منوعات
هذا ما انتخب عليه أصحاب الأوراق الملغاة

ناخبات أعطين أصواتهن للتركي “إيزل” وناخبون صوّتوا لفغولي وفرقهم الكروية

الشروق أونلاين
  • 6203
  • 11
علاء بويموت
شباب خارج مجال التغطية

على قلة الناخبين في موعد المحليات التي شهدتها الجزائر أول أمس الخميس فإن الذين زاروا الصناديق قالوا أيضا مكبوتاتهم من دون أن يطلعوا على صور ولا أسماء المترشحين وحتى أسماء الأحزاب المشاركة في الصراع المحلي، قرابة المليون ورقة ملغاة هي أشبه بحزب آخر مارس سياسته المكبوتة على طريقته الخاصة.

في الأوراق الملغاة كان الساهرون على عملية الفرز ينفجرون أحيانا ضحكا وأخرى يكتمون غضبا وحزنا في قلوبهم وهم يقرأون عبارات نابية تصدر من هذا الحزب الناطق بلغة لا ترتضيها السلطة ولا المترشحين، وإذا كان قرابة الستة وخمسين بالمئة من الناخبين قد فضلوا مقاطعة الانتخابات، فإن نسبة أخرى اكتفت بطبع بطاقة الناخب وقول ما ترتضيه خلف الستار، وسجلت رأيها بالرغم من علمها بأن ورقتها ملغاة وأحيانا غير مقروءة إطلاقا، مراسلو الشروق وهم يتابعون عمليات الفرز نقلوا الأعاجيب من المكبوتات، خاصة النسائية، حيث طلبت إحداهن الدعاء لها بزوج في أقرب وقت للقضاء على عنوستها، واتضح من خلال الكتابات النسائية أن المسلسلات التركية قد تمكنت من المجتمع الجزائري والغرام ببطل المسلسل التركي إيزل كاد ينافس بلخادم وأبوجرة سلطاني في العدد رغم انه لم يترشح للمحليات.

وتكرر أبطال مسلسلات فاطمة وعلى مر الزمان وفريحة في العديد من الورقات ولكن أجرأهن شابة وضعت رقم هاتفها أو هو ربما رقم هاتف زميلتها، بينما تفنن الرجال من الذين ألغوا بكتاباتهم أوراقهم في رسم الأحرف اللاتينية لفرقهم الرياضية الأكثر شعبية من الشناوة إلى الكواسر إلى الوفاق والسنافير، وطالب الشباب كالعادة التأشيرة ومساعدتهم على الهجرة لترك المترشحين يحكمون البلديات لوحدهم، ولم يجد البعض حرجا على كتابة نكت صغيرة أشهرها “أن جزائريا فوطا فمات؟”.

ودخلت الأوراق الملغاة العالمية عندما ذكر أصحابها أسماء ميسي ورونالدو، وحتى الدوليين الجزائريين ومنهم من طالب بعودة زياني في ورقة الانتخاب وبلحاج ومغني، ومجّد الكثيرون سفيان فغولي، وحتى الوافد الجديد على منتخب الخضر غلام، كما ذكر إسم حاليلوزيتش أكثر من تواتي ورباعين، أما الإسلاميون فقد ذكروا آيات تحكيم شرع الله وكتبوا آيات قرآنية وأحاديث وأدعية، بينما تجاوز القليل من الناخبين حدّ اللباقة عندما شتموا الجميع، وأحدهم شتم بكلام فاحش من يفتح الظرف الذي كتب فيه كلامه السوقي.

في بلدان كثيرة تُنقل مثل هاته الأوراق الملغاة التي تقول ما لا يمكن قوله إلى مخابر خاصة ويتم دراستها نفسيا واجتماعيا وسياسيا، فمن يدري ربما هي الأكثر صدقا من أوراق منحت لهذا المترشح أو ذاك صكا على بياض ليمارس مزيدا من الظلم على مواطن صار بالنسبة إليه امتحان الاقتراع يوما يهان فيه،

مقالات ذات صلة