ميناء وهران يتحول إلى مستودع للبضائع التالفة

تسابق مؤسسة ميناء وهران الزمن لتطهير أرصفة الميناء من 1588 حاوية مكدسة منذ ستة أشهر، وذلك قبل تاريخ 21 أبريل الجاري، المدة التي أمهلتها المديرية العامة لمعالجة الحاويات المكدسة في الأروقة الجمركية بذات المؤسسة المينائية، وذلك تنفيذا لتعليمات صادرة عن المديرية العامة للجمارك، التي سبق أن أزالت العام الماضي 17681 حاوية مكدسة خضعت منها 1570 إلى إجراءات الجمركة .

وعلم في هذا السياق، أن المصالح المشتركة في ميناء وهران، دخلت بسرعة في تدابير رفع الحاويات المكدسة قبل التاريخ الذي حددته المديرية العامة للجمارك، وذلك بمعالجة ذات الحاويات والبضائع المخزنة منذ شهر نوفمبر الماضي، إذ ترمي العملية الواسعة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لبيع البضائع التي مضى علي بقائها بالساحات الجمركية عدة شهور، من خلال عمليات البيع بالمزاد العلني أو البيع المباشر بالنسبة للأصناف القابلة للتلف أو النقصان طبقًا لما أجازه قانون الجمارك .

وذكر المصدر، أنه بالنسبة للبضائع الممنوع استيرادها، وتركها أصحابها بالموانئ مثل الآلات الكهرومنزلية والالكترونية والبضائع المستوردة الأخرى مثل المبيدات الحشرية والزراعية، وغيرها، فيتم منح أصحابها مهلة لمدة شهر لتحمل تكلفة إعدامها وفقا لما تحدده الجهات الرقابية المختصة، وفى حالة عدم الاستجابة لذلك، يحق لمصلحة الجمارك وقف التعامل مع صاحب البضاعة بعد انتهاء هذه المهلة مباشرة .

هذه التعليمات الصارمة بمعالجة الحاويات المكدسة في ميناء وهران، جاءت بعد معاينة الجهات الرسمية لذات المؤسسة المينائية التي فقدت دورها الريادي في تطوير التجارة الخارجية والتبادلات التجارية المختلفة، حيث باتت نموذجا حيا لتكديس البضائع ووكرا لتخزين السلع التالفة، في الوقت الذي تسعى فيه الدولة لتوسعة ميناء وهران، إذ بلغت أشغال مشروع التوسعة ذلك، أكثر من 90 بالمائة، ومعلوم أن هذا المشروع سيمكن مؤسسة الميناء من معالجة 500 ألف حاوية سنويا كمرحلة أولى، على أن يتم رفع قدرة المعالجة لاحقا إلى أكثر من 1 مليون حاوية سنويا، كما يرتقب أن يتم تزويد الميناء بعتاد متطور وأجهزة فحص جديدة وآلتين لتفريغ الحاويات من السفن التجارية إلى الرصيف و8 آلات للشحن .

كما يرتقب أن يتم تدعيم ميناء وهران في الشهور القليلة القادمة بثلاثة أجهزة فحص “سكانير” جديدة لمعالجة محتويات الحاويات على مستوى الأروقة الجمركية وذلك بعد الانتقادات الحادة التي تلقتها مصالح ميناء وهران مؤخرا في أعقاب الزيارة التي قادت المدير العام للجمارك، الذي أعاب على الجميع وجود سكانير واحد لفحص 2000 إلى 2500 حاوية، مشددا على حتمية تزويد الأروقة الجمركية المشتغلة على فحص الحاويات بأجهزة سكانير جديدة لتسهيل مهمة الرقابة الجمركية، في معالجة الحاويات المحملة ببضائع مستوردة من الخارج .

معلوم أن المفتشية الجهوية لجمارك وهران، تستعد لإنشاء مناطق جمركة خارج مؤسسة ميناء وهران، وذلك في أعقاب غلق الموانئ الجافة التي كانت تحت سيطرة “نافذين” في وقت سابق، ولفت مصدر جمركي رفيع المستوى في وهران، إلى أن هذه المناطق الجمركية الجديدة ستكون تحت تصرف ووصاية مؤسسة الميناء، الغرض من استحداثها هو تفريغ الموانئ من السلع المكدسة بما فيها بضائع قطع الغيار والملحقات والمواد الأولية الموجهة للصناعات التركيبية “سي كا دي” و”آس كا دي” للأجهزة الكهرومنزلية .