ناظر ثانوية بوهران يحرض ولي تلميذ على طاقمه التربوي

أعلن أساتذة وعمال إداريون بثانوية بوعلقة عبد القادر، بحي الشهيد محمود، المعروف بدوار بوجمعة، في ولاية وهران، عن استمرارهم في المقاطعة الإدارية داخل المؤسسة، لتشمل تعليق مجالس الأقسام وعمليات ملء كشوف نقاط الفصل الثالث والأخير لتلاميذ كافة الأقسام والمستويات، وهذا احتجاجا منهم على قرار تكليف ناظر الثانوية، الذي يتهمونه بالفساد، ليشرف على التسيير الإداري والتربوي لمؤسسة أخرى، بدلا من إخضاعه للتوقيف التحفظي وإحالته على المجلس التأديبي وفق الإجراءات الإدارية المعمول بها في هذه الحالات.
ويأتي موقف المشتكين من هذا الناظر، على خلفية ما حدث تحديدا بتاريخ 06-06-2018، حيث عرفت ثانوية بوعلقة عبد القادر حالة فوضى عارمة تسبب فيها ولي تلميذة، كان قد دخل في مناوشات تطورت إلى سب وشتم ومحاولات اعتداء جسدي في حق مساعدة تربوية وأستاذ مادة الهندسة المدنية، لعدم تقبل المعني رسوب ابنته، فيما يؤكد هؤلاء على أن الناظر هو من أوقد تلك الفتنة، عندما قدم اسمي المساعدة ومستشارة التوجيه إلى والد التلميذة، مدعيا أنهما السبب في إخفاق ابنته في الامتحان الاستدراكي، وتضييع الفرصة عليها للانتقال إلى قسم أعلى، كما أوضحوا استنادا إلى تقارير تحمل توقيعات أساتذة وإداريين ـ تسلمت “الشروق اليومي” نسخا منها ـ، أن الناظر الذي اعتدى لفظيا هو الآخر على المساعدة، كان قد حاول قبل واقعة الاعتداء التأثير على أستاذتي اللغة العربية والإنجليزية لتضخيم نقطتي تلك التلميذة في مادتيهما، والسعي لإنجاحها مع ضمان عدم انكشاف أمريهما، بداعي أن أوراق الامتحان والنقاط ستكون تحت إشرافه، لكنهما رفضتا عرضه، وانتهى الأمر برسوب التلميذة.
لكن وبعد أن أخذت القضية بعدا آخر جراء رد الفعل الصادر عن والد هذه الأخيرة، فإن اجتماعا كان قد عقده أساتذة وعمال الثانوية بخصوص الحادثة، وانتهى بإصدار بيان تنديد واستنكار من طرف كل من منسق الفرع النقابي لتنظيم السنابست، ونظيره بنقابة الكنابست لثانوية بوعلقة، بتاريخ 19-06-2018، وجاء فيه المطالبة بتوقيف الناظر تحفظيا عن العمل في منصبه، وإحالته على المجلس التأديبي، لاسيما أنه محل شكاوى سابقة لم تتحرك مديرية التربية للتحري فيها منذ سنة 2016، لكن الفرعين النقابيين أبديا تمسكهما بضرورة أن توفد الوصاية لجنة على مستواها للتحقيق في ما يصفونه بالكوارث التي تمس بسمعة ونزاهة العمل التربوي، والمتورط فيها ناظر المؤسسة، مع الإعلان عن مواصلتهم تعليق مجالس الأقسام وكل الأعمال الإدارية، قبل أن يؤجج خبر تكليف المغضوب عليه بالإشراف على التسيير الإداري والتربوي لثانوية قاديري حسين، المزيد من الغضب في أوساط المحتجين، على اعتبار أن القرار برأيهم هو بمثابة ترقية للمشتكى منه، واستهزاء بالمشتكين.
في المقابل، صرح مدير التربية لولاية وهران في رده حول موضوع الحال، بأن قرار تكليف الناظر المشتكى منه على مستوى ثانوية قاديري حسين، قد قام بإلغائه، موضحا أن صدور هذا الأمر في البداية قد تم بناء على شغور منصب نائب المدير، واضطرار مديرها الحالي إلى الغياب عنها بسبب خضوعه للتكوين، ليتعين على المديرية الاستعانة مؤقتا بناظر مؤسسة أخرى، وعن تهديدات المشتكين بالمقاطعة الإدارية، أكد الرجل الأول في القطاع بوهران على أن كل المؤسسات التربوية قد أنهت عمليات تنظيم مجالس الأقسام وملء كشوف نقاط التلاميذ، مشيرا إلى تكليفه أمس، لجنة من المديرية للتحقيق في موضوع هذه الشكوى على مستوى ثانوية بوعلقة، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بناء على نتائجها.