الجزائر
بعدما خانتهم معدلاتهم في اختيار رغباتهم المستقبلية

ناجحون قرروا إعادة البكالوريا وآخرون التحقوا بالتكوين المهني

زهيرة مجراب
  • 4693
  • 7
أرشيف

تلاشت فرحة النجاح بالبكالوريا سريعا بين التلاميذ الحاصلين عليها مؤخرا بمعدلات مقبولة، فحلم دخول الجامعة ودراسة التخصص الذي لطالما راودهم تعلمه منذ الصغر والعمل به مستقبلا، اصطدم بصخرة الواقع ليتحوّل النجاح إلى نفق مظلم في انتظارهم ومستقبل غامض لم يكن يوما في حساباتهم.
وجد حملة البكالوريا خصوصا الأدبيين أنفسهم في حيرة كبيرة بعد شروعهم في عملية التسجيل الجامعي، فكل ما كانوا يرغبون في دراسته منذ نعومة أظافرهم والجامعات التي عملوا لدخولها محرومين منها، وتنتظرهم تخصصات لا علاقة لها برغباتهم الحقيقية، هذه الصدمة دفعت الكثير منهم للتخلي عن فكرة تنظيم حفل الاحتفال بالنجاح، بينما قرر آخرون التسجيل في الجامعة والتكوين المهني لدراسة تخصص آخر يسهل عليهم العثور على مهنة مستقبلية، فالشهادة الجامعية ستكون مجرد “بريستيج” أما شهادة التكوين المهني ستفتح لهم أبواب العمل.
“لطالما حلمت بأن أصبح طبيبة نفسانية لكن حلمي انتهى سريعا بأسبوع بعد البكالوريا”، بهذه العبارات بدأت “آمال”، حاصلة على شهادة البكالوريا شعبة لغات بمعدل 10 حديثها إلينا ودموعها تسبقها، بعدما اصطدمت بتخصصات لم تفكر فيها إطلاقا فقد كرهت الجامعة والدخول إليها والدراسة فيها قبل بداية العام الجامعي، لتضيف في الاختيارات وجدت، اللغة الأمازيغية وثقافتها، علم الاجتماع، الموسيقى، اللغة العربية وكما هو معلوم هذا التخصص الأخير من أصعب التخصصات، وليس من المعقول لتلميذة كتبت عند تعبئتها استدعاء البكالوريا أنها غير معنية باللغة الأمازيغية لتدرسها في الجامعة، لتكمل لقد يئست حقا فلا طاقة لي بدراسة تخصص لا أحبه ولا أستطيع إعادة البكالوريا العام القادم كمرشحة حرة فغالبية الأحرار لم ينجحوا.
أما صديقتها فكانت أكثر دهشة منها، خصوصا وهي تلميذة اللغات التي لطالما حلمت بدراسة الترجمة، وجدت من ضمن الخيارات المتاحة لها العلوم الشرعية وهي لا ترتدي الحجاب أصلا ولم تتحصل على المعدل في هذه المادة عند اجتيازها شهادة البكالوريا، فقد كانت علامتها 8 من عشرين فليس من المعقول أن تكون تخصصها المستقبلي.
في الوقت الذي تمنت فيه تلميذة آداب وفلسفة لو أنها لم تتحصل على شهادة البكالوريا هذه السنة، وأعادت اجتيازها مرة ثانية كتلميذة نظامية، حتى تتمكن من دخول المدرسة العليا للأساتذة وتصبح أستاذة في التاريخ والجغرافيا أو إحدى اللغات، لتوضح لنا حجم الصدمة الكبيرة التي لحقت بها بعدما وجدت بضع خيارات لم تكن تطمح إليها إطلاقا، ومنها تخصصات يستحيل عليها دراستها لعدم توافقها مع شخصيتها.
بينما كشف لنا تلميذ آخر قراره دراسة أي تخصص في الجامعة، فالأمر بالنسبة إليه عادي ولا يهمه سوى الحصول على الشهادة الجامعية إرضاء لوالديه، وبالموازاة مع ذلك سيسجل في مركز التكوين المهني كي يتمكن من دراسة “التبريد”، وهو التخصص الذي لطالما حلم به وسيكون سندا له في مستقبله ويمكنه من العثور على عمل.
ومن خلال حديثنا لبعض الناجحين في البكالوريا لمسنا ميل معظمهم لاختيار تخصصات تسهل إدماجهم في الحياة المهنية سريعا، مستبعدين بذلك الاختيارات التي لا فائدة ترجى منها بحسبهم، حيث تحكي لنا إحدى التلميذات والتي قصدت مدرسة الشبه طبي بحسين داي والمقابلة لمستشفى نفيسة حمود “بارني”، للاستفسار عن سبل الالتحاق بها لدراسة تخصص “قابلة” عن تفضيلها هذا التخصص لسهولة العثور عن عمل، سواء لدى القطاع العام أو الخاص، كي لا تكون البطالة في انتظارها مثلما هو حال شقيقتها الحاصلة على “الماستر” في الحقوق لكنها بدون وظيفة.

مقالات ذات صلة