رياضة
موعد الأساطير تعود إلى أول لقب إفريقي في تاريخ الكرة الجزائرية

مولودية الجزائر خطفت الأضواء في مسيرة شيقة وشاقة وبومدين نوه بإنجاز تشكيلة المدرب زوبا

صالح سعودي
  • 9471
  • 9

عادت حصة “موعد الأساطير” في العدد الذي بثته قناة “الشروق تي في” سهرة الإثنين إلى الأجواء التي ميزت فريق مولودية الجزائر بمناسبة حصوله على أول لقب إفريقي للأندية البطلة عام 1976 بأرمادة من اللاعبين أنذاك بقيادة الحارس المتألق كاوة، وبتروني، باشي، دراوي وغيرهم وتحت إشراف هيأة مسيرة محنكة يترأسها عبد القادر ظريف.

وتمحورت التسجيلات والنقاش في الأستوديو على تحليل المسيرة بكثير من الدقة والحميمية وبحضور عبد القادر ظريف، باشطا، ونجمي الثمانينيات بلومي وعصاد، وعرف منشط الحصة، الزميل حمو بلحمر كيف يؤرخ مجددا للإنجاز التاريخي الذي ميز مولودية الجزائر في اللقاء النهائي أمام حافيا كوناكري حين حولوا الخسارة بثلاثية في مواجهة الذهاب إلى فوز بنفس النتيجة قبل أن تبتسم ركلات الترجيح لزملاء باشطا.

حضور الزعيم بومدين أضفى نكهة خاصة في لقاء النهائي 

أضفى الرئيس الراحل هواري بومدين نكهة خاصة على لقاء العودة من نهائي كأس إفريقيا للأندية البطولة، ورغم أنه تابع مجريات التسعين دقيقة على الأعصاب، إلا انه تنفس الصعداء بعد ما عادت الكأس لأبناء المدرب زوبا، وهو ما يجعله يبرمج حفل استقبال على شرف لاعبي العميد، وكان له حديث مع أبرز النجوم على غرار بتروني، باشي وغيرهما في أجواء سادها المرح والعفوية أيضا.

باشي: حدثت مشاكل بين زويا وظريف لكننا عرفنا كيف نتجاوزها

“لم ألعب مواجهة نصف النهائي، لكنني أذكر أن هناك عدة مشاكل حدثت حينها، حيث دخلت في نقاش مع رئيس الفريق عبد القادر ظريف، فضلا عن قضية المنح والعلاوات، وكانت هناك برودة أيضا في العلاقة بين ظريف وزوبا، لكن نحن اللاعبين وجدنا أفضل حل هو الحفاظ على تماسكنا وتركيزنا مع المدرب زوبا الذي كان يرغب في تحقيق الفوز وعدم تفويت فرصة الوصول بعيدا في هذه المنافسة، والحمد لله أننا تجاوزنا بصعوبة عقبة نادي رانجرس النيجيري. لقاء الذهاب في النهائي أمام حافيا كوناكري جرى في ظروف صعبة، عانينا من ظلم الحكم الذي أعلن عن هدف غير شرعي للفريق المحلي، رغم أن اللاعب ضرب الكرة بيده على طريقة لعبة كرة الطائرة واصطدمت بالعارضة قبل أن يسجلها زميله بالرأس، كما حرمنا من هدف شرعي بعد مضي أقل من ربع ساعة وفضل الإعلان عن خط المرمى، علما أن الحكم كان من جنسية رواندية”.

بومدين قال لي: “هل أكلت النخالة”، لكنني أسامحك، لأنك سجلت هدفا جميلا

وواصل باشي يقول: “جمعتنا جلسة جميلة مع الرئيس الراحل هواري بومدين، وفي غمرة الحديث قال لي “ما بك، هل أكلت النخالة.. حين ضيعت فرصة تسجيل الهدف عن طريق ركلة جزاء”، لكنه استدرك كلامه بالقول، لقد سجلت هدفا جميلا يشفع لك من العقوبة وسط أجواء من الحيوية والابتسامات المتبادلة.

بلومي: أي لاعب كان يحلم باللعب في العميد وما حققه أنذاك فخر للجزائر

“أي لاعب كان يتمنى اللعب في مولودية الجزائر، لأنه يعد فريقا كبيرا ويضرب به المثل في الشعبية والنتائج المحققة، بكل صراحة له الشرف في الحصول على أول لقب خاص بكأس إفريقيا بفضل تعداد يتمتع بلاعبين مميزين تعلمنا منهم الكثير أنذاك”.

باشطا: في مقابلة الأهلي لم نكن ننتظر توجيهات المدرب أو أي طرف آخر

“أثناء مقابلة الأهلي المصري، لم نكن ننتظر توجيهات المدرب زوبا أو أي طرف آخر، كنا على قناعة أن اللقاء يجب أن يحسم فوق الميدان، وهو مهمة اللاعبين بالدرجة الأولى، والحمد لله أننا أدينا ما علينا، وهو نفس العمل الذي قمنا به في اللقاء النهائي أمام حافيا كوناكري، فرغم معاناتنا في مواجهة الذهاب، إلا أن لقاء العودة كان فرصة للبرهنة على قدرتنا في قلب الموازين، وإرادة الجميع منحت الكأس لمولودية الجزائر، الشيء المميز في عبد القادر ظريف هو أنه يحول الخسارة إلى فوز بفضل حسن تواصله وطريقة تعامله مع الجميع، يتمتع بطول البال وله حنكة في رفع المعنويات، وهي من العوامل التي ساعدتنا في تجاوز عدة عقبات، ظريف من الرؤساء الأكفاء الذين يحسنون التعامل مع الفترات الصعبة والحرجة”.

عصاد: استفدت من مكر دراوي وتقنيات بقية اللاعبين

“مولودية الجزائر كانت تملك عناصر بارزة في تلك الفترة، وهو العامل الذي سمح لها بأداء مسيرة مميزة مكنتها من الظفر بلقب كأس إفريقيا للأندية البطولة عام 1976، شخصيا استفدت كثيرا من مكر اللاعب دراوي رحمه الله وطريقة مداعبته للكرة بلمسات فنية جميلة، مثلما استفدت من بقية اللاعبين البارزين على غرار زنير، محيوز، عزوز، باشي، باشطا وغيرهم”.

بتروني: لم نكن في المستوى ضد رانجرس وحكم اللقاء النهائي كان مخمورا

“لم نكن جميعا في المستوى ضد نادي رانجرس النيجري، سواء اللاعبين أو المدرب، كما أن الحارس كاوة لم يكن في يومه، تلقينا هدفين وتفادينا 4 أهداف محققة، لم أعرف ما حدث مع الحارس آيت موهوب بعد حدوث كلام زائد مع المدرب زوبا، بصراحة تأشيرة نصف النهائي كانت في خطر، حصلت مناوشات في غرف الملابس، وعقد ظريف اجتماعا، وقال بعد ذلك، إذا بقيت الأمور هكذا سأجلب مدرب آخر ألماني لإتمام منافسة كأس إفريقيا، لكن الدكتور مرابط رحمه الله تكلم مع ظريف وزوبا وأعاد الأمور إلى نصابها، حيث زال كل شيء بعد أن اعتذر المدرب زوبا من عبد القادر ظريف… لقاء الذهاب من نهائي كأس إفريقيا جرى في أجواء كارثية، الحكم أعلن عن هدف سجل باليد وحرمنا من هدف شرعي، الحكم أدار اللقاء في حالة سكر، صراحة وجدنا صعوبات وصادفتنا متاعب كثيرة، والحمد لله أننا عرفنا كيف نعود بقوة في مواجهة العودة التي جرت في ملعب 5 جويلية”.

بومدين بحث عني وقال لي: أنت هو “السبع ديالي”، لكن لماذا تنتظر الدقائق الأخيرة لتسجل!؟

وتابع بتروني يقول: “أثناء الحفل الذي نظمته رئاسة الجمهورية بحث عني الزعيم بومدين، وحين التقيت به قال لي تعال: أنت هو سبع ديالي، وعانقني بحماس وسط حضور وزير الخارجية أنذاك عبد العزيز بوتفليقة، وجمعني لقاء مع بومدين، حيث طرح علي عدة أسئلة منها، لماذا تنتظر الدقائق الأخيرة للتسجيل، هل تريد أن توقف قلوب الشعب الجزائري، وكان ردي أن كرة القدم تحمل الكثير من المفاجآت والأمور غير المنتظرة، ولا يمكن تحديد وقت معين لتسجيل الهدف أو لحسم الفوز، هناك الكثير من المفاجآت يا سيادة الرئيس، كما استفسر عن سر الحضور الجماهيري الغفير حين تلعب مولودية الجزائر، في الوقت الذي يكون عدد الجمهور أقل أحيانا حين يتعلق الأمر بمباريات المنتخب الوطني، وطلب تفسيرات عديدة مني حول مسائل تتعلق بالكرة”.

مقالات ذات صلة