الجزائر
شعارهم"يجب أن يقضي الجميع العيد في أجواء مريحة ومرحة"

ناشطون في أعمال الخير يساهمون في اقتناء الأضاحي

صالح سعودي
  • 1040
  • 4
أرشيف

كرّست العديد من الجهات الناشطة في أعمال الخير تقاليد مهمة موازاة مع موعد قدوم عيد الأضحى المبارك، وهذا من خلال المساهمات الفردية والجماعية لاقتناء الأضاحي لصالح الفقراء والمرضى والمحتاجين، وهي المبادرة التي عرفت انتشارا واسعا في عاصمة الأوراس باتنة ومختلف ولايات الوطن، وهذا تحت شعار “يجب أن يقضي الجميع العيد في أجواء مريحة ومرحة”.
استغل الكثير من أهل الخير بباتنة وبقية ولايات الوطن، موعد حلول عيد الأضحى المبارك، لتكريس مبدأ التكافل الاجتماعي لمساعدة جيرانهم المحتاجين على اقتناء الأضاحي وقضاء مناسبة العيد في ظروف مقبولة عائليا وشعائريا ومعنويا، وهي المبادرات التي اتخذت أشكالا مختلفة، من خلال تكريسها على مستوى الأحياء الشعبية والمجمعات السكنية في المدن وحتى القرى، كما لم يتوان البعض في تفعيل هذه التقاليد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما جعل المبادرات التي تتم افتراضيا تتحول إلى حقيقة دون سابق معرفة ورغم بُعد المسافة بين المبادرين إلى مثل هذه الأفكار التي تصب في خانة التعاون والتكافل وفعل الخير.
وأوضح بعض الناشطين لـ”الشروق” أن المواطنين حريصون على تثمين المبادرات التي تصب في فعل الخير ومساعدة المحتاجين، وهو الأمر الذي عرفته مختلف القرى والأحياء الشعبية والمجمعات السكنية، من خلال الحرص على جمع تبرعات المحسنين، للمساهمة في اقتناء أضاحي العيد، وتوزيعها على الأقارب والجيران وكل من يعاني الحاجة والفقر، مع تكريس مبدأ “الأقربون أولى بالمعروف”، فيما يكرس سكان الأحياء والمجمعات السكنية شعار “جميع سكان الحي يجب أن يقضوا عيد الأضحى المبارك في أجواء مريحة ومرحة”، وهو الأمر الذي وقفنا عليه في عديد الأماكن بولاية باتنة، على غرار سكان أحياء المدينة الجديدة حملة 1 الذين يحرصون سنويا على تشكيل لجان من أهل الثقة يتوّلون جمع تبرعات الجيران والخيّرين، وعادة كل فرد يتصدق بمبلغ في حدود 2000 دينار، وبعد جمع المبالغ المطلوبة يتم اقتناء الخرفان وكباش العيد من الأسواق، والكلام ينطبق على المجمع السكني حملة 2 و3، وأحياء كشيدة وبوعقال و1200 مسكن وبارك أفوراج وحي الشهداء وغيرهما من أحياء مدينة باتنة، والمظاهر نفسها كرسها المحسنون في مختلف قرى وبلديات عاصمة الأوراس وبقية ولايات الوطن، في إطار التشجيع على التكافل وفعل الخير، بدليل الأخبار المتناقلة عن اقتناء عدد معتبر من الأضاحي بصفة فردية أو جماعية مخصصة للفقراء والأرامل واليتامى وجميع المحتاجين.
وإذا كان العمل الميداني هو سمة مثل هذه المبادرات التي تعكس تلاحم المجتمع الجزائري وحرصه على فعل الخير، إلا أن هذه الخطوات عرفت طريقها نحو التفعيل على مواقع التواصل الاجتماعي، بدليل أن البعض سعى إلى فتح أفضية في إطار الصداقة غرضها المساهمة في اقتناء كباش العيد، مع فسح المجال للمبادرات الفردية وفق الإمكانات المتاحة لكل شخص، على أن يتم جمع المبالغ المالية قبل موعد حلول عيد الأضحى المبارك، وفي هذا الجانب، أكد الناشط العربي بومعراف بأنه حرص رفقة زملائه ومعارفه وأصدقائه في الفايسبوك على تكريس هذه الخطوة، وهي العملية التي تمت حسب قوله بطريقة سلسة وعفوية، ليتوّج في الأخير بجمع مبلغ مالي محترم يسمح باقتناء أضحية أو أضحيتين، وهي نفس المبادرة التي لجأ إليها عديد الفايسبوكيين الذين حولوا الفضاء الافتراضي إلى حقيقة ملموسة بفضل هذه الخطوات النوعية.
من جانب آخر، لقيت هذه المبادرات استحسانا وسط أئمة مساجد باتنة، حيث تطرق البعض إليها بكثير من الإشادة والتنويه، واعتبر البعض منهم بأن المساعدة بالمال لاقتناء الأضاحي تعد بديلا مهما عن التصدق بلحم الأضحية، خاصة أنها تبعث البسمة في نفوس اليتامى والفقراء والمحتاجين، وتساهم في تكريس مظاهر التكافل والود والتعاون، فيما دعا آخرون إلى أخذ العبرة من دروس العيد، من خلال مساعدة الأسر الفقيرة لبعث البسمة في نفوس الصغار، وتفادي بعض الممارسات السلبية التي تعكر صفو مثل هذه المناسبات الدينية، وفي مقدمة ذلك المفرقعات والألعاب النارية وغيرها من الممارسات التي كثيرا ما تخلف أضرارا كثيرة وحوادث مؤسفة.

مقالات ذات صلة