الشروق العربي
آخرهم شيرين اللجمي

نجوم يسرقون التراث الجزائري وينسبونه إلى العالمية

فاروق كداش
  • 8099
  • 13
ح.م

كثيرة هي قصص السطو، التي تعرض لها التراث الجزائري، تحت فلسفة ‪”بشيشتنا مالحة”، من عشرات السنين لا يمر يوم إلا ونسمع عن مغن ينسب إلى نفسه لحنا أو كلمات جزائرية، من التراث أو من الفن الحديث، وليس من العيب الترويج لتراثنا، بل العيب أن ينسب إلى غير صاحبه.. الشروق العربي، تجمع لكم أكثر قضايا سرقة التراث الجزائري بالدلائل والقرائن.

من أولى حالات السرقة الفنية، قضية نوال الزغبي، التي غنت في 2001، ضمن ألبوم “الليالي”، أغنية “بين البارح واليوم” ونسبتها إلى المغرب. ونفس القصة، حدثت للمغني حسين الجسمي، الذي صدح بأغنية “هاك دلالي”، من تراث وادي سوف، ونسبته روتانا آنذاك إلى المغرب أيضا. وبعدها، جاءت لطيفة العرفاوي، ونسبت إلى نفسها أغنية دحمان الحراشي “خليوني”، وطرحتها فيديو كليب… ولم يعتذر هؤلاء إلا بعد ضغط الجمهور الجزائري، الغيور على تراثه. وقصص الفنانين المغاربة مع التراث الجزائري لم تنته بعد، ففي كل مرة يقومون سهوا أو عمدا بإسقاط كلمة جزائري من بعد كلمة تراث.. منهم المغنية هدى سعد المغربية، التي، رغم جمال صوتها، إلا أنها سطت على موال جزائري، للمغنية “ليلى فاتح”، بعنوان “يا غربتي”، وكذلك طقطوقة “أنا طويري”، للراحلة فضيلة الجزائرية.

ذي فويس… الحقيقة وبس

يصر بعض المشاركين المغاربة على خوض غمار المنافسة، في برنامج ذي فويس، بأغان جزائرية.. وهذا يشرفنا طبعا، كجيران وأشقاء، ولكن يتعمد البعض منهم عدم ذكر أصل العمل الذي يقدمونه، ويكتفون بكلمة السحر، التي تغنيهم عن كل شيء، وهي كلمة “تراث”، التي يستبيحون بها كل شيء، وأحيانا يتجرؤون على نسب الأغنية إلى المغرب، كما فعل المتسابق المغربي وسيم ناجد، الذي نسب أغنية أمين بابيلون إلى التراث المغربي، وفجر جدلا جديدا حول المحاولات المستميتة لبعض الجهات لمحو التراث الجزائري.. ورد الكثير من النجوم الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على هذه الترهات، فصرحت زكية محمد: “أغنية الزينة ولات مغربية.. شكون اللي يدافع عن الفن الجزائري.. حقوق المؤلف والفن (أوندا) راقدين؟”، كما كتبت ياسمين بلقاسم: “أغنية الزينة جزائرية بحتة، وليست مغاربية ولا مغربية، مع احترامي وحبي للشعب المغربي والمغاربي ككل.. وقد كانت من ضمن اختياراتي في ذا فويس قبل أن أنسحب لأسباب شخصية”.

 كما نسب متسابق مغربي آخر، يدعى عثمان بلبل، أغنية “حبيت طفلة أندلسية”، للمطرب الجزائري سليم هلال، إلى التراث المغربي الغرناطي، قبل أن يعتذر على إنستعرام.

علاش نلوم وشيرين على التراث تحوم

آخر عملية سطو على التراث الجزائري، كانت بطلتها خريجة أراب آيدول، شيرين اللجمي، التي أطلقت على شكل فيديو كليب أغنية “علاش نلوم”، التي حققت ما يقارب العشرين مليون مشاهدة، في ظرف وجيز، غير أنها في مقدمة الكليب كتبت عن الأغنية أنها تراث، دون الإشارة إلى أن الأغنية تراث سطايفي محض، مع كلمات من أجمل ما كتب.. بعدها أنقذت الموقف على اليوتيوب، وردت الأمور إلى نصابها.. سر نجاح هذه الأغنية، التي ترددها النساء في الأعراس والمناسبات، وتحمل عنوان “كوستيمو لكحل”، هي كلماتها الإنسانية المعبرة، التي تروي معاناة امرأة عاقر، تزوج عليها زوجها، طلبا للأولاد، وتصف أسبوع فرحه بحرقة “وعلاش نلوم يا لا لالي يا لا وعلاش نلوم، ويا محلاها العشرة يا لوكان تدوم، يا لا لالي يا لا والعشرة كي تهون يا وليلة الاثنين يا لا لالي يا لا، برنوصو على ظهرو يا يا لا لالي يا لا وبرنوصو على ظهرو وقالي ما تبكيش، كل واحد وزهرو يا لا لالي يا لا والعشرة كي تهون”.

وفجر المطرب الجزائري منيع التيجاني، القاطن بمنطقة قوراي بلدية الكويف، قضية سطو من طرف مغن تونسي يدعى الشاب بشير، الذي استحوذ على أغنية “يا حمامة طارت”، ووضعها في اليوتيوب باسمه، وحصد بفضلها 50 مليون مشاهدة، في ظرف قياسي.

عندما يسقط الڤوماري

من الأغاني الجزائرية، التي لا ينساها الجزائريون، بصوت المطربة “عائشة لبقع”، رائعة “الڤوماري”، لصاحبها شريف الوزاني، الذي سجل حقوقها سنة 1992 هي أيضا تعرضت للسرقة من فرقة مغربية، نسبتها إلى التراث المغربي، وهي فرقة “فناير”، وغير أعضاء الفرقة الاسم إلى “نقول مالي”، وحصدت أكثر من 36 مليون مشاهدة على اليوتيوب.

أما أكثر السرقات وقاحة، فهي من أفاعيل المطرب المثير للجدل سعد المجرد، الذي صرح بأن أغنية “الشمعة” للمرحوم كمال مسعودي من التراث المغربي، في حفلة أحياها في مهرجان جرش في الأردن سنة 2016، ‪وقال: أقدم لك أغنية بكلمات مغربية ولحن إسباني”.

الراي وتالفين الراي

وأطلق فنانو الراي على المطرب المغربي أيمن السرحاني لقب أيمن السرقاني، مزاحا طبعا، بسبب إعادته للعديد من الأغاني بموسيقى الراي وكلمات جزائرية، ونسبها إلى نفسه، وعلى أنها من إنتاجه، وقد بث رواد مواقع التواصل أدلة بالصوت والصورة عن عمليات السطو الفنية هذه، منها أغنية ديسديت نتزوج، للمغني ديدو الباريسي، وأغنية للشاب حسام، “وليت ما نسهرش”، وبعض أغاني حبيب هيمون.

والكل يتذكر الجدل الذي حدث بسبب المغني والملحن المصري عمرو مطصفى، الذي سرق لحن الشابة جنات ما تجبدوليش ووضعه في أغنية وطنية، بعنوان “طوبة فوق طوبة”، بصوت المطربة آمال ماهر دون إذن أو اعتذار.

في الأخير، علينا أن نحافظ على تراثنا الجميل من السطو، عن طريق حقوق الملكية، وأن نبعث رسالة محبة إلى كل من يريد غناء هذا التراث العالمي، على ألا يحرفه وأن يعيد لقيصر ما لقيصر… فالفن لا يعترف بالحدود، لكنه يعترف بالقوانين والبنود.

مقالات ذات صلة