جواهر

نتائج القبول حطمتني

تسنيم الريدي
  • 4304
  • 4
ح.م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أنا شاب في بداية المرحلة الجامعية، أصغر أخوتي فالأكبر طبيب جراح، وأختي تعمل مهندسة كمبيوتر، ودائماً ما كان يرغب أبي وأمي أن أكون مثلهما، ويشهد ربي إنني كنت أبذل قصارى جهدي في الدراسة والسهر، وحصلت على مجموع جيد في الثانوية العامة، لكنه لم يؤهلني لأي من كليات القمة العلمية، أنا محبط جداً، وأصبحت كل التخصصات عندي سواء، وعندما أرى الحزن في عين أبي يصيبني الهم، فقدت مستقبلي وحياتي، أشعر بالحزن الشديد، ويطلع علي نهاري فلا أرى أملا في الحياة، وأتذكر كل همومي فور أن أستيقظ، فأتذكر إنني لم أسعد في حياتي بنجاح كبير أحققه لنفسي.

محمود

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد: 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلاً وسهلاً بك يا محمود على صفحات جواهر الشروق، والله أسأل أن ييسر لك أمرك كله للخير.

أنا سعيدة بتواصلك معنا، فعسى الله يخطط لك مستقبلك بالخير وأنت لا تعلم، فاختيار الله للعبد خير من اختياره لنفسه، فإن العبد مأمور بالسعي، والله عليه التوفيق وعليه المعتمد، فيجب أن تتيقن من ذلك جداً، وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) {سورة البقرة: 216  } 

فإنّ الله جلّ جلاله يختبرنا ليُقوِّي إيماننا، ويؤخرنا في بعض الأمور ليُبعد عنّا ما يؤذينا، ويمنعنا من بعض ما نُحِب ومنعُهُ – سبحانه – عطاء؛ لأن الغيب لو كُشِف لنا لما اخترنا إلّا ما اختاره الله لنا،  فلا تعطي الشيطان فرصةً في أن يجلب لك الأحزان ويُقلب عليك المواجع ويجدد لكِ الهموم، فإن الشيطان يريد الفوز منكِ بالأحزان فلا تحزن، وأنت ما زلت في بداية طريق الحياة أخي، وهي بداية النجاحات فيجب أن تستعد بالطاقة والحيوية والعزيمة. 

وكلنا ذو حاجات لم تُقضَ بعد، فإن لله حِكمة في تأخيرها أو منعها ،وهل مِنّا من لم تنهمر دموعه على أمنية؟! ولكن الله هو الذي يعلم كم من الضرر والأذى في تلك الأمنية! وهو وحده يعلم ذلك الفرح المختبئ في الأقدار فهي تسير بأمره جل جلاله، وفي مقابل تِلك الحاجات نِعمٌ وعطايا من الإله سبحانه، منهمرة عن يميننا وعن شمالنا ومن فوقنا وفي أنفسنا وفي حياتنا لا نُحصي لها عدداً، ولا نبلغ شكرها، فانتبه وواصل الدعاء: اللهم لك الحمد والشكر حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضا،ولك الحمد والشكر عدد ما في الأرض والسماء وعدد مابين ذلك وعدد ما أنت خالق.

التخصصات كثيرة أخي، اطلع لتبحث عن ما هو الأقرب لميولك، قد تحب مجال التجارة والاستثمار وبعد التخرج ستجد فرص عمل كثيرة خاصة إن اهتممت بالدراسات اللغوية كالصيني والتركي والياباني، أو قد تستطيع التخصص في مجال علوم اللغات، والتي تتيح لك مجالات عمل كثيرة لاحقاً، كذلك تملك مجال العلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية، والإعلام، كما تستطيع بعد التخرج إن شاء الله أن تستكمل دراستك العليا في مجال جديد تحبه، وتيقن أخي أن كل إنسان له مهاراته والتي لا يجب أن يقارنها بشخص آخر حتى لو كانوا إخوته، فقد تتميز في مجال جديد غير الطب والهندسة وتتفوق وتحقق إنجازاً ونجاحاً لك وللمسلمين!

لا أحبذ أن تعيد الثانوية العامة فتضيع سنوات عمرك وتعارض قضاء الله، لكن استخير دائماً وعليك بالاستغفار والتضرع لله بالدعاء، تمنياتي لك بالسعادة والتوفيق وتابعنا بأخبارك.

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com  

مقالات ذات صلة