رياضة

“مونديال” خاليلوزيتش و”معادلة” دروغبا

ياسين معلومي
  • 5481
  • 13

فأجا المدرب الوطني، وحيد خاليلوزيتش، النقاد والمتتبعين بإعلانه عن قائمة موسعة تضم ثلاثين لاعبا، يختار منهم في الفاتح من جوان القادم الكتيبة التي تمثل الجزائر في مونديال البرازيل. من بين هؤلاء لاعبون لم يشاركوا مع أنديتهم منذ شهور، وآخرون يعانون من إصابات حرمتهم من التألق طوال الموسم الكروي. وأبعد آخرون وخاصة المحليين منهم لأسباب متعددة تتعدى أحيانا حتى الإطار الرياضي.. وهو ما يجعلنا نتساءل: هل المدرب الوطني يعي ما يفعل؟ وهل بإمكانه تشريف الكرة الجزائرية في المحفل العالمي بالبرازيل؟

منذ أول حوار أجراه شهر جوان2011، لوكالة الإنباء الفرنسية، ساعات بعد تعيينه مدربا للخضر، راح خاليلوزيتش يشهر سيف الحجاج على بعض اللاعبين، وقال بأنه سيعيد الهيبة والانضباط للمنتخب الوطني، وأي دولي جزائري لا يشارك مع فريقه لن يتقمص الألوان الوطنية. وبعد تسلمه مقاليد الحكم كان الأول الذي لم يحترم تصريحاته وقراراته، حين بدأ في استدعاء وإشراك لاعبين بدون أندية، على شاكلة مبولحي وغيرهم، وأصبح يتفنن في انتقاد الذين سبقوه في تدريب “الخضر” وحققوا معه نتائج إيجابية، يشهد لها حتى من يطبلون له وجعلونه أحسن مدرب في الوجود، ولولا بركة واجتهاد “مولانا الرئيس”، لوجدتنا اليوم نتابع كأس العالم عبر شاشة التلفاز “والفاهم يفهم”.

أتذكر يوما أنه قال عن نفسه بأنه مدرب شجاع ولا تهمه الأسماء، وذهب بعيدا في طرحه، حين قال: “لما كنت مدربا لكوت ديفوار وضعت النجم دروغبا في الاحتياط”، معادلة كنت أصدقها لو كان النجم العالمي لاعبا عاديا، ففي كوت ديفوار وفي عهد خاليلوزيتش، جلس ديدييه مرتين احتياطيا بطلب منه، الأولى في الجولة   الرابعة من تصفيات كأس إفريقيا 2010 بأنغولا أمام المالاوي، بعد أن فاز الفيلة في المباريات الثلاث الأولى وكانوا يحتلون صدارة الترتيب. والمناسبة الثانية كانت في الجولة الأخيرة أمام بوركينا فاسو، يومها كان الإيفواريون قد ضمنوا تأهلهم قبل إجراء المقابلة. وكان كلما دخل دروغبا احتياطيا سجل وأهدى أهدافا لزملائه.. فلا داعي للكذب والافتراء على “فيل” جلب حتى كأس رابطة الأبطال أوروبا لناديه.

ما كان صعبا تطبيقه في منتخب كون ديفوار، الذي أقصاه “الخضر” في كأس إفريقيا 2010 في الربع نهائي، أصبح سهلا في المنتخب الجزائري حين راح بطريقته الخاصة يتخلص من جيل 2010، على غرار عنتر يحي وزياني ومطمور وغزال وغيرهم، ويخطط لإبعاد بوڤرة وحليش واللاعبين المحليين مستقبلا، ما دام يملك الورقة البيضاء من مسؤوليه الذين أنهوا التفكير في عهده ويفكرون في كأس إفريقيا 2015 بالمغرب.

ربما يلومني القراء على الحديث عن وحيد خاليلوزيتش، الذي منذ قدومه إلى الجزائر أول مرة في شهر جويلية 2011، وهو يقزم الصحافة الوطنية، وينتقدها كلما أتيحت له الفرصة، ويفضل الصحافة الفرنسية لأنه يحلم دائما بالعودة إلى التدريب في هذا البلد، ولا يولي القارئ الجزائري أي احترام رغم أنه يتقاضى مبلغا ماليا كبيرا قد لا يتلقاه بعض الجزائريين طيلة مشوارهم المهني.

لا أريد الحديث عن قائمة اللاعبين الذين سيختارهم للمشاركة في المونديال، ولا عن الذين سيبعدهم في آخر لحظة لأنه أمر من اختصاص الناخب الوطني، ولكن رسالتي إلى  كل اللاعبين: “نريد منكم مشوارا طيبا في البرازيل فلا تخذلوننا”..

مقالات ذات صلة