها تسهّل عليها مهمة تجهيز الطعام بعد العودة من العمل بما يجعلها تتفرغ للعبادة في الساعات التي تسبق آذان المغرب.

وتقول سيدة أخرى إنها تقوم بغسل”القصبر” وتقطره من الماء ثم توزعه على ربطات صغيرة وتضعه في المجمّد في أكياس لتستعمله في الشوربة و”الحريرة”، بينما تقوم بتقطيع “المعدونس” إلى قطع صغيرة وتضعها في كيس أو علبة بلاستيكية وعندما تقوم بتحضير الطعام، تأخذ المقدار الذي تحتاجه وتعيده إلى المجمد.

بينما تلجأ بعض الموظفات إلى تخزين الخبز المصنوع في البيت “المطلوع”، حيث حيث يقمن بتحضير كمية كبيرة في اليوم الأول من رمضان ويضعنه في المجمد بعد أن يوزعنه على عدة أكياس، كل كيس يكفي يوما واحدا، ومع أن بعض خبراء التغذية يحذرون من الخبز المجمّد، إلا أن الكثير من ربات البيوت لا يستغنين عن هذه الطريقة التي توفر الوقت، وتجنب المرأة الحر الشديد المنبعث من الموقد، حيث تقول السيدة عفاف إنها لا تجد حلا آخر للخبز المتبقي سوى وضعه في الثلاجة، لأنها ترفض أن ترميه في الزبالة كما تفعل الكثير من العائلات، وتضيف عفاف أن الخبز المجمّد قد يفقد قيمته الغذائية، ولكنه لا يفقد قوامه، بحيث يبدو كالخبز الجديد تماما عندما يذوب منه الجليد.

ولا تجد بعض الموظفات اللواتي تعلمن كيف ينظمن وقتهن في رمضان، أي مشكلة مع تحضير “البوراك”الذي يعد طبقا أساسيا في الكثير من البيوت الجزائرية في رمضان، لذلك يقمن بإعداد كميات كبيرة منه قبل الشهر الفضيل، أو في بدايته، ويخزنّه في أكياس متفرقة ويضعنه في المجمّد، وعندما يقترب وقت الإفطار، يقمن بقليه وتقديمه ساخنا للعائلة وكأنه حضّر للتو، وعن تحضير السلطة التي تحتاج بعض الوقت لتجهيز بعض الأنواع منها، تقول إحدى السيدات إنها تقوم بسلق الشمندر بقشوره والأرز كل واحد على حدى وتخزنهما في أكياس في المجمد.

أما بالنسبة للأكلات الجاهزة، مثل الشوربة، فلا يخفي على الكثير من الموظفات أمر تحضير كمية تكفي لأكثر من يوم، بحيث يمكنها أن تستفيد من الوقت المتبقي في تحضير أطباق أخرى أو القيام ببعض الواجبات المنزلية، أو التفرغ للنافلة وقراءة القرآن الكريم الذي تحرص الكثير من النساء على ختمه في رمضان، وتلك هي الغاية التي يجب على المرأة أن تضعها في أولى أولوياتها وهي تفكر في الطرق والأساليب التي تخفف عليها الأعباء في رمضان.

مقالات ذات صلة